الجانبان متشبثان رغم مرور ثمان أشهر على انسحاب ترامب من الصفقة النووية الإيرانية

بعد ثمانية أشهر من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من اتفاق إيران النووي، واستعادة العقوبات الاقتصادية على طهران، ما زال كلا الجانبين يتشبثا.

وأخبر ترامب الصحفيين في الآونة الأخيرة، أن إيران في ورطة، وستعود في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات بشروطه، وفي الوقت ذاته، يواصل القادة الإيرانيون هجماتهم اللفظية على أمريكا ورئيسها، ويوضحون أنهم يعارضون أي حوار طالما استمرت العقوبات، هذا مابدأ به الكاتب: "سيما شاين" مقاله المنشور على موقع جريدة "هارتز" الإسرائيلية، موضحًا: لا شك أن العقوبات تؤثر على الاقتصاد الإيراني، وقد يزداد الوضع سوءًا في العام المقبل.

وتسعى الإدارة الأمريكية، إلى خلق ضغط علني على النظام الإيراني، حتى يدخل في مفاوضات معدة للتنازل عن سلسلة من القضايا، وفي مقدمتها برامجها النووية والصاروخية.

تعقد الولايات المتحدة، مؤتمرا دوليا في بولندا الشهر المقبل، حول موضوع الشرق الأوسط، ووفقاً لما قاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فإن أحد أهداف المؤتمر، هو بناء تحالف من دول الشرق الأوسط يمكن أن يستجيب للتهديدات العديدة التي تواجه المنطقة - بما في ذلك التهديد الإيراني.

في الوقت نفسه، عُرف مؤخراً بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون طلب من البنتاغون قبل بضعة أشهر إعداد خطة للعمل العسكري ضد إيران، على الرغم من أن هذا الطلب كان مرتبطًا بإطلاق النار في مجمع السفارة الأمريكية في بغداد وفي القنصلية بواسطة مقاتلين شيعيين في البصرة الذين تعتبر ادارتهم على صلة بإيران، فقد أعربت مصادر أمنية أمريكية عن قلقها من أن بولتون، المعروف بمواقفه الصارمة تجاه إيران، سيؤثر على ترامب لإطلاق عمل عسكري ضدها.

من ناحية أخرى، أوضح وزير الدفاع المنتهية ولايته جيمس ماتيس أن التحركات الحالية ضد إيران ، فضلاً عن العقوبات، كانت حملة دبلوماسية بلا جوانب عسكرية، كما اختار ترامب تجاهل تعليقات كبار المستشارين، بمن فيهم بولتون، الذي وعد بأن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا حتى مغادرة آخر إيراني، إن خروج القوات الأمريكية، التي بدأت بالفعل، يُفسَر من قبل الكثيرين على أنه انفصال عن الشرق الأوسط، الذي قال ترامب مراراً وتكراراً بشأنه أن الولايات المتحدة، استثمرت قدراً كبيراً من المال والأرواح ولم تحصل على أي شيء في المقابل.

ويرى الكاتب أن: الصورة المستجدة في هذه القضية، كما في حالات أخرى، هي مجموعة متنوعة من الآراء، بعضها متناقض، بين كبار المسؤولين الأمريكيين فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية، لكن لا توجد اختلافات في الرأي بين الرئيس ومستشاريه على الإطلاق حول ضرورة تغيير إيران لسياساتها.

وفي الأخير يطرح الكاتب سؤالين: وهكذا بدأ عام 2019 بتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، السؤال الرئيسي هو ما إذا كان الوضع الاقتصادي الإيراني في العام المقبل سيتدهور إلى درجة أنها ستبدأ حوارًا مع الإدارة الأمريكية من نقطة ضعف واضحة، وأيضا ما إذا كان ترامب سيستقر على الإنجاز العام لـ قمة مع الرئيس الإيراني، حتى لو كان ذلك يعني الخضوع لبعض مطالبه.

والبديل هو المعارضة الإيرانية المتواصلة للحوار مع الرئيس الأمريكي، الذي، في رأي طهران، يرغب في تغيير النظام، وليس مجرد تغيير في السياسة. والاحتمال الآخر هو التصعيد، في ظل عودة إيران إلى مواصلة برنامجها النووي، وربما بسرعة أكبر مما كانت عليه في الماضي، في مثل هذه الحالة، سيكون على الإدارة الأمريكية بالفعل أن تنظر فيما إذا كانت ستهدد بخيار عسكري.

نبذة عن الكاتب

"سيما شاين" هو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وكان نائباً للمدير العام في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية ، ونائباً لرئيس مجلس الأمن القومي للشؤون الاستراتيجية ، وكان رئيس قسم الأبحاث في الموساد قطاع الاستخبارات.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة المصري البورسعيدي و إنييمبا (1-0) في الكونفدرالية (لحظة بلحظة) | ضغط للمصري