هل فتح السراج باب تعاون استراتيجي بين الإخوان وأمريكا .. غارة أوباري تكشف مفاجأة

أعلن محمد السلاك،  الناطق باسم رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، في عبارة لم تعتاد عليها أدبيات السياسة الخارجية الليبية ومثلت صدمة للرأى العام الليبي وأشعلت غضب الشارع الليبي،لأول مرة عن وجود ما وصفه "بالعلاقة الاستراتيجية بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية".

وجاء إعلان السلاك عن العلاقة الاستراتيجية بين ليبيا والولايات المتحدة الأمريكية في سياق تعليقه على قيام طائرات امريكية بقصف ما يعتقد أن موقع يتمركز به عدد من أفراد أنصار تنظيم القاعدة بضواحي مدينة أوباري جنوب ليبيا، وهو ما يكشف عن خطورة الدور الذي يقوم به فائز السراج في شمال افريقيا وحيث يعتقد أنه الرجل القوي بين كل الفرقاء الليبين والذي استطاع أن يحظى بدعم ظاهر من تنظيم الإخوان الليبي في نفس الوقت الذي يحتفظ فيه السراج بموقعه على نفس المسافة من كل القوى المحلية والإقليمية الفاعلة في الشأن الليبي.

التعاون الاستراتيجي بين ليبيا – السراج وبين واشنطن ليس ببعيد عن أذرع تنظيم الإخوان التي تملك اليد الطولى في مصراتة مدينة الأعمال والمال في ليبيا التي تدعم السراج ويدعمها السراج، وهى المدينة التي ورثت ميلشياتها جيش القذافي لتصبح ميلشيات مصراتة هى الأقوي بين عشرات الميلشيات الليبيية المسلحة الكبيرة بالإضافة إلى نحو 7000 تنظيم مسلح صغير يشبه العصابات المسلحة يحمل أسماء مختلفة وتتناثر على كافة أراضي الخريطة الليبية وفي حوذة هؤلاء نحو 18 مليون قطعة سلاح تبدأ بالتسليح الشخصي ولا تنتهي بالدبابات باختلاف طائرات الميج التي يملك السراج فقط السلطة عليها، وهى سلطة يتنازعها معه الرجل القوي الثاني في شرق ليبيا خليفة حفتر.

الشارع الليبي الذي صعقته مفاجأة الإعلان عن تحالف استراتيجي بين بلاده وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي حاصرت ليبيا لسنوات ثم قصفتها بغارات جوية وحشية تأكد الأن من أن السراج هو أخطر رجل في هذه المنطقة من العالم، فهو ليس مجرد رجل أعمال ومهندس ذائع الصيت فحسب ، بل أن السراج خلال أقل من 4 سنوات نجح في أن يصعد من مقعد رئيس مجلس الوزراء إلى أن يصبح رئيسا توافقيا للمجلس الرئاسي في ليبيا، وأن يجمع حوله الفرقاء الليبين بفضل سخائه على الميلشيات التابعة لهم.

وتتمثل خطورة السراج على الحدود الغربية لمصر ليس فقط في علاقته بجماعة الإخوان المسلمين وامتلاكه لزمام القرار للميلشيات التابعة لها، بل لأنه أيضا فتح بلاده لاستقبال نحو 1000 من مشاة البحرية الإيطالية بحجة تأمين السفارة الايطالية في طرابلس وسمح لفرنسا بإرسال قوات استطلاع تابعة لسبها بالجنوب، فضلا عن علاقاته الاستراتيجية التي يتفاخر بها المتحدث الرسمي باسمه مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يفتح باب التكهنات حول ضوء من تنظيم الإخوان للسراج قبل أن يعقد شراكته الاستراتيجية مع ليبيا وقبل أن يكشف المتحدث باسمه عن هذه الشراكة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً