قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: "إن وثيقة الأخوة الإنسانية التي يحتفل بها الجميع اليوم في الإمارات ولدت على مائدة كريمة كنت فيها ضيفًا على أخي وصديقي العزيز فرنسيس بمنزله العامر حين ألقى بها أحد الشباب الحاضرين على مائدته المباركة ولقيت ترحيبا واستحسانا كريمًا من قداسته ودعمًا وتأدييدًا مني"، مضيفًا أن الحديث حول هذه الوثيقة جاء بعد حوارات عدة تأملوا فيها أوضاع العالم وأحواله ومآسي القتلى والفقراء والبوساء والأرامل واليتامى والمظلومين والخائفين والفارين من ديارهم وأوطانهم وأهليهم، وما الذي يمكن أن تقدمه الأديان الإلاهية كطوق نجاة لهؤلاء التعساء.
وتابع الطيب خلال كلمته قبل توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بحضور البابا فرنسيس، أن ما أدهشه عند الحديث حول الوثيقة الإنسانية وما يعانيه العالم من حروب، كانت هموم البابا فرنسيس كانت متطابقة بشدة مع همومه، مشيرًا إلى أن كلًا منهم استشعر حرمة المسؤولية التي سيحاسبهم الله عليها في الدار الآخرة، حيث كان البابا فرنسيس رحيمًا يتألم لمآسي كل الناس دون تحفظ أو تفرقة أو تمييز.
وأكد شيخ الأزهر أن أبرز ما تتطرقا إليه أن كل الأديان السماوية بريئة من الحركات والجماعات المسلحة التي تسمى حديثًا بالإرهاب، أيا كان دينها وعقيدتها وفكرها وضحاياها والأرض التي تمارس عليها جرائمها، موضحًا أنهم قتلة معتدون على الله ورسالاته، لذلك على المسؤولين شرقًا وغربًا القيام بواجبهم بتعقب هؤلاء المتعديين والتصدي لهم بكل قوة لحماية أرواح الناس وعقائدهم ودور عبادتهم، حبث أجمعت كل الأديان على تحريم سفكها.