صرح نائب وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافاروف" مؤخرا لوكالة الأنباء الأمريكية سي ان ان "أنه كان يتجنب أن يستخدم كلمة(حلفاء) كوصف للعلاقات الروسية الإيرانية على الأرض السورية،مؤكدا أن روسيا تدرك أهمية الحفاظ على أمن إسرائيل".
وهذا ما يفضح وبشكل علني الإضطرابات التي تعاني منها السياسات الإيرانية الخارجية،وفشل نظام الخامنئي في بناء قواعده السياسية الصلبة وتوطيد علقاته الإستراتيجية مع حلفائه الذي كان يستخدمهم في وقتما كأدوات تهديد مزعومة للضغط على دول المنطقة العربية ودول التحالف العربي بشكل خاص وهم دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية،وكذلك لتمكين التواجد الإيراني سياسيا وعسكريا في سوريا،بجانب المحاولات المستميته من جانب القوات الإيرانية للإندماج العسكري مع سوريا.
عطفا على ذلك فقد أصبح معلنا أمام الجميع موقف روسيا ودعمها للتواجد العسكري الإسرائيلي في إيران، مع حرص موسكو على تحجيم الدور الإيراني في سوريا وإحباط أي محاولة لتمدد القوات الإيراني خارج الحدود المرسومه لها من قبل الجانب الروسي وهو الطرف الأقوى الذي يتصدر المشهد الأمني والمسؤول عن حفظ توازنات القوى على أراضي سوريا الأن ،وذلك على الصعيدين العسكري والسياسي ، ومنع ما تقوم به إيران من محاولات إختراق القوات السورية والعمل ضمن خطة واحده تنتهي بالصب في المصالح الإيرانية وحدها وتحقق أطماعها في المنطقة ،وقد تجسد ذلك في تصريح للقيادة العسكرية الإيرانية عام 2016 مفادة أن إيران مستاءة من عدم توفير حماية للمرافق العسكرية السورية وكذلك عدم وجود دعم جوي روسي لعمليات في ضواحي حلب.
إن روسيا في حقيقة الأمر تلعب دورا هاما في ضبط إيقاعم منظومة توازن القوى على الارض السورية ،فنجدها متحكمة في التواجد الإيراني العسكري والسياسي في سوريا والعراق بما لا يمثل تهديدا لمصالح إسرائيل في المنطقة ،كما أشار نائب وزير الدفاع الروسي سابقا .
وقد علق رئيس لجنة السياسات الخارجية بالبرلمان الإيراني حسب ماذكره موقع "المونيتور " "أن الجيش الإسرائيلي قد يكون لديه نظام للتنسيق مع هياكل الدفاع الجوي الروسي" ،وهذا ما يعد إعترافا من قبل نظام الخامنئي بأنه حلفائه الرووس يتواطأون مع الإسرائيلين فوق الأراض السوريه، مما يجعلنا أمام حقيقة مؤكدة وهو ان النظام الإيراني لا يقف على أرض صلبه وغير واثق من قوة علاقاته الإستراتيجية الخارجية مع من يزعم أنهم حلفائه والداعمين لتواجده العسكري.
جاء هذا مع أعتراف مصادر روسية عسكرية مؤخرا لموقع "مونيتور" " بأن الأخصصائيين الرووس بدأوا في مساعدة دمشق على تعزيز دفاعها الجوي،ويستعدون لنقل إدارة انظمة "إس 300" إلى السوريين،وذلك لتقييد طموحات إيران في سوريا". وقد كشفت بعض القيادات العسكرية السورية عن رصدها لزيادة عدد القوات الإيرانية والجماعات المسلحة الشيعية المرتبطة والتي تحاول الإندماج داخل القواعد العسكرية السورية مما يزيد من مخاوف القوات السورية من تلقي هجمات إسرائيلية .
إن مخططات النظام الخامنئي لا تحكمه سياسات خارجية متزنة،بل اننا نجد دائما وفي نهاية المطاف أن جميع التهديدات والتحركات الإيرانية تستند على أذرع هزيلة وليس لها جذور عميقة ،فيسهل افتضاح أمرها وكشف أكاذيب النظام الإيراني الذي يتخذ من الصوت العالي والتهديدات غير المبررة وتزوير الحقائق أحيانا منهجا له في العلن، وفي الخفاء يسعى دائما إلى تقوية جذوره بدعم المد الشيعي السياسي الموالي لنظام الخامنئي داخل الدول المستهدفة وأولها سوريا ،ومحاولة الغزو الدائم للطوائف الشيعية في هذه الدول مع الاختبائ داخل عبائتهم الدينية واستمالتهم لتأييد وإتباع نظام الخامنئي في إيران ،وتعزيزا لتواجدهم الأيدلوجي على الأراضي السورية ووكأنهم من نسيج وطوائف الشعب السوري، ولقد سبق وأن اتبعوا نفس النهج السياسي في العراق بمحاولة اخترقهم لنسيج الطائفة الشيعية الدينية العراقية ،ولكنهم واجهوا رفضا شديدا بل وصل إلى حد تكفير الشيعة العراقيين لشيعة إيران الموالية لنظام الخامنئي.