باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد.. الأموال لا تسجل الأهداف (تحليل)

باريس سان جيرمان المُفحم بالنجوم يستضيف مانشستر يونايتد الـعائد من أسفل الدوري ونجاح باهر، من سيهاجم ومن سيدافع؟ من سيملك الاستحواذ ويخسر؟ ومن سيحصل على أقل قدر منه ويفوز؟ أسئلة ما كنا لنسألها من أساسي لأن من يستحوذ أكثر ينتصر، فهنا كان أوناي إيمري، وهناك كان جوزيه مورينيو، وما إلى ذلك، هنا كانت قلعة الكرة المخيبة للآمال إلا أن إمتلكها قطري واشترى نجوم لا تعد ولا تحصى، وهناك كان القُبح الكافي للوصول إلى منصات التتويج بين حين وآخر، ولكن المقاعد باتت سهلة وسريعة التبديل تلك الأيام في عالم الكرة، الشياطين الحمر يُلقن الباريسين درسًا لن ينسوه أبدًا فقد باستحواذ 38%، نعم هذا الرقم.

الطاولة

تشتهر تلك اللعبة في الشرق الأوسط وإيران والبلاد العربية تتكون من رقعة خشبية أو صندوق خشبي يمكن أن يكون مزخرفًا ومطعمًا بالصدف أو بقطع خشبية ثمينة، وعدد من الأقراص العاجية أو البلاستيكية أوحتى الخشبية بلونين مختلفين عددها (15) من كل لون ونردين سداسيين، يمكننا تشبيه تلك اللعبة بكرة القدم، والتي تتكون من 11 لاعب، من يقفل المساحات يفوز في الاثنين.

في البداية دخل النرويجي أولي جونار سولسكاير، المدير الفني لمانشستر يونايتد بالتشكيل التالي، دي خيا الأخطبوط في حراسة المرمى، وبايلي، وسمولينج، وليندالوف، ولوك شو، في خط الدفاع، والوسط بيريرا، وفريد، وماكتوماني، وأشلي يونج، أما الهجوم راشفورد، ولوكاكو البدين، وفي الجهة الأخرى استقر توماس توخيل، مدرب باريس، على وضع بوفون في حراسة المرمى، وكالير، وتياجو سيلفا، وكيميمبي، وبيرنات، في الدفاع، والوسط، فيراتي، وماركينيوس، والوسط المهاجم، آنخيل دي ماريا، ودراكسلر، وداني ألفيش، والهجوم كيليان مبابي، وحيدًا بعد إصابة كافاني، ونيمار.

نحس بوفون العظيم

سأشد الرحال إلى العاصمة الفرنسية وسأتعاقد مع باريس سان جيرمان، لأن فريق يوفنتوس الإيطالي أصبح مخيم بالعديد من العواجيز والأطفال الذين لايقدرون على ممارسة كرة القدم، وأمامهم العديد من السنوات حتى يكتسبون الخبرة. انتظر سوف نتعاقد مع المهاجم الذي طالما أعجبت به والذي كلما ذهب تسير وراءه الشامبيونزليج راكضة تُقبل قدمه الخارقة التي تخترق الشباك دون عفو أو صفح، إنه البرتغالي كريستيانو رونالدو. هل تعتقدون أن صاروخ ماديره وحده قادر على منح رفعي البطولة التي لم اتوجه بها على الإطلاق.. هذا مستحيل طبعًا.

من أنتم؟

راشفورد دافع مع فريد ومكتوماني وسمولينج وليندالوف، انتظر هل سندافع أم سنهاجم؟، نحن متأخرين بالنتيجة في الذهاب، ما عليك إلا إتباع الأوامر أنا هنا القائد ليس أنت، حاضر!، لوكاكو أنت في المقدمة، ولكن احذر ستكون محاط بالنجوم أبرزهم تياجو سيلفا، وكيميمبي، وللآسف ليس أمامي إلا سواك، نعم أنت بدين ولا تصلح حتى أن تكون مدافع ليس مهاجم، والذي يفترض أن يتمتع بجسم نحيل صاحب سرعة قصوى، ولكن نعتمد عليك وسوف تفعلها، البلجيكي يصرخ بأعلى صوت أنا ابن الشياطين الحمر من أنتم؟ سأحرز هدفًا وسأخرجكم في ملعبكم ووسط أرضكم. مرت دقيقة و50 ثانية ولم يحدث شيء، معقول! خطأ فادح من كارير وتصل إلى البدين ويراوغ بوفون ويسجل الهدف الأول.

مبابي لدينا لا خوف علينا

هل يُعقل أن تعتمد على لاعب لديه 20 عامًا، نعم!.. نعم؟ لأن لديه الموهبة الكافية التي ستضع الفريق في المقدمة ويمكنه مراوغة جميع المدافعين حتى وأن كانوا أربعة، نعم نعم لأنه يمتلك سرعة كبيرة جدًا بكرة القدم وكأنها متشابكة مع قدمه لا تريد أن تغادره أبدًا، سنجتاز الخصم بـ«مبابي» فقط. ما زال فعل الديك الصغير في المباراة؟ حصل على تقييم 6.61، من موقع هو سكورد للإحصائيات، سدد 3 كرات على المرمى ولكن للآسف جميعها لم تشكل أي خطورة على دي خيا، مرر العديد من الكرات وحصل على نسبة نجاح 83%، لمس الكرة 51، وصاحب التمريرة الرائعة إلى بيرنات والذي أحرز هدف التعادل في الدقيقة 12، هذا ما فعله مبابي طوال اللقاء.. عذرًا مبابي وحده لا يكفي ومقولة مبابي لدينا لا خوف علينا ليست صحيحة.. يبدو أن هناك خطأ ما وسنحاول إصلاحه في الوقت المناسب.

سددوا من بعيد

عليكم جميعًا أن تسددوا من خارج منطقة الجزاء وأن رغبتم في التسديد من منتصف الملعب لا تخجلوا من هذا وسددوا، ماذا تقول؟.. عليكم بفعل ما أمر به.. راشفورد في منتصف الملعب وبدون رقابة، ويفكر اللاعب في التسديد يا الله، نعم سدد اللاعب بكل قوة في المرمى، وتصدى لها بوفون المرتعش وترتد مرة أخرى إلى لوكاكو ويسجل الهدف الثاني في الدقيقة 30، بكل سهولة ويرجع مرة أخرى وكأن شيء لم يحدث.

الدقيقة 88، يجلس توماس توخيل على الدكة وهو هادىء تمامًا أدرك أن باريس سان جيرمان قد تأهل لا محالة، فجأة وبدون مُقدمات يطلق الحكم الصافرة، ماذا؟ هناك شك في كرة ما، هل لمست يد مدافع الفريق الباريسي أم لا؟.. ينتظر الحكم الرد من الـvar، وتنزل عدالة الرب من السماوات السبع ويعلن بعدها ركلة جزاء لصالح الشياطين الحمر، من سيسدد هل لوكاكو ليحرز الهاتريك أم نجم آخر، يتقدم راشفورد وهو يمسك الكرة ورجليه مرتجفة يضعها في المكان المناسب يرجع إلى الخلف ثلاثة أو أربع خطوات، يتقدم مندفعًا بسرعة الصاروخ ماذا ماذا بوفون يتألق ويركض على الكرة ولكن تخدعه الكرة وتدخل الشباك.

عذرًا ناصر الخليفي.. الأموال لا تحرز الأهداف

حصلت على خدمات نيمار بـ222 مليون يورو بعد معاناة من برشلونة، وتعاقدت مع مبابي من موناكو بـ180 مليون، واشتريت الأسطورة بوفون من يوفنتوس، وتعاقدت مع آنخيل دي ماريا من مانشستر يونايتد، وكان لدي إديسون كافاني من موسم 2013، معقول أمتلك كل هؤلاء النجوم ولا أحصل على البطولة الأغلى والأفضل حتى الآن، ماذا أفعل بعد كل هذا أاشتري كرة القدم أم اشتري الأهداف.

قال يوهان كرويف، أسطورة التدريب في العالم، إن الأموال لا تحرز الأهداف.. ما عليك يا قطري إلا أن تحفز لاعبيك وتشجعهم على البطولة المقبلة أو تفرض عليهم أقسى العقوبات، ولكن الحل الأخير لابد من استبعاده.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً