عشق الإنسان تربية الطيور منذ زمن بعيد وعلى رأسها الحمام، حيثُ يعتبر من أجملها وأكثرها أُلفة للمكان الذي يعيش فيه، إلاّ أن صاحبها في كثيرٍ من الأحيان يواجه بعض الصعوبات في تربيتها وخاصّة عندما يكون في بداية تربيته لها، كإصابتها ببعض الأمراض.

وخلال الأيام الماضية، انتشرت في سوهاج بعض الأمراض والفيروسات التى قضت على كثير من الحمام فى البيوت ولدى أصحاب المزارع، حيث فقد الكثيرون ممن يقومون بتربية الحمام للتجارة أو الهواية أعدادا كبيرة منها، نتيجة الإصابة ببعض الأمراض، ومن أشهرها مرض الروشا، ومرض السل.
وقال محمد عمار، أحد أصحاب مزارع الحمام فى إحدى قرى سوهاج، إنه يمتلك مزرعة بها ما يقرب من 150 زوجا من الحمام، متنوعه الأصناف، مشيرا إلى أنه فقد خلال الشهر الماضى قرابة 50 زوج بسبب الأمراض المنتشرة فى الجو، والإصابة بالأمراض التى تأتى فجأة وفى خلال يوم أو اثنين يمكنها أن تقضى على الطائر.

وأضاف عمار أن من أشهر أمراض الحمام التى يواجهها سل الطيور، وهو من الأمراض الشائعة ومن أهمّ أعراضه النقص التدريجيّ في الوزن، وانتفاش الريش، وفقد بعض العضلات وخاصّة عضلات الصدر، إلى جانب أنّ الطائر يُصاب بالخمول، ويميل للنوم، ثم يُصاب بالإسهال فيكون لون برازه أخضر، أمّا علاجه فيكون بعزل الطائر المصاب عن بقية الطيور، ويُعطى بعض الفيتامينات كزيت كبد الحوت من أجل مقاومة المرض، وفيتامين ا.
وقال حشمت محمد، أحد أصحاب المزارع، إنه فقد قرابة 15 زوجا فى هذا الموسم بسبب انتشار مرض زكام الطيور المعدي، ومن أهم أعراضه إفراز المخاط من فتحتي الأنف حيثُ تُسدُّ الأنف ممّا يدفع الطائر إلى التنفّس من فمه، ومع تقدّم المرض تلتهب العين، وتبدأ بإفراز مادة لزجة تلتصق بسببها الجفون، إلى جانب ظهور بقع صديدية متجبّنة داخل الفم، أمّا العلاج فيتمّ بإعطاء الطائر فيتامين A بكميات كبيرة، إضافة إلى الحقن التي يصفها الطبيب البيطري مدّة ثلاثة إلى خمسة أيام متتالية.
وأضاف حشمت: أيضا انتشر بالمزرعة مرض النيوكاسل، ويوجد مناعة طبيعية عند الحمام من هذا المرض، فهو لا يحدث عن طريق العدوى الطبيعية أو المخالطة، ولكن بالعدوى الصناعية بالفيروس تظهر على الحمام أعراض العرج والإسهال وعدم القابلية للأكل ويموت في خلال 10-6 أيام .
وتقول سهام على، سيدة تقوم بتربية الحمام فى منزلها للتربح، إنها فقدت 19 زوجا فى هذا الشتاء بسبب إصابة الحمام بمرض الروشا والسل وغيرهما، مضيفة أنها قدمت لها العلاج ولكن الفاقد كان كبيرا فى كافة البيوت والمزارع وليس في مزرعتها وبيتها فقط، مؤكدة أنها "شوطة" كبيرة على الجميع وأثرت بالفعل فى كمية الحمام الموجود بالأسواق، مما جعل الكميات المطروحة للبيع قليلة وايضا خوف الأهالي من شراء الحمام بسبب الأمراض.
وطالب أصحاب مزارع الحمام الطب البيطري بالتوعية وحملات للكشف عن الأمراض وتطعيم الحمام ضد الأمراض حرصا على تلك الثروة الهامة التى تساعد فى تغذية شريحة طيبة من الناس.