لم يترك المصريون محافظة من المحافظات على مستوى الجمهورية دون إطلاق «النكت» على أهلها، بالإضافة إلى وصفهم بما تشتهر به محافظتهم، ولذلك فهم يطلقون على الفيوم «بلد الكتاكيت» ويجهل الكثيرون السبب.
«بلد الكتاكيت» أول جملة يسمعها أي مواطن فيومي عندما يقال له أنت من الفيوم ؟، فيأتي الرد «أيوة بلد الكتاكيت»، وبينما يعتقد البعض أنها «سب وشتيمة»، ويغضب من ذلك، ويؤكد التاريخ أنّ سبب التسمية هو نشاط المحافظة في الخمسينيات ببيع أفضل أنواع الدواجن، وبالأخص «الكتاكيت» التي تُباع لكل المحافظات على مستوى الجمهورية، ليس فقط تربية الدواجن هي السبب الرئيسي، ولكن الفيوم منذ زمن بعيد تشتهر بإنتشار عدد كبير من الطيور المهاجرة، والتي كان يأتي إليها السياح من جميع أنحاء العالم لممارسة هواية صيد الطيور، وكانت المكان المفضل للملك فاروق ليستمتع بهواية الصيد حتى بنى قصرًا بها، والذي تحول إلى فندق الأوبرج.
وبخلاف أنّه لا يخلو أي منزل في قرى الفيوم من مزرعة صغيرة فوق المنزل تضم أنواعًا مختلفة من الطيور أهمها الدجاج والبط والأوز، إلا أنّ انتشار مزارع الدواجن في الفيوم بدأ في الخميسينات من القرن الماضي، حتى أصبحت تضم الآن ما يقرب من 5 آلاف مزرعة دواجن لإنتاج «البيض، والكتاكيت، والفراخ البيضاء والبلدي» منتشرة على مستوى المحافظة، وتضم ما يقرب من 25 ألف عاملًا تتراوح رواتبهم بين 1500 إلى 5 آلاف جنيهًا حسب نوعية العمل الذي يقوم به داخل المزرعة ودرجة تعليمه، وأصبحت الفيوم أولى المحافظات في إنتاج الدواجن ويتم بيعها لجميع التجار على مستوى الجمهورية، إلا أنهم لم يجربوا التصدير قط، ولا يعلمون إذا كان يتم تصدير منتجاتهم للخارج أم لا؟
قال المهندس حسن جودة، وكيل وزارة الزراعة، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، إنّ عدد المزارع المرخصة، والتي تخضع لإشراف المديرية بلغ 1700 مزرعة بينهم 1245 تسمين بداري، و455 دجاج بلدي، موضحًا أنّ الطاقة الانتاجية لهم سنويًا بلغت 57 مليون و856 ألف دجاجة سنويًا، أمّا إنتاج البيض فلا تملك المديرية إحصائية بعدده.
على جانب آخر، قال ثابت سيد جمعة (49 عامًا) مشرف على إحدى مزارع الدواجن بمركز طامية بالمحافظة في تصريح لـ«أهل مصر»، أنّ مزرعة الدواجن التي يعمل بها تضم ما يقرب من 100 ألف دجاجة بياضة، تُنتج ما بين 100 إلى 300 ألف بيضة يوميًا، موضحًا أنّ المزرعة البيض له بورصة يومية متغيرة، وكل يوم يختلف السعر عن اليوم الذي قبله، ويقومون بمتابعة البورصة صباح كل يوم لتحديد سعر البيع، فيأتي التجار ويشترون منهم كميات كبيرة كل يوم، ويقوموا بتوزيعها على محال البقالة والسوبر ماركت في المدينة وفي المحافظات الأخرى، أمّا داخل القرى بالفيوم، فإن جميع النساء تقوم بتربية الدواجن في منزلها، وإذا احتاجت إلى البيض تشتريه من إحدى جاراتها لكنها لا تتجه للمزرعة أبدًا، رغم أنّه نظيف جدًا.
وأشار إلى أنّهم يشترون «الكتاكيت» بعناية شديدة، ثم يضعونها في عنبر التربية لمدة 120 يومًا حتى يصير دجاجة تبدأ في إنتاج البيض ويدخل مرحلة «التبشير»، وهي إنتاج بيض صغير وبأعداد قليلة، وفي تلك المرحلة يتم إعطاء الدواجن أعلاف بتركيز بروتين 19% ثم تبدأ مرحلة «الوسط»، وهي إنتاج البيض متوسط الحجم ولكن يكون هناك إنتاج متعدد من البيض لكل دجاجة.
وأوضح «ثابت»، أنّ أكثر المشاكل التي تواجههم حاليًا، هي ارتفاع أسعار الأعلاف المتزايد، وانتشار الأمراض مع ارتفاع أسعار الأمصال اللازمة لتطعيم الدواجن ضد الأمراض، مضيفًا أنّ مزارع إنتاج البيض مشروع مُربح ويدر دخلًا كبير على صاحبه، كما أنه يقضي على البطالة.
نقلا عن العدد الورقي.