حينما تتساقط أوراق مجدك يكثر الناظرون والشامتون، ويسن الجميع ألسنتهم وأقلامهم للهجوم على عزيز قوم ذلته الأقدار، ووضعته فى غير موضعه، حتى أصبح الرثاء عنوانا لخريف حلً على الأهلي، وتناثرت معه معاني الفخر على ألسنة المتربصين.
لم يكن فى الحسبان أن تتحول البداية المجيدة للأهلي فى 2016 إلى خيبة أمل، فما أن انتصف العام وأشرقت شمس يونيو البائس، حتى تجرع الأهلي 3 هزائم تاريخية من زيسكو وأسيك والمصري، وبعدما كان الفريق مع مارتن يول يركض مسرعا بخطى ثابتة نحو رسم ملامح فريق يعيد إلى الأذهان أمجاد أهلي جوزيه، توقفت فجأة مسيرة الانتصارات على أبواب دجلة ومن بعدها توالت الانكسارات.
الأهلي يعاني، يجب أن نعترف بذلك، وأكثر من يعاني منهم هم جماهيره ورموزه ومجلس إدارته، رغم أن روشتة العلاج معروفة للجميع إلا أن المصالح أحيانا تفرض واقعا مريرا ينفرط معها عقد التلاحم وينكس معها لبعض الوقت شعار الأهلي فوق الجميع، هذا الشعار الذى أجهضته الاعتبارات الشخصية فلم نرى الأهلي مؤخرًا أكبر من حسام غالي أو شريف إكرامي أو حتي أسامة خليل.
والحقيقة أن أزمات الأهلي تتلخص فى خمسة نقاط، أولها سياسة "الطبطبة" على النجوم الكبار فى الفريق، فهناك 6 لاعبين فى النادي لا يحتاجهم الفريق والأفضل رحيلهم أو اعتزالهم من أجل تجديد الدماء وهم شريف إكرامي، وحسام غالي، وأحمد فتحي، ومحمد نجيب، وعماد متعب، ووليد سليمان، أمام ثاني هذه الأزمات فيتمثل فى بعض العناصر الشابة التى فشلت فى تقديم أوراق اعتمادها، فصغرت موهبتهم أمام حجم قميص الأهلي، ومنهم حسين السيد ومحمد هاني وصبري رحيل.
ثالث أزمات الأهلي، هي التجاهل لبعض الرموز تلك الأسماء التى كانت لامعة على المستطيل الأخضر وباتت تتربص بكل فرصة وسقطة للفريق للتشفي من النادي الذي أجهض مسيرتهم بالقميص الأحمر ودفنهم فى مقبرة الذكريات المنسية، أما رابع الأزمات فتتلخص في سياسة التعاقدات التى تراجعت مع رحيل هيثم عرابي وبدء التشكيك فى قدرة إدارة التسويق والتعاقدات بالنادي كاشفا لمستقبل مظلم لقطاع الكرة بالأهلي.
إهمال قطاع الناشئين بالنادي وتهميش دوره فى خدمة الفريق كمفرخة للمواهب، هو خامس أزمات الكرة فى الأهلي، ففي الوقت الذى تدهور فيه مستوى شريف إكرامي على سبيل المثال اتجهت الأنظار إلى الشناوي وجنش وعلي لطفي رغم أن فريق الشباب بالنادي لديه 3 حراس لم تتح لهم الفرصة وهم عمر رضوان وعصام الغندور وأحمد ربيع الشيخ بالإضافة إلى مسعد عوض، أما سادس الأزمات وأهمها فهو الاختلاف غير الحميم بين جماهير النادي وتجلي ذلك فى أزمة تذبذب أداء إكرامي ففي حين تبنت جبهة وقطاع من الجماهير فكرة رحيل إكرامي دافعت جبهة أخرى عن الحارس ولتقوية موقفهم ادعوا مرض ابنة شريف بالسرطان وحينما يصل الأمر للمتاجرة بالمرض لاستجداء العواطف لفرض وجهة النظر فإن الأمور بذلك خرجت عن الإطار السليم لمنحنى خطر فى التشجيع.
عودة الأهلي للمنافسة إفريقيا والتمسك ببصيص الأمل مرتبطة بإعلاء قيم الأهلي ومبادئة والتوحد خلف شعار الأهلي فوق الجميع، هذا الشعار الذى اهتز فى الفترة الأخيرة، فحينما لا يسمح بعودة الحضري لأنه هرب من النادي _مع أنني أرفض عودته لأسباب فنية_ لا يجب أن تتجاهل مشاعر جماهيرك وتهدف للتعاقد مع الشناوي أحد أبناء مدينة بورسعيد، وحينما تذبح أحلام التوأم حسام وإبراهيم حسن فى العودة لبيتهم _مع أن النادي فى أمس الحاجة لخدماتهم التدريبية_ لا يجب أن تغض البصر عن تجاوزات نجوم الفريق أو تفتح الباب لعودة الهاربين - وبالمناسبة أحمد فتحي منهم- والخلاصة أن الأهلي أمام فرصة التصحيح ولكن يجب أولا الإيمان بوجود المرض للاقتناع بضرورة العلاج، ومرض الأهلي يكمن في غياب العدل يا سادة الأهلي - دمتم عادلين.