يعد تناول عدد من أنواع الأدوية في وقت واحد مفيدا في حالة احتياج الجسم الشديد لها، ولكنه من ناحية أخرى يمثل خطورة شديدة حيث ينتج عن تفاعل هذه الأدوية وحدوث تداخل بينها ما قد يؤثر بالسلب ويسبب عددا من الأمراض أو العمل على زيادة فعالية إحداها وإبطاء فعالية الآخر، وهو ما يؤكد أهمية تناول الأدوية تحت إشراف طبي سواء باستشارة الطبيب المختص أو الصيدلي.
وأوضح الدكتور مدحت علي، طبيب صيدلي، أنه يجب عدم تناول أي شخص عددا من الأدوية في نفس التوقيت بدون استشارة الطبيب لأن هناك تداخلا يمكن أن يحدث وتفاعلات دوائية خطيرة تتسبب في حدوث أمراض وتؤثر على وظائف الكبد والكلى، ومشكلات أخرى تتعلق بضغط الدم وأمراض القلب كما أن هناك أدوية عند تناولها معًا تؤثر على طعم بعض أنواع الطعام وتتسبب في حدوث قيء وغثيان ومشكلات تتعلق بالجهاز الهضمي، فضلاً عن أدوية قرحة المعدة والأدوية المهدئة عند تناولها أثناء تناول الشاي والقهوة تتسبب في حدوث خلل بالجهاز العصبي وزيادة ضربات القلب وسرعة التنفس وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أهمية عدم تناول أي من الأدوية التي تحتوي على عنصر الحديد مع شرب الشاي لأنه يمنع امتصاص الجسم له، والأدوية التي تساعد على الهضم يُمنع تناولها على معدة فارغة أي قبل تناول الطعام لأنها تؤثر على المعدة ولكن في منتصف الأكل أو بعده مباشرة حتى تعمل بفعالية.
ونوه "علي" بحدوث تفاعلات خطيرة في حالة أمراض الصدر والجهاز التنفسي وتناول الأدوية المعالجة أثناء التدخين ما يؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وارتفاع ضغط الدم، كما يفضل ألا يؤخذ الأسبرين عند تناول عدد من الفواكه كالجوافة والعنب والبرتقال والمشمش لأنه يقلل من امتصاص فيتامين سي في الأمعاء كما يتفاعل مع المسكنات الأخرى ويتسبب في حدوث غثيان وقيء مصحوبًا بالدم، ولا يجب أخذ مركبات التتراسيكلين مع الألبان والجبن نظرًا لأنها تحتوي على عنصر الكالسيوم الذى يؤدى إلى ترسيبها على الأسنان، كما يمتنع تناول الأدوية المدرة للبول مع أكل السبانخ لاحتوائها على البوتاسيوم وتفاعلها بشدة، كما يمتنع على المرأة الحامل أي مضادات حيوية أو مسكنات وتناول الأدوية يكون وفقًا لاستشارة الطبيب لأنه قد يؤثر على الجنين قد يصل الأمر لحدوث تشوهات خلقية بسبب تداخل الأدوية وتأثيرها عليه بالإضافة إلى أن المضادات الحيوية ينبغي أن يتم تناولها بالروشتات الطبية ولكنها موجودة في الصيدليات ويمكن طلبها في اي وقت وهيمن اكبر المخاطر الصحية على الجسم، كما يُفضل أن يتم تناولها قبل تناول الأطعمة بعدد ببعض الساعات لكي يكون لها تأثير فعال على الجسم ولا يتم تناولها مع أدوية القلب والضغط بكثرة.
وأضاف أنه يحذر استخدام مادة الـMetronidazole مع قرص القضاء على الديدان المعوية الذي يتم تناوله الآن في المدارس المحتوى على مادة الـMebendazole أو بعد تناوله لمدة ٥ أيام، لتجنب حدوث بعض التفاعلات الدوائية الخطيرة بين المادتين، كما أن الأدوية التي تحتوي على مادة الـMetronidazole تشمل: (فلاجيل Flagyl- امريزول Amrizole ، فلازول Flazol ، واليزول Elyzol ، وروزيكس Rozex ، وفلاجيكور Flagicure ، وانازول Anazol ، دوموزول Dumozole ، ونيدازول Nidazole ، وسوبرازول Superazole ، وميتروتيدازول Metronidazole وبوميكسازول bumexazole, copagaramon وكوباجرامون، ودومازول dumazol, entophar وانتوفار).
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أنه يجب تناول الأدوية حسب الارشادات الطبية بالجرعة المناسبة في الوقت المناسب للمريض، خاصة المسكنات والمضادات الحيوية فهي تمثل خطورة شديدة ولا يتم التصريح بتداولها في الدول الأخرى سو بوجود روشتة طبية، مضيفًا أن هناك أدوية عند تناولها معًا تؤثر بشكل أو بأخر على الكبد وهو من أهم الأعضاء في جسم الإنسان ويتأثر بالأدوية، كما أن الأدوية مفيدة كعلاج للأمراض ولكن المشكلة الأساسية أن المريض يتناول الدواء من تلقاء نفسه دون استشارة الطبيب المختص موضحًا أن الأدوية سلاح ذو حدين ولكن في مصر هناك سوء استخدام للأدوية وتعتبر ظاهرة خطيرة للمصريين، وانتشاره بشكل كبير، والدليل على ذلك إمكانية صرف الأدوية من الصيدليات بدون الروشتات أو الوصفات الطبية وهذا لا يحدث في أي دولة في العالم، ويتسبب في مشكلات كبيرة.
وشدد المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، على أهمية التشخيص الطبي السليم وألا يأتي سوى عن طريق الطبيب المختص، ومن خلال الطبيب سيمكن تحديد كمية الأدوية التي ينبغي تناولها والمدة الزمنية لأخذ العلاج وأخيرًا المتابعة والاستشارة للاطمئنان على المريض ومعرفة تأثير الأدوية على جسمه هل هناك حساسية أو تفاعلات مضادة، لذا فالاستشارة بعد الكشف الطبي مهمة.