رغم إطلاق تحذيرات لمنع تداول أدوية قاتلة.. خبراء: 80% من الصيدليات لا يعرفون بشأن تحذيرات الصحة لعدم وجود آليات تربطهم

يمثل فقدان حلقة الوصل بين وزارة الصحة وبين الصيدليات أحد أبرز المشاكل التي تعاني منه الوزارة، والذي قد يؤدي إلى أن التحذيرات التي يتم إطلاقها من قبل وزارة الصحة أو الإدارة المركزية للتفتيش الصيدلي التابعة لها بشأن عدد معين من الأدوية الموجودة بالأسواق، لا تصل إلى جميع الصيدليات بها نظرًا لانعدام الربط بين الصيدليات ووزارة الصحة سوى عن طريق الصفحات الرسمية لهذه الإدارات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والتي يمكنها أن تهدد بحياة الكثيرين في حالة عدم معرفة أي من الصيدليات بالأمر.

ومن جانبه، أكد الخبير الدوائي والحقوقي هاني سامح، أن التحذيرات التي تقوم وزارة الصحة بإطلاقها لا تصل للصيدليات إلا نادرًا، وللأسف تصدر بعد استهلاك المستحضر لأن التشغيلة تنزل للأسواق بعد حوالي 6 أشهر وتكون عبارة عن مجرد إجراء شكلي ولا يوجد أي منظومة رقابية أو منظومة للتواصل بين وزارة الصحة والصيدليات واقتصار الاعتماد على إصدار منشور ورقي من الإدارة المركزية يتم وضعه في إدارات وزارة الصحة، ولكن هناك حوالي 80 منشور على موقع إدارة التفتيش الصيدلي ويمكن أن يكون أخر منشور لا يعرف عنه أيًا من الصيدليات.

وأشار الخبير الدوائي، إلى أنه بالنسبة للتحذيرات يكون مكتوبًا بالمنشور إعادة تسليم المستحضر للشركة الأم صاحبة المستحضر وهي التي تتولى إعدامه، موضحًا أن وزارة الصحة هي من يجب أن تتولى هذه المسئولية، فحوالي 80% من الصيدليات لا يعرفون بأمر التحذيرات بشأن منتج معين ويتم بيعه.

وأضاف "سامح" أن العالم كله تغلب على المشكلة من خلال التواصل الالكتروني وعمل منظومة إلكترونية مع الإدارة المركزية للشئون الصيدلية والصيدليات ويتم الاعتماد على مجرد منشور ورقي يتم معرفته عن طريق الصدفة، وخطوة "التتبع الدوائي" مهمة للمنظومة ولكنها في طور التنفيذ ولم يتم تطبيقها حتى الآن، كما أن هناك برنامج على الهواتف المحمولة يمكن من خلاله معرفة تاريخ الصلاحية وتاريخ الانتهاء ورقم التشغيلة وتوزيعه ولكن لم يحدث ذلك حتى الآن .

وفي سياق مُتصل، أوضحت الدكتورة أماني قريطم، طبيبة صيدلانية، وباحثة في علوم الكيمياء، أنه يتم إرسال منشورات تحمل رقم التشغيلة الصادر بحقها التحذيرات عن طريق الإدارة المركزية لشئون الصيدلة للصيدليات أو الإدارات الصحية التابعة لها بالمحافظات، وعلى الصفحات الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، رقم التشغيلة أي الباركود لأي منتج فإذا كان هناك مشكلة في التصنيع يتم تنزيل كل العبوات الدوائية غير الصالحة للاستخدام واستبدالها بأدوية أخرى لها رقم تشغيلة أخرى.

وتابعت "قريطم" أن هناك أدوية تُشكل خطورة على صحة المواطنين عند تداولها مثل عقار "فالسارتان" دواء ضغط، تم سحب تشغيلة معينة منه لوجود مواد مسرطنة بالمادة الفعالة بها من الصين، وتم سحب الكمية كلها التي تحتوي على مواد مسرطنة، ونزول أخرى في نفس الوقت لأنه دواء مهم ولا يمكن الاستغناء عنه.

ويشار إلى أن وزارة الصحة والسكان، تقوم بإطلاق عدد من التحذيرات بشأن بعض الأدوية التي يتم اكتشاف خطورتها على صحة الإنسان أو وجود خطأ ما في تشغيلة معينة وذلك عن طريق الإدارة المركزية للتفتيش الصيدلي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً