على سور البحر، أمام أحد الفنادق الشهيرة بوسط الإسكندرية، تقودك رائحة اليوسفي والفواكه الشتوية النفاذة، لتجد جزءًا من الجنة يزين السور، أطباق مغلفة بها 4 ثمرات من الفاكهة، تصطدم عيناك بلافتة موضوعة بينهم مكتوب عليها "طبق فاكهة بـ5 جنيه".
"نور محمد" الرجل الأربعيني يحكي لـ"أهل مصر"، كيف بدأ مشروعه البسيط، حيث استغل خبرة عمله لعدة سنوات فى متاجر الفاكهة، مع كبار التجار، وحولّها لمشروع خاص له، يتربح منه بشكل مستقل بعيدا عن استغلال أرباب العمل له.
يقول "نور" إنه بدأ مشروعه منذ شهر، وذلك بعد أن نزل لطلاب المجمع النظرى بالإسكندرية، ليدرس متطلباتهم، فوجد زيادة الطلب على الفاكهة، خصوصا بعد انتشار موجة الأكل الصحي والدايت، بجانب غلاء أسعار الوجبات الجاهزة والسندوتشات فى المطاعم التى تحيط بالمجمع، لذلك قرر أن يقدم لهم طبق من الفاكهة النظيفة، بسعر مناسب، وطعام صحي.
اختار "نور" مكانه أمام فندق السيد درويش الشهير على كورنيش الإسكندرية، بالإضافة إلى ربط هذا المكان بين شارع سوتر الذى يعج بطلاب الجامعات، ومحطة الرمل المليئة بالمتنزهين والأهالى.
ويشير "نور" إلى أن 5 جنيهات سعر مناسب، فى طبق به 3 أو 4 ثمرات فاكهة، حيث إنه من الطبقة الشعبية الفقيرة ويعي جيدا أن غلاء أسعار الفاكهة يمنع الناس من شرائها لأولادهم، لذلك يحاول أن يقدم لهم تشكيلة ثمار بسعر معقول ومتناول، مضيفا أنه ينوع من ثماره بين اليوم والآخر، ليجد كل شخص ما تشتهيه نفسه فى أطباقه.
وتابع أنه وظف خبرته فى العمل كفكهانى لمشروع خاص به، وذلك بعد ماعاناه من أصحاب المحلات فى العمل، حيث يقوم بشراء الفاكهة الطازجة من الوكالة أسبوعيا، ويقوم بتنظيفها وغسلها وتغليفها فى منزله، بمساعدة طفله، محمد صاحب الـ 7 سنوات، والذى يعمل مع والده طوال فترة الإجازة.
وينهي "نور" حديثه، بأنه يجد من الرزق ما يكفي بيته، وهذا كل ما يطلبه، ولكن تأتى رياح البحر بما لا تشتهيه أطباق نور، فالنوات المتكررة التى تضرب الإسكندرية، تغرق أطباقه بالمياه، وتفسد ما بها، لذلك يمتنع عن النزول أوقات المطر والنوات، وأخيرا يعبر عن فرحته بالطلاب الذين يشجعونه بل ويطلبوا التقاط بعض الصور له بجانبهم أو بجانب بضاعته.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
