لم يعد هناك شك أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستكون في القريب العاجل جزءاً لا يتجزأ من جميع الأنظمة الإلكترونية التي تستخدم في تيسيير الحياة اليومية وبالتالي صار الاهتمام بتقنياته ونشرها كجزء من التحول الرقمي الذي تنشده خطة الدولة ضرورة لا مفر منها.
فقد كشفت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن أن مصر بدأت الإعداد لأول استراتيجية متخصصة في الذكاء الاصطناعي تعتمد على محورين أساسيين الأول إنشاء أكاديمية له بالتعاون مع وزارة التعليم العالى لدفع الابتكار وبناء القدرات، والثاني التطبيق العملي بهدف إنتاج وتصدير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وأوضح الوزير عمرو طلعت أن استراتيجية الذكاء الاصطناعي التى يتم العمل عليها تركز على تحديد أبرز الفرص المتاحة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والتركيز عليها مضيفا أن مصر تأخرت كثيرًا في الشأن لكننا نرى ضرورة التركيز على الذكاء الاصطناعي كأحد وسائل التنمية.
ولفت الوزير في الوقت ذاته إلى تركيز الوزارة على ملف الذكاء الاصطناعي خلال الفترة المقبلة، والذي يتمحور حول إتاحة التدريب والتعليم، وتجميع قدر هائل من البيانات والتأكد من إتاحتها للقطاع الخاص من أجل بناء تطبيقات تهدف إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات.
واعتبر الوزير أن مصر قدمت نموذجًا متميزًا للتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص باعتباره شريكًا هام في تنفيذ استراتيجية قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لدعم تنمية القطاع وتطوير الأعمال في كافة مجالات التكنولوجيات الرقمية. بهدف الوصول إلى أفضل الممارسات وتبادل الخبرات ونقل المعرفة من كبرى الشركات العالمية لدعم الابتكار التكنولوجي وريادة الأعمال، وبناء كفاءات رقمية.
وضمن خطة الاتصالات لدعم ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي وقعت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا) وشركة "فاليو" اتفاقية تعاون بهدف تحفيز الابتكار والابداع وتعزيز البحوث في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، بميزانية تقدر بقيمة 21 مليون جنيه مصري على مدار 3 سنوات وتنص الاتفاقية على شراكة بين لتدريب الكوادر المصرية الشابة على أحدث التكنولوجيات في مجال السيارات بميزانية تقدر بقيمة 6 مليون جنيه بهدف خلق فرص عمل للكوادر المتخصصة وتعزيز ثقافة الابتكار والمعرفة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والرقمنة بأنظمة السيارات الإلكترونية.كما تنص على رصد ميزانية بقيمة 15 مليون جنيه مصري بهدف تطوير الأنشطة البحثية والنماذج الأولية وبراءات الاختراع وزيادة الأوراق البحثية.
وخلال العام الماضي نجحت الوزارة في تدريب أكثر من 15 متدربا بعدد من البرامج التدريبية لتنمية مهارات وقدرات الشباب في كافة مجالات صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي تشمل أعمالها تقنيات الذكاء الاصطناعي في إطار سعي وزارة للمساهمة في تنفيذ استراتيجية الدولة لبناء الانسان المصري من خلال تقديم عدد من البرامج للشباب والشركات الناشئة التي تم تنفيذها من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ومركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال لدعم الأفكار الخلاقة للشباب للوصول بها إلى منتجات ذات قيمة مضافة وتأسيس المزيد من الشركات الناشئة في الوقت الذي تستعد الوزارة لتدريب أكثر من 20 ألف متدرب خلال العام الجاري.
في الوقت نفسه بدأت الجامعات بمواكبة تقنيات الذكاء الاصطناعي الواقع المعزز افتراضيا من خلال تدشين كليات ومعاهد دراسية خاصة لمناهجه وتكنولوجياته حيث قررت جامعة كفرالشيخ إنشاء أول كلية للذكاء الاصطناعي في مصر كما وافق مجلس كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة على إنشاء برنامج خاص جديد عن الذكاء الاصطناعي بدءًا من العام الجامعي المقبل بهدف تطوير مخرجاتها التعليمية لمسايرة وظائف المستقبل من خلال الاهتمام بعلوم المستقبل والمبادرة في صياغة مستقبل التعليم والتعلم باستخدام أساليب ابتكارية عبر التكنولوجيا الذكية و توفير فرص تعليم رقمي ذكي بجودة عالية في العلوم والمجالات الجديدة اللازمة لصنع المستقبل بالإضافة إلى توفير منصة متكاملة لاختبار الأفكار الإبداعية والتطبيقات الجديدة ودعم مسيرة التحول التي تنتهجها الدولة نحو تبني نموذج المدن الذكية.