"الحق في الحياة" حق إنساني تنص عليه كل المواثيق والدساتير العالمية، إلا أن كابوس الثانوية العامة فى مصر، صار يهدد ذلك الحق، فتحول إلى نكسة على رؤوس الطلاب تدفعهم إلى التخلص من حياتهم، دون أدنى تردد.
ويرجع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، في تصريحات خاصة، انتحار طلاب الثانوية إلى الضغوط التي تحاصرهم دون أي تأهيل أو معالجة، مضيفا أن هناك ما يعرف بـ "adolescent crisis" وهو تدهور سن المراهقة، الذي يفضل فيه الطالب الهروب من ضغط الامتحانات والنتائج إلى الموت: "لو تم إنقاذه هيقول إيه التفاهة دي.. ولن يكررها عكس مريض الاكتئاب يكون مصمما ويعود لها مرة بعد أخرى حتى ينجح".
وأكد "فرويز"، أن لجوء الفتيات في مثل هذا السن الصغير إلى التفكير في الانتحار يعود إلى حداثة سنها غير مدركة أنها نهاية العالم لم تتوقف عند الامتحانات.
وترصد "أهل مصر" في التقرير التالي عددا من حالات الانتحار لطلاب الثانوية العامة بسبب الامتحانات:تخلصت طالبة بالصف الثالث الثانوى العام، من حياتها شنقا داخل غرفة نومها، صباح اليوم السبت، بسبب مرورها بحالة سيئة بسبب امتحانات الثانوية العامة، وتم التحفظ على جثتها بمشرحة مستشفى فاقوس العام تحت تصرف النيابة العامة، بإشراف المستشار وليد جمال المحامى العام لنيابات شمال الشرقية.
تلقى اللواء حسن سيف مدير أمن الشرقية، إخطارا من العميد طارق حسنى مأمور مركز شرطة فاقوس، يفيد بلاغا بقيام الطالبة “ه. م” 18 سنة طالبة بالصف الثالث الثانوى العام ومقيمة دائرة المركز، بالتخلص من حياتها شنقا داخل غرفة نومها.
وتبين من التحريات الأولية وسؤال شهود الواقعة، أن الطالبة كانت تمر بحالة سيئة بسبب امتحانات الثانوية العامة.
وبالعرض على النيابة، قررت انتداب الطب الشرعى لمعاينة الجثة، وصرحت النيابة بالتشريح لبيان سبب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها.
الحالة السابقة، لم تكن الأولى، فبعد أداء امتحان "التربية الدينية" قفزت الطالبة "سارة.ر" من الطابق الثالث بمدرستها، لتلقى حتفها.
وبينما تجلس مع زميلاتها في المدرسة، قالت لهن بوجه باسم: “قولوا لأهلى مايزعلوش منى”، فوبختها إحدى صديقاتها، ظنا منها أنها تقول ذلك خوفا من نتيجة الامتحانات، فلم تكن تعرف أنها عبارة الوداع.
“سارة” البالغة من العمر 17 سنة ومقيمة بمنطقة النجوع بحر فى قرية النواصر بمدينة إسنا، استأذنت من لجنتها في بمدرسة صلاح الدين الابتدائية، عقب منتصف الوقت، لدخول دورة المياه، ليسمع الجميع بعد لحظات "صوت ارتطام شديد"، ليجدوا “سارة” وقد لفظت أنفاسها الأخيرة.
صعوبة امتحان مادة الفيزياء، أفقدت "محمد.م" أعصابه وانهار نفسيا، فاستجاب لدعوات الشيطان وألقى بنفسه فى “ترعة الإبراهيمية”.
وأشارت التحريات إلى أن الطالب بعد خروجه من الامتحان شاهد أصدقاؤه حزنه الشديد، فترك زملائه وذهب إلى ترعة الإبراهيمية، ليلقى نفسه فيها، بملابسه كاملة.
وطالب استشاري الطب النفسي، أهالي الطلاب بملاحظة سلوك وتصرفات الأبناء، وحال ملاحظة أي شيء مختلف يتم التوجه بهم إلى متخصصين، موضحا أن هناك ما يعرف بقدرة التحمل التي تختلف من طالب إلى آخر.