أسرة كاملة مهددة بالفناء.. ظاهرة المنازل المشتعلة تنتقل من الصعيد إلى المنوفية.. "أم وليد": "البطانية ولعت وبنتى تحتها.. وخايفين نولع المرة الجاية" (صور)

أسرة كاملة مهددة بالفناء

فى شدة البرودة، وأمام منزل بُنِىَ منذ 6 سنوات، تبيتُ أسرة تتكون من 6 أفراد أسفل أشجار دون أوراق «شجر الجازولين»، بعد معاناة استمرت لمدة 6 أشهر، حيث يسكنون في بيت يشتعِلُ ذاتيًّا، وهى أسطورة كَثر سماعها فى الصعيد، ولكنها ولأول مرة تحدث بمحافظة المنوفية، ومن الأغرب أنه لا يعلم أحد سبب الاشتعال.

كثيرٌ من الشيوخ ارتادوا منزل عصام دسوقى ناصف، 40 عامًا، والمقيم بعزبة 17 التابعة لقرية طليا بمركز أشمون فى محافظة المنوفية؛ لإزالة ما بداخل المنزل، ولكن لا جديد. وقال عصام: أصبحنا لا ننام من كثرة الرعب؛ وذلك منذ بدء الاشتعال منذ يوم 1-7-2018 أعلى حمام المنزل، وفوجئنا بقيام الجيران بالضرب على باب المنزل، مؤكدين وجود حريق أعلى المنزل، وتسارع الجميع لإخمادها.

وأضاف: اعتقدت فى البداية أن أحد الأطفال يلهو، أو أنه قد قام أحدهم بإلقاء عود كبريت أعلى المنزل، ولكن حدث ما لم نتوقعه فى اليوم الثانى، حيث سمعنا تخبيطًا فى الأوانى داخل المطبخ، فأخبرت زوجتى، فقالت بثقة: أكيد حد من العيال قام يشرب ولا حاجة. وشممنا رائحة «شياط» وصوت فرقعة، فهممنا جريًا إلى المطبخ، فوجدنا الأكواب تشتعل من تلقاء نفسها، فسارعتُ فى إطفائها، فالتصق الإناء بيدى، واستطعنا بصعوبة إطفاءه، ولم نكتفِ بذلك، حيث أصبح المنزل يشتعل يوميًّا، حتى أُصبنا باليوم المشئوم عندما احترق جميع «عزال» ابنتى، فقررت إحضار الشيوخ لمعرفة ماذا يحدث، بأى ثمن كان مقابل الأمان. 

وتابع عصام: أكد لى جميع الشيوخ أنه شىء يصعب تحديده أو القضاء عليه، مؤكدين أنه ليس نوعا من «الجان»، حتى جاء شىء استطاع تهدئة الاشتعال لمدة 3 أشهر، ثم بعد ذلك بدأت الأكواب تُلقَى من تلقاء نفسها أمام الجيران. فى البداية توقعنا قيام أحدنا باللهو معنا لإخافتنا، ولكن باصطدام الكوب الثانى بالحائط قمنا جميعًا مفزوعين.

وواصل: من كثرة ذعرنا ولاشتعال المنزل فى أوقات مختلفة، اضطررنا للمبيت أمام المنزل فى الأرض الزراعية، مع إطفاء المصباح الخاص بالعمود؛ حتى لا يشعر أحد بوجود بناتى، واتجهنا لجميع أقاربنا للمبيت عندهم، ولكنهم رفضوا مبررين أنهم يخافون من اشتعال منازلهم مثل منزلنا، فاضطررنا منذ شهر 11 للدخول إلى المنزل؛ وذلك لهطول الأمطار؛ خوفًا من الطقس البارد، ومن ثم الإصابة بالأمراض، فأصبحنا لا ننام أبدًا داخل المنزل، ولو نام أحدنا استيقظ الآخر، وأخذ «دولاب الملابس» يشتعل من تلقاء نفسه أكثر من مرة، فقمنا بنقله إلى غرفة أخرى؛ ليكون بعيدا عن أبنائى، ولكن لم يمنع ذلك الاشتعال، حيث اشتعل وداخله بطانية.

ليس ذلك فحسب، بل كنت أضع ألبومًا من الصور بجوار السرير «صور الجيش، والفرح، وصورى وأنا صغير» فاشتعل، وتحول إلى صورة أشعة لحيوان بقرنين، فخاف أبنائى من الدخول للغرفة بسببها، فحاولت إزالتها. 

وقال: حاولنا بقدر الإمكان الوصول إلى المشايخ لحل لغز المنزل، ولكن قابلنا الشيخ مرة واحدة، ولم يقابلنا ثانية، إما أن يخبرنا بأنه خارج إرادته، أو أنه لا يستطيع تفسير تلك الظاهرة، حتى طردَنا الفلاح المقابل لمنزلنا من أرضه؛ خوفا من حدوث ذات الشيء فى أرضه الزراعية. 

وأضافت حرم عصام: لدينا 4 أبناء وليد 17 سنة، وضحى 16 سنة «التى اشتعل جهازها»، ومعتز 13 سنة، ونورا 9 سنوات «مصابة بضمور فى العضلات، وتلف فى الخلايا العصبية»، مؤكدة: لا نستطيع إنقاذ أبنائنا من الموت القاتل، حيث اشتعلت البطانية، وكانت ابنتى تستلقى أسفلها، ففوجئنا باشتعالها، فأطفأناها بسرعة؛ حتى لا تصيب ابنتى. 

وأوضحت: كنا ذات يوم نائمين بالمنزل وزوجى يعمل بالأرض الزراعية، فإذا بغرفة المعيشة تشتعل وحدها والباب مغلق علينا، ولم نستطع الدخول، فهمَّ أهالى القرية بفتح النوافذ والدخول؛ لإطفاء الحريق قبل أن يصل إلينا، وقمنا بعمل محضر فى النيابة لإثبات حالة حريق، فجاء فريق من البحث الجنائى لفحص المنزل، وأثناء فحصه اشتغل المنزل، وأصيب فريق البحث الجنائى بالذعر؛ وذلك لأنهم قاموا بتصوير الحريق، وفور خروجهم لم يجدوا الفيديو الخاص بالحريق، فاطمئننا إلى أنها ليست بفعل فاعل، وإنما من تلقاء نفسها، مؤكدة أن الكهرباء بحالة جيدة. 

وتابعت: كان زوجى فى البداية يعمل على توك توك، ولشراء المنزل اضطر لبيع التوك توك، وكان البيت عبارة عن قطعة أرض زراعية، قمنا بالبناء عليها، ولم نستطع بناء السقف، فقمنا بإنشائه من الخشب، ومن ثم السكن به. ولبعد بيتنا عن منازل القرية؛ اضطررنا إلى شراء عواميد الكهرباء؛ لإدخال الكهرباء إلى منزلنا. والغريب فى الأمر أنه عندما تشتعل النار، يتم «هبد» باب الغرفة بصورة مرعبة وإغلاق الكهرباء، ومن ثم الاشتعال. 

وتصرخ أسماء محمد، من الجيران، قائلة: «إحنا تعبنا جدًّا.. أعصابنا بتنهار وولادنا خايفين يقربوا من البيت، أو يقعدوا فى البيت لوحدهم». مضيفة: «عمر ما زوجته كانت بتقفل الباب على نفسها خوفًا من اشتعال المنزل وهم بداخله، تقوم بعمل جميع متطلبات الأسرة خارج المنزل». 

وأكدت: «أنا باخاف ادخل البيت. بقيت باخاف جسمى يوجعنى، يحصل لى حاجة. ما هو جوزى مش هيقدر يجرى بيا ونسيب ولادنا، حيث قمتُ فى يوم، وأثناء رفع البطانية الخاصة بغرفة أبنائهما وتركها، وفور إعطاء ظهرى لها اشتعلت البطانية».

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة نيس ورينجرز (0-2) في الدوري الأوروبي (لحظة بلحظة) | جوووول ثاني