كشف نائب السفير الصومالي أويس سيد محمد في تصريحات خاصة لأهل مصر، أن الصومال قادمة بقوة ناصحاً الشباب الهجرة إلى أفريقيا الغنية بالثروات بدلاً من أوروبا التي أصبحت فقيرة من الثروات.
وأضاف يدعم هذا الاحتمال ما أحرزته الحكومة الفيدرالية من تقدم، ومن المقرر أنها ستسمح للأحزاب بالمشاركة في انتخابات عام 2020 وهو الأمر الذي يدعم المضي قدماً نحو استكمال مشروع بناء الدولة الصومالية، إلى جانب النجاحات الأمنية القوية ضد حركة الشباب الصومالية فتمكنت من طردهم من كل المدن الرئيسية وهو الأمر الذي يؤكد على قدرة الصومال في استعادة نفسها.
وحول ما وجهناه من سؤال بشأن أهمية الصومال بالنسبة للأمن القومي المصري خاصة وأن الصومال تربطها علاقات قوية بإيران وأن منطقة القرن الإفريقي وجنوب البحر الأحمر يشهد تهديدات أمنية خطيرة للأمن القومي العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص، فأشار "اويس السيد" إلى أنه بالفعل تحاول إيران مد نفوذها في الداخل الصومالي مستغلة الحرب الأهلية بسبب الإرهاب، حيث قامت بافتتاح سفارة لها في 2012 إلى جانب تأسيس منظمة الخميني الخيرية إلا أن الشعب الصومالي الواعي للخطوات التي تحاول أن تتخذها "طهران" ضد دول الخليج العربي ومصر الشقيقة فبدأ تضيق الخناق على المؤسسات الشيعية العاملة هناك وهو ما تم بالفعل.
ووفي سياق متصل وجهنا له سؤالاً حول الدور التركي الحالي في الصومال ، فأكد "أويس السيد" أن تركيا تعد أكثر خطراً في الصومال من إيران حيث أنها تقدم مساعدات انسانية ضخمة وتوفيرها لخدمات تعليمية ومن جهة أخرى أقدمت تركيا مؤخراً على إنشاء قاعدة عسكرية في الصومال ما يظهر مدى الاهتمام التركي بالصومال، ولكن الحكومة الصومالية الحالية تعرف كثيراً الأغراض التركية التي تريد بها أن تضغط على الدولة المصرية التي لم تتاوهن يوماً عن مساعدة افريقيا وشعوبها خاصة مع اعتلاء السلطة في مصر.
واضاف أن زيارة الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو لمصر في 2017 اقلقت تركيا، حيث سعي الجانب المصري لمناقشة اهمية كون الصومال بوابة نحو دول شديدة الأهمية لمصر كإثيوبيا وباقي دول حوض النيل ما يهدد الأمن القومي المائي المصري، كما أن إسرائيل تسعى إلى التقرب من دول تلك المنطقة وعلى رأسها الصومال بهدف حماية تجارتها المارة بتلك المنطقة؛ حيث يمر بها نحو 20% من التجارة الإسرائيلية، فإسرائيل لديها تواجد عسكري واستخباراتي كثيف في تلك المنطقة الحيوية، وذلك إدراكاً من إسرائيل لخطورة إعادة تجربة حرب أكتوبر 1973م حيثما أغلقت البحرية المصرية مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية لذا فهي ترغب في ضمان تواجد عسكري دائم لها في تلك المنطقة، ومن هذا المنطلق لا تزال تحاول إسرائيل جاهدة لأن تفتح أبواب الصومال أمامها وقد وصل الإصرار الإسرائيلي إلى حد التهديد بالاعتراف بإقليم بونط لاند الصومالي في عام 2010م كوسيلة للضغط على الصومال للقبول بنفوذ إسرائيلي فيها، ولكنها غير ناجحة في ذلك حتى الآن.
وعلى جانب أخر، أضاف أن الحكومة الصومالية الحالية بدأت في دحر "حركة الشباب الصومالية" بشكل كبير، وأن مصر بدأت في التمركز في "باب المندب" كما انشأت قيادة الأسطول الجنوبي في 2017 وجاء ذلك في إطار سعى مصر في تأمين الوجود العسكري، خاصة بعد إعلان حركة الشباب تأسيس تنظيم "داعش" في القرن الأفريقي.