التقى الفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، خلال زيارته للعاصمة الألمانية برلين، بالنائب كريستوف هوفمان المتحدث الرسمي بإسم الحزب الديمقراطى الحر، والمهتم بموضوعي الطاقة والشركات الصغيرة والمتوسطة، بحضور سفير مصر في برلين الدكتور بدر عبد العاطي، وتناول اللقاء بشكل مفصل إمكانيات تعميق وتكثيف التعاون بين مصر وألمانيا في قطاع الجديدة والمتجددة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، وأكد النائب الألماني علي الأهمية الكبيرة لموقع مصر بما يؤهلها لتكون مركزاً إقليمياً وعالمياً في مجالات توليد الطاقة بتكنولوجيا ألمانية متقدمة للغاية فى مجال الطاقة E-Fuel، والتى تقوم علي إمتصاص ثانى أكسيد الكربون من الجو وتحويله إلى وقود سائل صديق للبيئة باستخدام الكهرباء المولدة عن الطاقة الشمسية من خلال الألواح الشمسية أو طاقة الرياح.
وأضاف أن هناك تكالباً من شركات صناعة السيارات وشركات البترول والغاز على الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة، موضحاً أن مصر تعد موقعاً مثالياً لاستخدام التكنولوجيا الجديدة بالنظر لتوفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأكد "التراس" على الإهتمام الكبير الذي توليه مصر والهيئة العربية للتصنيع لموضوعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والإهتمام بدراسة تكنولوجيا E-Fuel الجديدة بشكل متعمق، موضحاً أن الهيئة مهتمة بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في إطار إنشاء 1600 مصنع حالياً، وتوفير الدولة تمويلاً مقداره 200 مليار جنيه لهذا النوع من الشركات، مشيراً إلى اهتمام الهيئة بإنشاء مصنعاً لإنشاء توربينات وريش مزارع الرياح.
وانتهى اللقاء إلى الاتفاق علي النظر في قيام وفد من الشركات الألمانية المتخصصة في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة، بزيارة مصر لإستكشاف سبل الدخول في مشروعات مشتركة مع الهيئة العربية للتصنيع بنظام الشراكة بما في ذلك التصنيع المشترك لتوربينات مزارع الرياح وغيرها بما يسمح لمصر أن تكون مركزاً إقليمياً لتصنيع التوربينات وريش طواحين الهواء.
وفي سياق متصل، إلتقى الفريق عبد المنعم التراس، أيضا بالنائب بيتر رامزاور رئيس لجنة التعاون الاقتصادى والإنمائى بالبوندستاج عن الإتحاد المسيحى الإجتماعى بولاية بافاريا CSU ورئيس غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية، بحضور سفير مصر في برلين د. بدر عبد العاطي.
واستهل النائب رامزاور المقابلة بالتأكيد علي عمق علاقات التعاون بين مصر وألمانيا وما شهدته هذه العلاقات من طفرة كبيرة علي الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية في السنوات الأخيرة، مؤكدا حرص بلاده علي استمرار الاستقرار فى مصر والمساهمة فى عملية التطوير والتحديث الاقتصادى والاجتماعي الجارية حالياً وتوفير مزيد من فرص العمل للشباب.
وأشار النائب الألماني إلى اللقاء الذي جمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، لمدة ساعة خلال زيارته لمصر في أكتوبر الماضى، مؤكداً أنه يدرك النماذج الناجحة للاستثمار فى مصر، ممثلاً فى شركة "هيرينكنيشت" للمعدات والانفاق وكذا شركة "سيمنز" التى قامت بتنفيذ مشروع إنشاء ثلاث محطات عملاقة لتوليد الكهرباء فى وقت قياسى وفقاً للمقاييس العالمية، موضحاً أن توقيت إنهاء هذه الأعمال فى مصر يتم التعامل فيه مع ألمانيا على أنه أمراً غير معقول بالنظر للمقاييس الألمانية والعالمية.
من جانبه، قدم "التراس" عرضاً لنشاط الهيئة العربية والتصنيع وما تمتلكه من قاعدة إقتصادية كبيرة وما تقوم به من دور هام في دعم عملية التنمية بالبلاد، مستعرضاُ المشروعات القومية الكبرى فى مصر ومن بينها إنشاء 13 مدينة جديدة، وخمس مدن صناعية جديدة فى قطاعات المنسوجات والجلود والمستلزمات الطبية والرخام والجرانيت.
وأشار إلى إنشاء 7 مصانع بنظام المناطق الحرة، بالإضافة إلى المنطقة الاقتصادية الجديدة لقناة السويس، مضيفا أن الهيئة العربية للتصنيع تستهدف تطوير المصانع القائمة والتابعة لها وإقامة شراكة حقيقة مع الجانب الألماني تحقق المكاسب للجانب وتسمح بنقل وتوطين التكنولوجيا الألمانية إلي مصر في مختلف المجالات بما في ذلك توفير التدريب الفني.
وشدد على ما تبذله مصر بقيادة الرئيس السيسى من جهد هائل لتوفير فرص عمل للشباب ومكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً على صدق وإخلاص الرئيس وسعيه لتطوير البلاد، وتطلع مصر للاستفادة من جدية وانضباط النموذج الألمانى، واختتم اللقاء بالاتفاق على مزيد من التفاعل بين الشركات الألمانية والهيئة العربية للتصنيع في قطاعات محددة بما فيها تصنيع الورق والسيارات الكهربائية ومجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتدوير المخلفات.