أعلن صباح اليوم السبت الدكتور خالد العناني وزير الآثار عن أول كشف أثري لعام 2019 بمنطقة آثار تونا الجبل بمحافظة المنيا، حيث تمكنت البعثة الأثرية المشتركة بين وزارة الآثار ومركز البحوث والدارسات الأثرية بجامعة المنيا في الكشف عن ثلاثة آبار دفن تؤدى كل منها إلى مقابر محفورة في الصخر بها العديد من المومياوات.
حضر الإعلان عن الكشف وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط ومحافظ المنيا اللواء قاسم حسين والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والدكتور مصطفى عبد النبي رئيس جامعة المنيا وأعضاء مجلس النواب عن محافظة المنيا، بالإضافة إلى عدد من السفراء والمستشارين الثقافيين لـ١١ دولة أجنبية لدي جمهورية مصر العربية ومنها إسبانيا ومالطا وليتوانيا وكازاخستان والتشيك وأيرلندا وبولندا وصربيا وبيلاروسيا والصين وعائلاتهم من أصدقاء وزارة الآثار والذين هم حرصين دائما علي حضور جميع الفاعليات التي تنظمها الوزارة وعلى تواجدهم الدائم في هذه الأحداث والفعاليات الأثرية خاصة الاكتشافات الأثرية لدعم الوزارة ومخاطبة العالم بالأحداث الأثرية عن مصر متمثلة في حضارتها الفريدة.
و في كلمته رحب الدكتور العناني بالحاضرين، قائلا إنه للعام الثالث علي التوالي، نعلن عن كشف أثري جديد في محافظة المنيا والتي تأتي على هامش دعوة للسفراء ووكالات الأنباء المصرية والعالمية إلى قلب صعيد مصر لمشاهدة آثار المنيا وعظمتها وكشفها الجديد.
ووعد العناني الحاضرين خلال كلمته بالإعلان عن مزيد من الاكتشافات الأثرية خلال عام 2019، وقال أيضا إن السفراء أعربوا له عن سعادتهم بمشاهدة المومياوات وجها لوجه في أماكن دفنها الأصلية حيث إنهم دائما يرونها داخل المتاحف وفي فتارين العرض.
وأشار وزير الآثار إلى أن تلك المقابر هى مقابر عائلية تنتمى إلى الطبقة المتوسطة من المجتمع أو يمكن القول إنها تتنمى إلى الفئة الراقية من الطبقة الوسطى بالمجتمع، وتتكون المقابر من عدد من حجرات للدفن بداخلها عدد كبير من المومياوات لأشخاص في مراحل عمرية مختلفة في حالة جيدة من الحفظ، من بينها مومياوات لأطفال بعضها ملفوف بلفائف كتانية، والبعض الآخر يحمل كتابات بالخط الديموطيقى، بالإضافة الي عدد آخر من المومياوات لرجال ونساء لا تزال يحتفظ بعضها ببقايا كرتوناج ملون، والبعض الآخر عليه كتابات ديموطيقية أسفل القدمين.
وأوضح "وزيري" أن طرق الدفن تنوعت داخل تلك المقابر ما بين الدفن داخل توابيت حجرية، أو خشبية، أو دفنات على أرضية المقبرة، كما تم العثور أيضا على دفنات داخل نيشات، مُشيرا الي أنه تم الكشف أيضا عن بعض الاوستراكات واجزاء من برديات و التي من خلال دراسة الكتابات الموجودة عليها تمكن الأثريين من تأريخهما في الفترة مايين بداية العصر البطلمى وحتى العصر الرومانى المبكر والعصر البيزنطى.
وأكد وجدي رمضان رئيس البعثة الأثرية أن البعثة بدأت أعمالها لهذا الموسم فى نهاية شهر نوفمبر، لاستكمالا أعمال الحفر للموسم الأول لها، والذى بدأ فى شهر فبراير 2018 واستمر وحتى نهاية شهر أبريل من نفس العام ، حيث تمكنت خلالها البعثة إلي الكشف عن مقبرة محفورة فى الصخر تتكون من مدخل يؤدى إلى سلم منحدر محفور فى الأرض يؤدى إلى صالة مستطلية بها عدد من الدفنات. ويوجد في تلك الصالة في اتجاه الغرب حجرة مستطيلة بها عدد من المومياوات وتابوت حجرى كبير، وفي اتجاه الشمال تم العثور علي حجرة أخري تحتوى على عدد من التوابيت الحجرية وضعت داخل نيشات، ويعتبر هذا الأسلوب فى الدفن فريد فى منطقة آثار تونا الجبل.
ومن جهته قال فتحي عوض مدير منطقة تونة الجبل، إن منطقة آثار تونا الجبل قد استخدمت كجبانة للاقليم الخامس عشر منذ نهاية الدولة الحديثة وبداية العصر المتأخر وعاصمتها الاشمونين، وهي تشتهر بأنها تحتوى على العديد من المزارات الأثرية المهمة، منها مقبرة بيتوزيرس التى تم اكتشافها عام 1919 بواسطة جوستاف لوفيفر، والساقية الرومانية، والجبانة المقدسة لدفن الحيوانات والطيور الخاصة برموز الإله تحوت وهما طائر الإيبس وقرد البابون، ومقبرة ايزادورا، والجبانة الرومانية، كما احتوت المنطقة على لوحتين من لوحات الحدود للملك اخناتون كجزء من حدود مدينة أخت أتون.