نجاح مصر في رئاسة الاتحاد الافريقي، تعتبر فرصة حقيقية لتحقيق التنمية الاقتصادية، ويجب استغلال جميع الفرص من الموارد الأولية والثروات الهائلة، لتحقيق الاصلاح والتقدم الاقتصادي، خاصة أن أفريقيا تفقد نسبة لا تقل عن 25% من إنتاجها الزراعي الخام، نتيجة افتقار القارة لمرافق البنية الأساسية والطرق وشبكات النقل التي تقلل زمن النقل، وكذلك لافتقار القارة لخدمات البنية التحتية للكهرباء، التي تعد أساسا في عمليات التبريد والتخزين للمنتجات الأفريقية من الحاصلات واللحوم والأسماك، لذلك يجب من الحكومة المصرية تعزيز وتفعيل التجارة الأفريقية، والتغلب على مشاكل التصدير من خلال توفير المصانع، لتصنيع المادة الخام المتواجدة في الدول الافريقية وتصديرها إلى أسواق القارة.
أكد شريف الدمرداش الخبير الاقتصادي، أن افريقيا حاليا بها استثمارات من الدول الأوروبية، تتعدى 120 مليار دولار، واستثمارات من الصين ودول الخليج، لذلك السوق الافريقي المنافسة به ليست سهلة، كما عهدنا في السابق، ويحكمه معايير الجودة والسعر، ليصبح قادر على دخول السوق التنافسيية الافريقية، ولكن يمكن تقديم استثمار مشترك على أرض افريقية، والاستفادة من المواد الخام المتواجدة في افريقيا، بالإضافة إلى أن افريقيا تمتلك ثلث ثورات العالم، أو تعاون المشترك ولكن على أرض مصرية، مثل شركة حديثة لاستغلال الغاز، وتكرير بترول، استثمارات بين البلدين بحجم 4 مليار دولار.
وأشار الدمرداش، إلى أن مصر لن تصدر عمالة إلى الدول الافريقية مثل دول الخليج، لأن الدول الافريقية بها عمالة وفيرة، وتعداد سكان افريقيا، يمثل ربع سكان العالم، ولكن سنصدر خبرات وعمالة مدربة لتدريب العمالة الافريقية.
وأوضح الدمرداش، أن أفريقيا ستكون مجالا واسعا لنقل التجارب المصرية في مجالات التشييد والبناء والصناعة والخدمات الطبية والتعليمية والتدريب الفني ونقل وتطويع التكنولوجيا للأفارقة، وفق رؤية تقوم على تبادل الخبرة وتطويع التكنولوجيا المتقدمة لاحتياجات الإنسان الأفريقي، وتحقيق الفائدة المشتركة للجميع، ولا بد من تعزيز شبكة الطرق البرية للوصل من جنوب إلى شمال افريقيا، وإقامة المناطق الحرة.
وصرح محمود الشندويلي "اتحاد مستثمري أسيوط"، لـ"أهل مصر"، أن التصدير إلى القارة الافريقية، يعتبر طموح الحكومة والمصدرين والمستثمرين ورجال الأعمال والمصنعين، لأنها فرصة حقيقية لزيادة الاستثمارات وتحقيق التقدم والاصلاح الاقتصادي، مشيرًا إلى أنه يجب اتباع الحكومة المصرية، خطة لنجاح التصدير والاستثمار في القارة الافريقية، منها الإسراع في فتح ميناء سفاجا، لأنه يعتبر نافذة للدول الافريقية، وإنشاء بنية تحتية قوية ومناطق لوجستية، خاصة في منطقة الصعيد لاحتوائها على صناعات كميائية وغذائية ومعدنية وهندسية، التي يحتاجها السوق الافريقي.
وأكد الشندويلي، يجب تقديم مساعدات من جانب الحكومة المصرية، ومنها توفير عمالة مدربة، لأنه عامل أساسي يتحكم في جودة المنتج المصدر، ورفع الرسوم عن الصناعات الموجودة، تخفيض رسوم المعينات، وتخفيض الضرائب، وتسهيل الاجراءات لتوفير منتج يمكن تصديره إلى القارة الافريقية والمشاركة في السوق التنافسية، لتحسين الأجور في منطقة الصعيد، وادخال العملة الصعبة.