"الدراما الرمضانية أقصر الطرق للجريمة".. كان هذا هو الشعار الذي رفعه العديد من القائمين على المسلسلات الرمضانية هذا العام، والذين تعمدوا تقديم المسلسلات التي تروج لجرائم البلطجة والمخدرات والقتل.
وبصورة مفاجئة اكتشف صانعو الأعمال الفنية أن اللعب على وتر البلطجة والجرائم الأخلاقية هو الأمر الذي يضمن نجاح أعمالهم وإبقائها في ذهن المتابعين، إلا أن الواقع كان شيئا آخر.
قميص نوم
خلال الأيام الماضية، وقعت العديد من الجرائم التي جاءت على خطى مسلسلات تليفزيونية وبرامج أحدثت جدلا واسعا في الشارع المصري، كان آخرها ما وقع في محافظة الفيوم، حينما قام أفراد أحد العائلات باستدراك زوج ابنتهم ويدعى "ع.ي.ل" الذي يقيم بالقاهرة، إلى قريتهم لحل الخلافات بينه وبين زوجته، ثم قاموا بإجباره على ارتداء قميص نوم، والطواف به في شوارع القرية، بعدما قام بتصوير زوجته عارية ونشر صورها على المواقع الإباحية على الإنترنت.
الواقعة قلدت بصورة واضحة بعض أحداث مسلسل "الأسطورة"، الذي يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان، والذي ظهر في المسلسل وهو ينتقم من شخص يجسد دوره أحمد عبد الله محمود، بعدما نشر صورا خاصة بزوجته “شهد” التي تجسدها الفنانة مي عمر ونشرها على المواقع الإباحية، ما دفع "الأسطورة" إلى إلباسه قميص نوم حريمي، بعد تلقيه علقة ساخنة أمام الجيران الذين قاموا بتصوير المعركة عبر هواتفهم المحمولة.
بلطجية للإيجار
مسلسل الأسطورة كان له نصيب آخر في الجرائم التي ظهرت خلال الأيام الماضية، حيث تم تدشين أول صفحة إلكترونية متخصصة في أعمال البلطجة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي حملت اسم "السراج لأعمال البلطجة واستخلاص الحقوق"، والتي قالت في منشورها:"من النهارده مفيش حد هيبات مظلوم".
وكتب صاحب الصفحة منشورا طويلا للتعريف بنفسه وفلسفته حيث قال: "احنا قررنا نرجع حقوق الشعب، خلاص، كل الناس هترجعلها حقوقها، وهتاخد حقها ف البلد دي، ابعتلنا على طول وما تسيبش حد يظلمك، ولو معكش فلوس ابعتلنا هناخد حقك، ويبقى ادفع وقت لما ربنا يفتحها عليك، اهم حاجه نكسر عين اي ظالم، اي حرامي".
في سياق متصل اعتبر مراقبون أن ظهور مثل هذه الصفحات هي تجسيد صريح لأحداث مسلسل الأسطورة، الذي قدم البطل وهو يقوم بأعمال القتل والبلطجة وكأنه بطل خارق يستوجب الإعجاب.
الحرق على طريقة رامز
ومع الأيام الأولى للشهر الفضيل، اكتشفت سيدة أن ابنها يحاول إشعال النار في غرفة أشقائه اقتداء ببرنامج رامز جلال، والذي حمل اسم "رامز بيلعب بالنار"، وعندما سألت ابنها عن ذلك، قال لها إنه يفعل كما شاهد فى البرنامج.
وللرد على ذلك تقدم النائب البرلماني مصطفى بكري بطلب إحاطة لرئيس الحكومة ووزير الاستثمار طالب فيه بوقف برامج المقالب التي تذاع على الفضائيات خلال شهر رمضان، مشددا على أن هذه البرامج تضر بسمعة المجتمع، وبعض الرموز الفنية والشخصيات العامة بهدف تحقيق مكاسب مالية.
كما أشار بكري في طلب الإحاطة إلى أن هناك برنامجا من تلك البرامج يقدم دعاية مجانية لتنظيم “داعش”، في إشارة منه لبرنامج “ميني داعش” الذي يقدمه خالد عليش، مؤكدا أن هذا البرنامج يروج لأفعال “داعش” الإجرامية ويقدمها في قالب كوميدي هدفها نشر ثقافة الإرهاب ونقلها إلى الشارع المصري، وتقديم نموذج إرهابي وكأنه أمر طبيعي.