مشكلة جديدة تتعلق بالصيانة الدورية للمستشفيات، بعد حادثة وفاة الطبيبة "سارة أبو بكر" نائبة أطفال، بمستشفى المطرية، نتيجة صعق كهربائي بحمام سكن الطالبات، والتي لم يمر عليها سوى أشهر قليلة، وعلى إثرها نادى أعضاء البرلمان والأطباء، بضرورة زيادة بنود الصيانة المخصصة لوزارة الصحة، ولكن تجددت الأزمة مرة أخرى في مستشفى الجلاء للولادة أمس، بوجود شروخ وتصدعات، أدت إلى اهتزاز المبنى وفزع المرضى والعاملين وخروجهم، وأرجعت هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية ذلك إلى أعمال الحفر الجارية بالخط الثالث لمترو الأنفاق، فضلاً عن توقف المستشفى عن استقبال الحالات المرضية لحين الانتهاء من الفحص وكتابة التقرير.
من جانبها، أكدت الدكتورة سماح سعد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد، حضرت 3 جلسات للجنة، وفي كل مرة اتحدث معها حول مشكلة الصيانة للأجهزة والمستشفيات، ووجود حالات مختلفة توفيت بسبب الصيانة، سواء فيما يتعلق بأجهزة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم المركزي بالشرقية نتيجة لوجود أعطال فنية، أو وفاة الدكتورة سارة ابو بكرة طبيبة المطرية نتيجة الصاعق الكهربائي بسبب السخان، ومن قبل مشكلات خطوط مصاعد المرضى في عدد من المستشفيات، وطالبت من الوزيرة وضع استراتيجية للصيانة الدورية للمستشفيات والأجهزة الطبية بجميع مراكز الصحة ولكن لم يتم تحديد الاستراتيجية حتى الآن ولا تحديد البرنامج الزمنى للتنفيذ، مؤكدة أنه من المفترض أن تعرف الوزارة كم عدد أجهزة الغسيل الكلوي التي تحتاج إلى صيانة وعمل تكهين للأجهزة التي تخطت ال20 عامًا واستبدالها وغيرها من أعمال الصيانة ضمن خطة زمنية ممنهجة لمعرفة ما تم صيانته كل فترة محددة.
وأشارت عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إلى أنها في أكثر من تصريحات صحفية سابقة، طالبت بعمل الصيانة على مستوى محافظات مصر، بالمشاركة مع وكلاء الوزارة، قائلة: عن نفسي تواصلت مع الدكتور نصيف حفناوي وكيل وزارة الصحة بالمنوفية لعمل حصر للمعدات، موضحة أن ما حدث في مستشفى الجلاء أمس، نتيجة عدم الصيانة لأن المبنى من الخارج يظهر عليه "المية منشعة"، فالمبنى قديم جدًا وتم إزالة مثلث ماسبيرو والإنشاءات التي سيتم عملها يجب معرفة هل سيتحمل مبنى المستشفى ذلك، خاصة مع وجود أعمال الخط الثالث لمترو الأنفاق، ولكن اللجنة الهندسية في المحافظة ستحدد ذلك، مشددة على أن اخلاء دور في المستشفى من العاملين والمرضى، هو إجراء سليم 100%، ويجب إخلاء المستشفى حتى لا يقع على المرضى نتيجة الاهتزازات، ولأنه قديم جدا، مشيرة إلى عدم وجود إجراءات محددة لحماية المنشآت العامة والمستشفيات أو لأعمال الصيانة، ولكن يتم التصرف وفقًا للحدث "احنا بنتصرف لما المصيبة تحصل.. سقف مستشفى وقع بنرممه وقتها وهكذا.. حتى مواسير المجاري عايزة تتغير في المستشفيات، مستنيين لما الريس يؤمر عشان ينفذوا غير كدة محدش هيشتغل".
وأضافت، أن بنود الصيانة الخاصة بميزانية وزارة الصحة بين 5 إلى 8% فقط، ولكن يجب زيادتها على أن تكون من 15 إلى 25% أي ربع الموازنة لأنها تطيل من عمر الأجهزة وتقلل الأجهزة الجديدة لأن الأعطال المفاجئة بالأجهزة تتسبب في أكثر من مشكلة منها التسبب في كثرة قوائم الانتظار وعدم حصول عدد كبير من المرضى على علاجهم والمفاجئة بكارثة غير محسوبة، "للأسف احنا معندناش خطة نشتغل بيها.. ومش خلية واحدة بل جُزر منعزلة"، متسائلة عن طبيعة عمل المهندسين وعمال الصيانة الموجودين بالمستشفيات، فمن المفترض أن كل مدير مستشفى يطلب منهم تقرير أسبوعي عن أعمال الصيانة الفعلية بالمستشفى، "مش كل حاجة لازم الريس يقولها عشان تتعمل"، مضيفة أنها تقدمت بطلب احاطة للبرلمان بحصر المستشفيات الموجودة بجانب أعمال الخط الثالث لمترو الأنفاق لأخذ الاحتياطات ووضع أليات للتعامل معها.
وأشار الدكتور سمير على توني، عضو مجلس نقابة الأطباء، أنه يجب وضع حلول جذرية لمشكلة الصيانة الدورية في المجال الطبي سواء كانت للأجهزة أو للمباني نفسها، موضحًا ضرورة صيانة الأجهزة الطبية بشكل دوري وذلك لأن الطبيب يتضرر من جراء ذلك لتوقف عمله في خدمة المريض فضلاً عن معاناة المرضى أنفسهم وتأخر علاجهم، لأن المفترض أن يتم تذليل كل المعوقات لخدمة الطبيب حتى يستطيع القيام بعمله، مشيرًا إلى أن هناك أيضًا أهمية في صيانة مباني المستشفيات والمصاعد وهي مسئولية تقع على الجانب الإداري في المستشفيات لأنه المسئول الأول عن ذلك؛ فكل مستشفى بها عمال صيانة ومهندسين يقوموا بإصلاح الأضرار بالمستشفيات.
وأكد عضو مجلس نقابة الأطباء، على أهمية وضع خطة واضحة للمباني المستشفيات لأن هناك مستشفيات تعود إلى فترة الأربعينيات والخمسينيات وهي تهدد بحياة المرضى والعاملين بها لأنها تكون متهالكة تمامًا، فكل مبنى له عمر افتراضي ويجب الأخذ في الاعتبار دائمًا مشكلة المباني القديمة والتأكد كل فترة من مدى صلاحيته للاستمرار أو عمل إحلال لأن هناك مستشفيات جديدة يتم بنائها، مشددًا أن الصيانة مسئولية تقع على وزارة الصحة كما أن الأطباء تطالب في المقام الأول بتدريب الأطباء ومن ثم تأتي مشكلة تدريب القطاع الصحي على إجراءات السلامة والحماية لأنها تقع على الإدارة في المستشفى.
في حين، أكدت الدكتورة هناء سرور، وكيل وزارة الصحة بالجيزة، أن كل المستشفيات لا بد من عمل عقود صيانة عاجلة لتانكات الأكسجين ومولدات كهربائية ومصاعد كهربائية، وتطويريها مع رفع كفاءة خزانات المياه، وكذلك ثلاجات حفظ الموتى، بالإضافة إلى تجديد عقود الأمن والنظافة.
يُشار إلى أن وزارة المالية، خصصت 61.8 مليار جنيه كموازنة لقطاع الصحة، ضمن الموازنة العامة للدولة لـ2019، بزيادة نحو 7 مليارات جنيه، عن موازنة العام الماضى2017-2018، والتي بلغت 54.9 مليار جنيه، كما أن بنود الصيانة لوزارة الصحة من 5 إلى 8% بموازنة الوزارة.