استيقظت القاهرة على كارثة اليوم الأربعاء، حيث شهدت محطة مصر في رمسيس حادث قطار مروع، عندما اصطدم بأحد الأرصفة في المحطة.
ماذا حدث وماذا قال الناجون... في سطور التقرير التالي.حادث قطار محطة مصر
"أمي .. طمنوني على أمي .. عايز أشوفها" ما أن تطأ قدماك ميدان رمسيس وتقترب من محطة مصر، حتى تسمع الصراخ والعويل من أهالي الضحايا الذين لا حول لهم ولا قوة غير أنهم اتخذوا من محطة القطار مكان يعملون به ليكسبون لقمة العيش بعرق جبينهم أفضل لهم من تسولها، لم تكن لهم أحلام سوى إطعام صغارهم حتى لا يحتاجون شىء، حتى أنهم لم يفكروا لوهلة أن يستقلوا أحد القطارات .
حادث قطار رمسيس
"أهل مصر" اتجهت إلى محطة مصر لمعايشة هذه الكارثة مع الأهالي :
وكانت البداية مع عم إبراهيم أحد بائعي الكتب في مكتبة الأهرام التي استقبلت العديد من ضحايا الحادث الأليم، كانت هيئته فحسب كفيلة لنقل الصورة المؤلمة، فبدت آثار الحريق على وجهه وملابسه المبتلة بالمياه وشعره الذي غطاه رماد النيران، ليبدأ حديثه بعد تنهيدة طويلة، موضحا أنه قام بفتح المكتبة في الصباح كعادته يوميا لبيع الكتب والمجلات والصحف للمسافرين، متوكلا على الله في استفتاح يوما جديدا، ولكنه أراد لو لم يشرق فجر هذا اليوم الذي شاهد فيه ما تشيب له الأبدان، فيقول أنه في تمام التاسعة صباحا فوجئ جميع من في المحطة بجرار القطار يأتي من بعيد بسرعة كبيرة لم يستطيع أحدا تتبعه، ليطل جميع من في المحطة على الكارثة التي فاقت كل التوقعات.
حريق قطار رمسيس
"النار كانت طايرة في الهوا وكل ما نحاول نطفيها تزيد أكتر" يستكمل عم إبراهيم حديثه لـ"أهل مصر" بعيون دامعة وصوت يخالطه البكاء، كان التصادم مدوي فسرعان ما نشبت النيران في القطار والكابينة، وبسرعة رهيبة اشتعلت النيران في أجساد البائعين المتواجدين على الرصيف .
حريق قطار محطة مصر
" الجرار خد في سكته كتبر .. كان كل همنا ننقذ اللي بيولعوا .. اللي ماتوا خلاص" يصمت عم إبراهيم بعدما أوشكت الدموع على خنقه، أن الجرار كان في مقدمته عشرات الجثث، لم بلتفت إليهم أحد بسبب ضيق الوقت ومحاولة إنقاذ الأحياء الذين أضرمت النيران في أجسادهم .
حريق قطار محطة مصر
"كانت الناس بتولع قدامنا مش ملاحقين نطفيها" ويوصف عم إبراهيم عدد الضحايا التي تخطت العشرات ممن كان على المحطة، موضحا أنه قام بإنقاذ إحدى السيدات التي شعلت النيران في جسدها وقام بتغطيتها داخل المكتبة، وقام باللحاق بالسيدة الأخرى التي كانت تصرخ وتجري فور اشتعال النيران في حسدها ولكته لم يستطيع إنقاذها، لتنزل دموع الرجل الخمسيني منخرطا في البكاء.
حادث قطار محطة مصر
"المطافي جت بعد الكارثة ما حصلت" .. يصمت ثانية عم محمد ليتحدث بعدها عن دور الحماية المدنية في هذه الكارثة والتي من المفترض بجانب محطة مصر، موضحا أنه نصف ساعة تأخير لسيارات الحماية المدنية كانت كفيلة لتصل أعداد الضحايا إلى العشرات ما بين صريع ومصاب ومختنق من الدخان .