«غربة وترحال وشقا»، كلمات رسمت خطوات أبرار الجنة، بعد أن قررا بطلي قرية مطاي البلد، التابعة لمركز مطاي شمال محافظة المنيا، استقلال قطار الصعيد المتجه إلى القاهرة، من أجل البحث عن لقمة العيش بالحلال، وسط غربة لم يعلما بعد مصيرهما سوى أنهما شرعا في توفير مال بالعمل والكفاح، فبدأ الصبى الصغير محمد سيف صاحب الـ ١٦ عاما، ورافقه بعد فترة وجيزة أحمد جمال الطفل الذى يعول أسرته منذ ١٢ عاما، واعتبرته أسرته الأب والسند، إلا أنهما دفعا ثمن الغربة والترحال، وذبحا غدرا أثناء نومهما.
واتشحت قرية مطاي البلد التابعة لمركز مطاي شمال محافظة المنيا، بالسواد؛ حزنًا على فقد شهيدي الغربة ولقمة العيش بعد طعنهما غدرًا أثناء نومها بمنطقة الشرابية التابعة لمحافظة القاهرة عقب عودتهما من العمل لمحل إقامتهما.
انتقلت عدسة «أهل مصر» إلى مسقط رأس الضحيتين بمركز مطاي شمال محافظة المنيا، وسط مطالبات من أسرتى الضحيتين والأهالي بسرعة القصاص العادل لدماء أبناء المنيا.
«بصوت مبحوح، وقلب مجروح تملئه الحسرة وعيون تسيل منها الدموع».. روت الحاجه «فاطمة» والدة ضحية الغدر والغربة خلال حديثها لـ«أهل مصر» قصة نجلها «أحمد جمال»، إن أحمد أعتاد على قبض الجمعية أخر واحد إلا أنه أخبرني أنه قد حصل عليها وسيرسل المبلغ لي ولأشقائه؛ وذلك من أجل مساعدتي في تربيتهم والإنفاق عليهم منذ وفاة والده منذ صغره.
واستكملت الأم: «أنني كنت أجهز له شقة بالمبالغ المالية التي يرسلها لمساعدته في الزواج حينما يكبر»، موضحة أنه في آخر مرة سافر فيها كان يسعى لتجميع الفلوس، وقبض الجمعية علشان يشتري ملابس لأشقاءة»، مضيفة: «قالي يا أمي هبعتلك فلوس وهاتي اللي أنتي عايزه».
«كان سند في الحياة» بهذه الكلمات استكملت حديثها لـ«أهل مصر» قائلة:«يوم الحادث أخبرتني الأجهزة الأمنية أنه عمل حادثة وأخبرني الضابط أنهم عاكفين على أخذ حق أبني وطمن قلبي، ونثق في جهود الأجهزة الأمنية وقدرها على أخذ حق(أحمد، ومحمد ) من المجرمين»، وبعثت رسالة إلى نجلها ضحية لقمة العيش، قائلة: «أحمد عمري واحشني وكنت كل يوم اتصل عليه وأطمن عليه، إبني كان محترم وطيب هو و(محمد) جاره وصحبه».
وطالبت الحاجة فاطمة قائلة، «عايزة أخذ حق إبني وأعرف مين اللي عمل كده، لو كانوا عايزين فلوس كانوا خدوها بس كانوا يسبولى إبنى عمرى وسندى، إيه ذنب الأطفال الأبرياء عشان يروحوا غدر»، موضحة أن «أحمد ومحمد» كان كل حلمهم أن يفتحوا محل فول وطعميه «سيفكوا» للفول والطعمية وستكون سلسلة مطاعم؛ وذلك من أجل العيش وأكل لقمة عيش بالحلال.
فيما قالت رضوى جمال، شقيقة أحمد ضحية جريمة منطقة الشرابية، أحمد كلمني يوم الأربعاء، وطلبت منه شنطة أخدها للدروس فقالي: «أنا هبعتلك فلوس وهاتي اللي أنتي عايزه، وكنت بعتبره بابا».
ويقول سيف عبد المعز والد «محمد» الضحية الثانية، محمد وجد نفسه غير مقبل على التعليم فلجأ إلى حفظ القرآن وسلك طريق العمل وأخبرنى أنه سيقف إلى جوارى علشان يساعدني في تربية أخواته، كان طوال فترة عمله يجمع المال ويرسله لى، وبفضل ربنا ومساعدة نجلي، نجحت أن يكون أشقاءة دكاترة، موضحًا أن «محمد» حرص على تحفيظ القرآن لأشقائه بفلوسه.
واستكمل والد «محمد»، الأجهزة الأمنية قامت بواجبها لكننا لم نعلم من غدر بنجلي الذي خرج للبحث على لقمة عيشة بالحلال، حتى يعود نهاية اليوم بـ100 جنيه، ينفقها على أشقائه، مضيفًا أنه عندما عاد للنوم غدر بيه المجرمين وطعن أثناء نومه،لافتا إلى أن «محمد» لم يكن له عداءات مع أحد وأنه من أسرة حسنة السيرة والسمعة الطيبة، موضحا أنة كان يحرص على أداء الصلاة والصيام.
وأردف سيف عبد المعز قائلا: «أننا نطالب الدولة والأجهزة الأمنية تجيب حقه والقصاص العادل من القتلة الذين قاموا بقتل نجلي وصحابه غدرًا».