الحبس 7 سنوات وغرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه، مصير لا يمكن المفر منه لأى شخص يساعد أو يشارك في تسريب الامتحانات أو تسهيل الغش فيها، وفقًا للقرار الجمهوري رقم (101) لسنة 2015، وعلى الرغم من ذلك لم يرعب هذا القرار مسربي الامتحانات واستمر السيناريو كما هو دون أى تغير.
تسريبات بالجملة، شهدتها امتحانات "الأوبن بوك" الخاضعة للنظام التجريبي الجديد، المقرر تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوي، وفقًا لما أعلنه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، التسريبات بدأت تنتشر بسرعة البرق، على مواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، قبل أيام من الامتحانات، الأمر الذي كان بمثابة صدمة كبيرة لأولياء أمور الطلاب، ففي الماضي كانت تسريبات الامتحانات تحدث في اللحظات الأولى من وقت امتحان أى مادة، لكن مع التطور التكنولوجيا المعاصر، أصبح الطالب بإمكانة مذاكرة جميع أسئلة الامتحان قبل موعد امتحان المادة بيومين على الأقل!!.
الأمور السابقة أثارت غضب أولياء الأمور، ودفعت أغلبهم إلى إلى إبداء رايه علنًا، عبر المنصات الإعلامية سواء المقرؤة أو المسموعة، الكل يحاول أن يوصل صوته الغاضب إلى أروقة وزير التربية والتعليم طارق شوقي، لعله يثمر بحلٍ ينجي الطلاب "الشاطرين"، لكن هذه المطالبات ظلت تنتظر الفرج حتى نهاية أخر مادة، ليصاب أولاء الأمور بخبية أمل.
على الجانب الآخر، الوزير يبحث عن السبب، أطراف القضية كما يقال في ساحة القضاء مبعثرة، والظاهر الوحيد فيها هو الطالب المجني عليه. طارق شوقي، يخرج ما بين الحين والآخر بتصريحات متضاربة، فأحيانًا يوضح فتح الوزارة تحقيقًا حول وقائع التسريب لمعرفة المتسبب فيها من الألف إلى الياء، ثم يعاود سريعًا معلنًا أنه ترك "الغش بمزاجه"!!.
وأمام هذا التخبط، لم تبقى سوى أقل من 4 أشهر على بداية امتحانات الثانوية العامة، الأمر الذي يدفعنا قبل الوزارة نفسها إلى البحث عن الطريقة التى تتم بها تسريب الامتحانات.
البداية كانت عند الدكتور محمد عبد الرحمن، الخبير التربوي، قائلًا: إن عمليات وضع الامتحان تمر بثلاث مراحل، بداية بوضع الامتحانات من خلال أحد موجهي المادة أو مستشاريها بالوزارة، ثم تأتي الخطوة الثانية في حفظ الأسئلة داخل خزينة سرية بالوزارة، استعدادًا لنقلة إلى المطبعة السرية وسط تشديدات أمنية، أما عن المرحلة الثالثة فتتمثل في نقل الامتحانات من مركز التوزيع إلى المديريات التعليمية بالمحافظت، والتى تتولى تويعها على المدارس، ويستغرق الاستعداد لتوزيع ورق الامتحانات على الطلاب بعض الوقت.
وأضاف "عبد الرحمن" في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن التسريب يتم خلال مرحلة من هذه المراحل الثلاث، وأرجج أنه يتم أثناء حفظ الأسئلة أو أثناء توزيعها على المديريات التعليمية، فالوزارة لا يمكنها مراقبة جميع الأفراد القائمين على نقل أوراق الأسئلة في جميع المحافظات من هنا تولد الفرصة.
الرأي السابق اتفق معه الدكتور محمود براوي، الخبير التربوي، فالرجل يرى هو الآخر، أن تسريب جميع المواد كما حدث في امتحانات "الأوبن بوك" لطلاب الصف الأول الثانوي الماضية، يحدث أثناء توزيع أوراق أسئلة الامتحانات على المديريات التعليمية في القاهرة والمحافظات، لأن هذه الخطوة بالتحديد، لا تسطيع الوزارة مراقبة ما يحدث بدقة، فيكون من السهل على أى شخص تمرير ورقة أسئلة في الخفاء.
وطالب "براوي" في تصريخ خاص لـ "أهل مصر"، إسناد طباعة أوراق الثانوية العامة لجهات سيادية بالدولة، لمنع تكرار سيناريو التسريب الذي حدث في امتحانات الفصل الدراسي الأول لطلاب الصف الاول الثانوي، وعدد من امتحانات المراحل الأخرى.
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور مراد عبدالمنعم، الخبير التربوي، أن هناك أشخاص بعينهم داخل أروقة وزارة التربية والتعليم يشرفون على علميات التسريب بدقة، لافتًا النظر إلى أن هؤلاء الأشخاص يرغبون في عرقلة مراحل تطوير منظومة التعليم التى يسير عليها الدكتور طارق شوقي، لتحسين أوضاع التعليم في مصر.
وتابع "عبد المنعم": هؤلاء الأشخاص يسربون الامتحانات قبل أيام، لوضع وزير التربية والتعليم في حرج أمام الرأى العام، ولتصدير مشهد أن الرجل لا يمكنه إحكام السيطرة على تأمين سير امتحانات الثانوية وهو أمر غير حقيقي، فالرجل يعمل على تطوير المنظومة بالكامل، وأحدث خلال فترة قصيرة انجازًا كبيرًا في تاريخ منظومة التعليم المصرية، ستكتب له في تاريخ وزارء التعليم المتعاقبين شاء الكارهين أم أبوا.