أكد السفیر الجزائري بفرنسا، عبد القادر مسدوة، على أن ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفلیقة لولاية رئاسیة خامسة، بمثابة كفاح أخیر يتمثل في تسلیم المشعل للشباب، منوها إلى أن الرئیس بوتفلیقة ھو من يقرر ولا أحد يفرض علیه أي شيء"، مشیرا إلى أن "بوتفلیقة ھو من يحكم ويقرر، ولیس النظام".
وأضاف السفیر الجزائري بفرنسا،أن "الرئیس ما زال حیا… طبعا لا يملك صحة عشريني لكن عقله عقل عشريني، وباستطاعته أن يقوم بأشیاء لصالح البلاد"، مشیرًا إلى أنه "يريد أن يصل بباخرة الجزائر إلى بر الأمان".
وأثار التصريح جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تواصلت فيه الاحتجاجات الحاشدة في العاصمة وولايات أخرى، رغم الخطاب الرئاسي الذي طمأن فيه بوتفليقة جمع الشعب بأنه سيجري انتخابات رئاسية خلال عام ولن يترشح فيها.
وقال رئيس الجمهورية، في الرسالة التي قرأها مدير حملته الانتخابية عبد الغني زعلان أن الندوة الوطنية للإجماع ستحدد تاريخ هذه الانتخابات الرئاسية المُسبقة.
كما التزم باتخاذ إجراءات "فورية وفعالة ليصبح كل فرد من شبابنا فاعلا أساسيا ومستفيدا ذا أولوية في الحياة العامة، على جميع المستويات، وفي كل فضاءات التنمية الاقتصادية والاجتماعية" وبمراجعة قانون الانتخابات مع التركيز على إنشاء آلية مستقلة تتولى دون سواها تنظيم الانتخابات.
وتابع بوتفليقة قائلا إن"الالتزامات التي أقطعها على نفسي أمامكم ستقودنا بطبيعة الحال إلى تعاقب سلس بين الأجيال، في جزائر متصالحة مع نفسها"، داعيا الجميع "إلى كتابة صفحة جديدة من تاريخنا" ومن جعل من الموعد الانتخابي لـ18 أبريل المقبل "شهادة ميلاد جمهورية جزائرية جديدة كما يتطلّع إليها الشعب الجزائري".
وحيا رئيس الجمهورية الجزائري "التحضر الذي طبع المسيرات الشعبية الأخيرة"، منوها أيضا بالتعامل المهني "المثالي والراقي" الذي تحلَّتْ به مختلف أسلاك الأمن وبموقف المواطنين "الذين فضلوا التعبير عن رأيهم يوم الاقتراع عن طريق الصندوق".
وأوضح بوتفليقة: "لقد نمت إلى مسامعي، وكلي اهتمام، آهات المتظاهرين، ولاسيما تلك النابعة عن آلاف الشباب الذين خاطبوني في شأن مصير وطننا، غالبيتهم في عمر تطبعُه الأنفة والسخاء اللذان دفعاني وأنا في عمرهم إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني المجيد، أولئك شباب عبروا عن قلقهم المشروع والمفهوم تجاه الريبة والشكوك التي حركتهُم".
وتظاهر عشرات الآلاف في أنحاء الجزائر يوم الأحد، في أكبر احتجاجات منذ الربيع العربي في 2011، وهي أكبر تحد لبوتفليقة، لكن محللين يقولون إن الحركة الاحتجاجية تفتقر إلى القيادة وإن المعارضة متشرذمة وغير منظمة.
ويقول معارضو بوتفليقة إنه لم يعد مؤهلا لرئاسة البلاد بسبب اعتلال صحته وما قالوا إنه انتشار للفساد وعدم وجود إصلاحات اقتصادية.
ونادرا ما يظهر الرئيس في العلن منذ إصابته بجلطة عام 2013. وظهر بوتفليقة على كرسي متحرك في العاصمة الجزائرية في أبريل نيسان من العام الماضي، لكن تشير التقارير إلى أنه موجود حاليا في مستشفى بسويسرا.