حملة "إحنا معاك"، نافذة نهدف من خلالها اكتشاف المواهب المغمورة، أملًا في أن يصبح هؤلاء نجومًا متميزين، يفيدون مصر في شتى المجالات، أحمد، صاحب الـ24 عامًا، من مواليد الجيزة، يدرس فى كلية الفنون التطبيقية الفرقة الثالثة تخصص تصميم، بعد أن تخرج من المدرسة الثانوية الصناعية بنظام الخمس سنوات، الذى اختاره ليكون أسهل عليه ويساعده في ممارسة موهبته التى يحبها "الرسم".
كان مصطفى شغوف منذ صغره بالرسم، فهو بدأ الرسم عندما كان يمسك بالورقة والقلم ليرسم عليه فى مرحلة الحضانة، حتى وصل إلى المرحلة الإعدادية فأصبح يشاهد الفيديوهات على "اليوتيوب" ويقوم بتقليدها، قرر أن يدخل بعد ذلك التعليم الفنى الصناعى قسم الزخرفة، لكي ينمى موهبته، وبالفعل بدأ يرسم لوحات خاصة به، ولم يكتفى بدبلوم الصنايع، ولكن دخل كلية الفنون التطبيقة بالتجمع الخامس ليصل إلى مرحلة الاحتراف فى الرسم، وأثناء دراسته يقوم بالشغل فى مجال آخر يحبه يتعلق أيضا بالفن والجمال، فكان يعمل بالديكور.
بداية حياة "قطب"
منذ الصغر كان مصطفى يرسم كل شيء يقابله، والغرض من ذلك هو تنمية مهارات الرسم لديه، هناك من يدعمونه ويشجعونه ويقدمون له أيادي العون المساعدة فى كل شيء، وأيضا هناك من يحبطه ويقلل من عزيمته عندما يرسم لوحة، فكانت تقابل بالإيجاب من أهله وبعض أصدقائه، وبالسلب من البعض الآخر من أصدقائه الذين طالبوه بالتغير، ورسم رسومات جديدة، وأنه يضيف بعض التعديلات على لوحاته، فلم يلتفت مصطفى إلى هذه الانتقادات، وبالعكس كانت تزيده إصرارا للتحسين من أدائه، ويرى أن دخوله كلية الفنون التطبيقة "فرق معاه" كثيرا فى مشواره فى الرسم فالدراسة ساعدته على تنمية موهبته.
يقول صاحب الـ24 عامًا إن بعد دخوله الكلية لا شيء يقف بسبب الرسم، فكان ينفذ كل ما يطلب منه فى الكلية بشكل جيد بمشاركة أصدقائه، مضيفا أن المواد التى كان يدرسها مثل "إعادة تدوير" لها تاثير واضح فى ما فعله مع أصحابه، فأصبحوا يجلبون الأشياء القديمة ويقيمون بتعديلها وإعادة تصنيعها لتتحول إلى أشياء أكثر جمالا، ومن هذه الأعمال "شنطة سفر" التى تم تحويلها إلى قطعة أثاث، وكانت الفكرة هى كيفية تحويل الشيء لشيء آخر أفضل، فكان هو وأصدقائه يقتسمون تكلفة تنفيذ الأعمال.
الاختلاف بين المدرسة والجامعة في ممارسة مصطفى للفن
استعرض مصطفى مراحل تطوره فى الرسم، فالبداية كان يشاهد الفيديوهات وينظر كيف يقوم الرسام برسمها ويقوم بتقليده، وبعد ذلك أصبح يرسم بدون أن يشاهد شيء، ثم قرر أن ينفذ مشاريعه الخاصة به، كان يختار المشروعات التى توجد بها أشياء مؤثرة، وتكون من الذكريات.
كيف جمع "قطب" بين الرسم والدراسة
وأضاف أن الأعمال التى يقوم بتنفيذها واقعية تحدث عند الكثير من الأشخاص، ويعتبر المشروع الذى يقوم به الفترة الحالية، دليل على أنه يرسم من الواقع، وفكرة المشروع تصب على منشر غسيل يوجد عليه بعض الملابس مرسوم عليه ملامح ناس، قد تأثر بهم وهو فى صغره، وفكرة الرسمة هى رائحة الغسيل، وسيشارك بهذا العمل فى معرض روزنامة فى دورته السابعة وهو معرض للفنون البصرية المعاصرة، يضم مجموعة من الفنانين الشباب فى مصر، وفكرة هذا العمل استوحاها عندما كان يرجع من الشغل ويقف ساعة العصرية يشم فيها رائحة الغسيل.
كيف نمى مصطفى قطب موهبته؟
وأكد مصطفى على أنه لا يحب التمبيز بين الفنانين، يرى أنهم "بيكملوا بعضهم البعض"، فهم يقومون بتبادل المعلومات وكل رسام ينقصه معلومة يذهب إلى غيره ليكملها، لكن نقطة التميز تكون على حسب أسلوب الرسام وطريقته.
يستخدم مصطفى فى رسمه أدوات رسم كالباستل والرصاص واندمج فى الأسمنت بعد ذلك، وقام بتقديم أعماله في معرض "أجندة" بالإسكندرية، وتنظمه إدارة المعارض والمقتنيات الفنية بمكتبه الإسكندرية، فهو يعتبر من المعارض الهامة على الساحة الفنية فى مصر.
فكرة عن المعرض الذي سيشارك فيه الأيام المقبلة
شارك مصطفى فى العديد من المعارض والمسابقات الفنية، فكان أولها مسابقة "إبداع" سنة 2018 تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزارة الشباب، وكذلك معرض "صالون الشباب 2018" الذى قدم خلاله عمل أسمه "الفراغ العصبى" ففكرته أشكال هندسية فهى مشكلة من المشاكل التى توجد فى حياتنا.
يشعر بالفخر عند نجاحه فى أى عمل ينفذ "بيكون إحساسى لا يوجد له وصف عند نجاحى فى أى عمل أقوم به"، يكون فى قمة سعادته عندما يرى الناس أعماله ويسعدوا بها.
شاهد.. صور من معرض صالون الشباب لسنة 2018 وفكرتها قائمة على الفراغ العصبي
وأضاف "قطب" أنهم قاموا بأعمال فنية في المدن الجديدة وبعد ذلك انتقلوا لمحافظة الأقصر وعملوا على تزيين الجدران بالرسومات المختلفة بمساحة 30 مترًا في ارتفاع 15 مترًا، وأوضح "أي عمل نقوم بيه يكون له فائدة وهذه الأشغال الفنية كانت أشغال ميدانية وهذا يشعرني بنجاح كبير وأي موقف يتم في الكلية يعطيني دافع أكثر من الأول ويكون دافع أن أكمل أكثر حتى لو كان إيجابي أو سلبي".
المعارض السابقة وتأثيرها على مصطفى قطب
قام "مصطفي قطب" بتقديم لوحة مكونة من 16 جزءًا مصنعة من الأسمنت وهذه الألواح ما زالت معروضة حتى الىن، فكرة أن يرسم مصطفى بالأسمنت هي حكاية قصيرة، تحدث عنها فى نهاية اللقاء: "كان مصنع جنب بيتي وهذا المصنع تم هدمه لبناء برج وعندما تم بناء البرج (ريح)، وظهر هذا في غرفتي وقالت والدتي نأتي بعامل لإصلاحها ولكني رفضت إلى أن دخلت في مشاكل وضغوط نفسية وبعد كدا بدأت اعمل شئ من الشغل ده إلى أن جاء الوقت وسأل الناس هل المشاكل التي بالغرفة سببها الناس أم أنا لكوني لم أقبل بتصليحها؟".
واختتم كلامه بتوجيه رسالة لكل الشباب الطموحين قائلا: "لا تسمح لأحد أن يقوم بإحباطك واستمر ممها كانت الأسباب".