أحلام من 25 يناير لم تتحقق.. في "التعليم" الفصول لا تكفي التلاميذ: "كل خمسة في تختة"

الفصول لا تكفي التلاميذ

60 طالبًا على الأقل في مكان واحد، «التختة» محددة بـ 3 طلاب وأربعة، الأصوات تتعالى مع كل حركة لأحدهم، المُعلم يدخل الفصل، وسرعان ما يبدأ بالشرح، لكن التأكيد على استيعاب الطلاب الحاضرين لا يسعفه، فالأعداد كبيرة جدًا، مشهد يومي، اعتدنا عليه في أغلب مدارس الجمهورية، ليس فقط في محافظة القاهرة التى تعد العاصمة ومركز الاهتمام الأول للوزارة، لكن ذلك لم يشفع لها هي الأخرى في نيل نصيبها من تكدس الفصول.

وأظهرت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2017 ، أن محافظة القاهرة بها 4916 مدرسة، يدرس بها مليونان و110 آلاف و403 طالبًا، ويعمل بها 90 ألفا و201 معلم، وفي الجيزة يوجد 3426 مدرسة، يدرس بها مليون و966 ألفا و779 طالبًا، ويعمل بها 64 ألفًا و343 معلمًا، وفي الإسكندرية يوجد 2285 مدرسة، يدرس بها مليون و141 ألفًا و611 طالبًا.

التكدس السابق بات أمرًا واقعيًا يعلمه مسئولي التربية والتعليم في الوزارة، على رأسهم الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ما دفعه إلى اللجوء لحلول سريعة منها فكرة الفصول المتنقلة، وأعلن الرجل على الملأ أن مصر بها نحو 55 ألف مدرسة، ونحتاج إلى مثلها للقضاء على ظاهرة التكدس الموجودة حاليًا بالمدارس، مشيرًا إلى أن عدد الفصول المطلوب توفيرها لتغطية الاحتياج حتى نهاية عام 2021 يبلغ نحو 259 ألف فصل، من بينها نحو 61 ألف فصل لحل مشكلة الكثافات، ويجري حاليًا تنفيذ 1444 مشروعًا تعليميًا بإجمالي نحو 23 ألف فصل، ما يعني أن كثافة الفصول من المقرر استمرارها لنحو 10 سنوات مقبلة، فحلها يحتاج إنشاء 200 ألف فصل بميزانية 100 مليار جنيه، مع العلم أن ميزانية الوزارة 5 مليارات جنيه في السنة، والكثافات الطلابية تتركز في 4 محافظات رئيسية هي القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والشرقية.

وأمام هذا الحل، أوضح الدكتور محمد عمران، الخبير التربوي، في تصريح خاص لـ«أهل مصر»، أن فكرة الفصول المتنقلة كانت تستخدم لمحو الأمية في المزارع والمناطق الجبلية التى تبعد عن المناطق السكانية، ولا تطبق في المحافظات والمدن الكبرى، مشيرًا إلى أن الفكرة تصلح فقط لعلاج أزمة التسرب من التعليم وليس كثافة الفصول، ما يهدد بنزيف جديد في أموال وزارة التربية والتعليم، نظرًا لكبر المصروفات التى ستنفق على هذه الفكرة بدون أى منفعة.

وفي الوقت الذي تحاول فيه وزارة التربية والتعليم، حل مشكلة كثاقة الفصول، ظهرت أزمة نقص المعلمين بشدة، حيث أكد الدكتور محمد عبد الله، الخبير التربوي في تصريح خاص لـ «أهل مصر»، أن وزارة التربية والتعليم، لم تأخذ في اعتبارها عجز المدرسين الذي تعاني منه بالفعل، فأغلب المدارس لا يوجد بها مدرسين من الأساس، ما جعل موقف الوزارة حرج أمام الرأى العام، خاصة أنها لم تقوم بتعيين المُعلمين الاحتياط المتبقين من مسابقة الـ 30 ألف معلم، وكشف الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، أن مسابقة الـ 30 ألف معلم قد انتهت، ولن يتم الالتفات لها من قريب أو بعيد، ليثير بذلك غضب عارم بين صفوف من عاشوا يحلمون بالتعين الحكومي بالمدارس لسنوات.

الأزمات السابقة لم تكن الوحيدة التى تعاني منها المنطومة التعليمة خلال السنوات الأخيرة، حيث أكد خلف الزناتي نقيب المهن التعليمية، أن مرتبات المُعلمين متدنية للغاية، لافتًا النظر إلى أنه تواصل أكثر من مرة من مسئولي وزارة التربية والتعليم، لمحاولة تعديل هذه المرتبا، لأنها لا تليق بمكانة المُعلم، لكن القرارات جميعها باتت معلقة على مكتب الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، وقد يكون القرار معلق من قبل مسئولي الهيئات الأخرى المعينة بالأمر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً