ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "قوات سوريا الديمقراطية" تسلم النفط المستخرج في مناطق سيطرتها إلى مجموعة قاطرجي الدولية المقربة من حكومة دمشق، بالرغم من العقوبات الغربية ضد سوريا.
ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته يوم الجمعة الماضي عن شخص مطلع على معطيات الاستخبارات الأمريكية ذات الصلة، وعن سائق صهريج لنقل النفط، قولهما إن "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية والمدعومة من قبل الولايات المتحدة أصبحت مصدّرا مهما للنفط الخام إلى الشركة التي تتخذ من دمشق مقرا لها وفرضت عليها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي عقوبات لإمدادها حكومة دمشق بالنفط.
وأفادت الصحيفة بأن هذا النفط يأتي من مناطق في شرق البلاد سيطرت عليها "قوات سوريا الديمقراطية" "قسد" بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، حيث أكد الشخصان المطلعان على هذه الحركة التجارية أن صهريجا واحدا يغادر كل يوم تقريبا هذه المنطقة الغنية بالنفط محملا بالوقود الخام الذي تبيعه "قسد" إلى مجموعة قاطرجي كي ينقل لاحقا إلى المصافي التابعة للحكومة السورية.
واتهمت الصحيفة هذه المجموعة بتنظيم إمدادات النفط إلى حكومة دمشق من هذه المناطق حين كانت في قبضة تنظيم "داعش".
وقال السائق ونشطاء سوريون للصحيفة إن مهربي النفط الذين سبق أن تعاملوا مع "داعش" غيروا، بعد سيطرة "قسد" على الحقول النفطية في شرق البلاد، ولاءهم وبدؤوا يعملون لصالح المقاتلين الأكراد المدعومين أمريكيا.
ونقلت الصحيفة عن هؤلاء النشطاء تأكيدهم أنهم يريدون أن تصب المكاسب من تجارة النفط في مصلحة الأراضي الخاضعة لسيطرة "قسد".
وأوضح السائق أن إمدادات النفط من المنطقة استؤنفت قبل سبعة أشهر، وهو ينقل الوقود الخام من حقل الجفرة في ريف دير الزور إلى مصفاة تابعة للحكومة في محافظة حمص.
وأشار السائق إلى أن مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية" يرافقون صهاريج النفط أثناء عبورها للمناطق الخاضعة لسيطرتهم وحتى تسليمها إلى ممثلين عن مجموعة قاطرجي في منطقة تقع تحت سيطرة الحكومة.
ورفض كل من "قوات سوريا الديمقراطية" والخزانة الأمريكية ومجموعة قاطرجي الإجابة عن أسئلة الصحيفة بشأن الموضوع.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن هذه التجارة الخفية تشكل تحديا جديدا أمام جهود واشنطن لقطع الإمدادات النفطية عن دمشق، معتبرة أنها تظهر معضلة تواجهها "قوات سوريا الديمقراطية" على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته سحب قوات الولايات المتحدة من سوريا.
وذكر مسؤول أمريكي سابق للصحيفة أن إدارة ترامب ترى في هذه التجارة ركيزة حيوية بالنسبة لسوريا، وتشعر بالقلق من أن ينسف قطع هذه الإمدادات النفطية الاقتصاد الهش في البلاد.