كارثة من نوع آخر تضرب "البلد المنكوب".. تقارير ترصد: اليمنيون يعيشون فوق حقل ألغام

في اليمن حيث القتال ما زال مستمرًا منذ أربع سنوات ويزداد ضراورة يومًا بعد يوم، فيما كشفت تقارير لمشروع برنامج ACIED الدولي المتخصص بجمع بيانات مناطق النزاع حول العالم وتحليلها كارثة حول تأثير الألغام على السكان المدنيين في اليمن.

ونشر المشروع تقريرًا في 31 من يناير الماضي تحت عنوان "كيف تقتل الألغام الحوثية المدنيين في اليمن" وأوردت الكثير من الأرقام والمعلومات الصادمة، وتؤكد التقديرات أن أطراف النزاع زرعوا أكثر من مليون لغم وهذا ما جعل اليمن أكبر دولة في العالم ينتشر فيها الألغام منذ الحرب العالمية الثانية.

وذكرت التقارير أنه في وقت سابق من هذا الشهر الجاري في محافظة مأرب اليمنية قتل خمسة خبراء أجانب يعملون في مشروع "مسام" المعنية بنزع الألغام الذي تموله السعودية، كانت الحادثة عندما قام الخبراء بنقل الألغام من مقر المنظمة في مأرب، حيث انفجر لغم كانوا يحملونه في الشاحنة انفجاراً قتل الخبراء.

وفي مساء يوم 29 يناير الماضي، أعلنت السلطات الإماراتية عن مقتل زياد الشرعبي مصور قناة أبو ظبي وقتل إلى جواره 4 آخرين وجرح أحد مراسلين القناة وهو فيصل الذبحاني، وذلك حسب ما أفادت به وكالة "وام" الرسمية، من جهة أخرى كشفت جمعية حماية الصحفيين عن مقتل 16 صحفيًا في اليمن.

الأرض ليست هي الملغمة فقط بل البحر شمل ذلك، ووفقاً للتقارير فقد تسببت الألغام البحرية المتحركة في مقتل ما لا يقل عن 13 صياداً قبالة سواحل الحديدة منذ يوليو الماضي، وهذا قد يؤدي بدوره إلى تعطيل الملاحة البحرية، وهذا الضرر لا يعود على اليمن فقط بل قد تعود إضراره على كل دول المنطقة.

ازدادت حدة الانفجارات الناتجة عن الألغام منذ بدأت القوات المشتركة بحملة في محافظة الحديدة، والتي تطل على البحر الأحمر، والتي تشكل 60% من مجموع الوفايات المدنية بالألغام، وقفز الرقم إلى 12 بين يونيو وسبتمبر 2018م مسجلاً زيادة كبيرة بنسبة 279%.

لا يبدو هذا الارتفاع مجرد نتيجة ثانوية للعنف المتصاعد فحسب بل يبدو وكأنه تكرار لسيناريو سبق وأن حدث في عدن جنوب اليمن في 2015م، وذلك عقب تراجع قوات الحوثي المنسحبة من المدينة، وقامت الفرق المختصة بإزالة الآلاف من الألغام مقسمة بين ألغام مضادة للأفراد ومضادة للعربات والعبوات الناسفة وقذائف وصواعق.

كان لكل من عدن وأبين ولحج نصيب الأسد في الألغام وذلك حسب تقارير حكومية أفادت بأن عدد الألغام التي تم زراعتها في الثلاث محافظات قرابة 150 ألف لغم، من جهته قال المركز التنفيذي للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام فرع عدن، إنه استطاع تفكيك وجمع 1173 لغماً في غضون شهرين وبعد سيطرة القوات الحكومية على محافظة مأرب بدأت فرق متخصصة بنزع الألغام بنزع 17 ألف لغم.

الجدير بالذكر أن هناك ألغام من نوع PPM-2 مضادة للأفراد صنعت في ألمانيا الشرقية سابقاُ وألغام من نوع GYATA46 صنعت في المجر مضاد للعربات كما وجدت ألغام من نوع TM 62 و TM 57 صنعت في الاتحاد السوفيتي سابقًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً