القى الدكتور صلاح العادلي، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة اليوم، بالجامع الأهر، ودار موضوعها حول "الكلمة وتأثيرها على استقرار المجتمعات".
وقال العادلي في بداية الخطبة، إن الكلمة قد تكون سببا في نهضة الفرد وتقدم المجتمع، وقد تكون سببًا في ضياع الأمة وانهيارها، موضحًا أن الكلام والبيان نعمة من الله تعالى، يجب على الإنسان شكرها، وأن ذلك يكون بوضع الكلمة في مواضعها، سواء كان ذلك في العمل أو البيت أو كافة المعاملات.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن الإنسان بداخله سر إلهي أودعه الله تعالى بجسده، وأن هذا السر قد يكون روحًا، وذلك في مقام الطاعة والخير، وقد يكون نفسًا، في جانب المعصية والشر، أو قلبًا، في جانب الانفعال والتأثر، أو عقلاً، في جانب الفكر والتدبر، موضحًا أن الذي يعبر عما بداخل الإنسان هي جوارحه، والتي منها اللسان الذي يكون به الإفصاح والبيان.
وذكر العادلي، بعض الأمثلة التي توضح دور الكلمة في الحفاظ على استقرار المجتمع، ومنها كلمة السيدة خديجة رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم والتي ثبتت بها قلبه صلى الله عليه وسلم وحفزت من همته، حيث قالت "والله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"، وعلى النقيض والعكس كانت كلمة أبو لهب للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال له: "تبت يدك يا محمد" فنزل قول الله تعالى "تبت يدا أبى لهب وتب"، وكذلك ما قيل في حادثة الإفك التي تناقل فيها البعض كلاماً بغيضا عن السيدة عائشة رضي الله عنها، وما أحدثته هذه الشائعة النكراء من تأثير أشبه بالزلزال على المجتمع الإسلامي، حتى وصل الأمر أنها أثرت في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن أنزل الله تعالى براءة السيدة عائشة في سورة النور.
وحذر خطيب الجامع الأزهر، من الانسياق وراء بعض الشائعات، لما ينتج عنها من بلبلة وعدم استقرار في المجتمع، مطالبًا كل إنسان بمراقبة نفسه، ومراجعة كلامه قبل أن ينطق به.