في أول زيارة دبلوماسية من نوعها منذ توليه السلطة في فرنسا ، يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر لمناقشة التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي مع نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن المقرر أن تعزز الرحلة التي تستغرق ثلاثة أيام العلاقات بين البلدين،يرافق الرئيس الفرنسي زوجته وعدد من الوزراء وخمسة عشر مسؤولًا تنفيذيًا من مختلف الشركات الفرنسية.
لو فيجارو الفرنسية
ووفقاً لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية من المقرر الإعلان عن عدد من الاتفاقيات الاقتصادية، وهذا يشمل اتفاقية تعاون مع أكبر سوق للمواد الغذائية بالجملة في العالم، وهو سوق رونجي الدولي في فرنسا، حيث تركز الخطة على تطوير فرع لسوق الجملة في مصر، كما تتطلع شركة السيارات المشهورة "بيجو" إلى متابعة خطوات "ميرسيدس بنز" وتجميع السيارات الفرنسية هنا في مصر.
ومن المقرر أن يعقد وزراء المجموعة الاقتصادية المصرية مناقشات مع الوفد الفرنسي للتخطيط لإقامة منتدى استثماري يشارك فيه عدد من المسؤولين ورجال الأعمال من البلدين.
تكمل الرحلة الدبلوماسية الزيارة السابقة التي قام بها الرئيس المصري السيسي في أكتوبر 2017 إلى باريس، حيث استضافه الرئيس الفرنسي بعد فترة قصيرة من تنصيبه، وناقش خلالها الرئيسان التعاون الثنائي والاستثمارات الفرنسية في مصر، ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن الشراكة الاقتصادية تصل إلى 2.7 مليار يورو.
الإذاعة الفرنسية
وفي سياق متصل، سلطت الإذاعة الفرنسية الضوء على زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، حيث أكدت أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الإستراتيجية الملزمة للبلدين، مشيرة إلى أن مصر شريك دبلوماسي واستراتيجي رئيسي لفرنسا، خاصة وأن الدولة العربية من المقرر أن تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي في بداية شهر فبراير.
وقد بدأت صباح اليوم زيارة "ماكرون" لمصر بجولة داخل معبد رمسيس الثاني بأبو سمبل، حيث سيستمع إلى شرح لتاريخ المعبد، ونقوشه عن حروب الملك رمسيس الثاني وتاريخ مصر خلال تلك الفترة،كما سيزور مع الوفد المرافق له معبد حتحور ونفرتاري، المعروف أيضًا باسم المعبد الصغير، الذي أنشأه زوجها رمسيس الثاني إلى جانب معبده.
وشهدت مدينة أبو سمبل إجراءات أمنية مشددة لتأمين الزيارة ، وزينت الشوارع بالأعلام المصرية والفرنسية، وصعد عمال النظافة لتنظيف الشوارع والأشجار على الطريق إلى المعبد من مطار أبو سمبل، وإعداد عربات الغولف للتنقل داخل المعبد.
ومن المقرر أن يغادر ماكرون أبو سمبل إلى القاهرة لقضاء بقية زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام برفقة 50 من قادة الأعمال الفرنسيين.
كما سيلتقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الثلاثاء ، خلال زيارته لمصر.
وسيجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الفرنسي يوم الإثنين لمناقشة جهود مكافحة الإرهاب والأزمة الإقليمية، خاصة ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية.
ومن المتوقع توقيع نحو 30 اتفاقية وعقد مشترك في مجالات النقل والطاقة المتجددة والصحة والمنتجات الغذائية الزراعية،ووصف النائب بينوا بوتري الزيارة بأنها مهمة للغاية بالنسبة لأمن واستقرار أوروبا والشرق الأوسط.
صحيفة لوموند الفرنسية
قال عضو حزب الجبهة الوطنية المعارض "جان ميسيها" إن مصر لاعب إقليمي قوي في الشرق الأوسط وتمثل عين فرنسا في المنطقة وبوابتها إلى العالم العربى، وتأتي هذه الزيارة في أوقات حرجة حيث تأمل حركة "السترات الصفراء" في فرنسا أن تبقي على الرئيس "إيمانويل ماكرون" ، وتدعو إلى استمرار المظاهرات ليلاً في نهاية الأسبوع الحادي عشر من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
كما أشاد جاك لانج، رئيس معهد العالم العربي في باريس، بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، مؤكداً أنها أكبر دولة عربية تقيم معها باريس علاقات وتعاون، مشيدأ بالعلاقات الثنائية، قائلاً إنها شهدت زخمًا جديداً خلال السنوات الأربع الماضية في جميع المجالات،وقال لانج إن الوفد سيضم الكتّاب والمثقفين في عام 2019 وسمي عام الثقافة المصرية الفرنسية.
وأشار إلى أن هذا العام يمثل فرصة لإظهار الروابط الثقافية بين البلدين ، مستشهدا بالأحداث الرئيسية التي نظمها جثمانه حول العلاقات المصرية الفرنسية.