وجه الجيش الجزائري رسالة إلى الشعب، مع استمرار الاحتجاجات في شوارع الجزائر، اعتراضا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة، متحدثا عن العلاقة التي تربطه بالشعب، معتبرا أنهما "ينتميان إلى وطن واحد لا بديل عنه"، حسبما ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلاً عن مجلة الجيش الجزائري.
وأكدت مجلة الجيش في عددها الأخير "مدى تماسك الشعب الجزائري مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل، مبرزة أن الشعب والجيش "ينتميان إلى وطن واحد لابديل عنه".
وقالت المجلة في افتتاحية العدد الجديد، إن "ما حققه جيشنا على أصعدة عدة ووقوفه اللامشروط الى جانب أمته في كل ما مرت به البلاد من محن وأزمات، أكد على مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل"، حسبما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن المجلة، مضيفةً أن "كلاهما (الشعب والجيش) ينتميان إلى وطن واحد لابديل عنه".
وتابعت المجلة أن "قواتنا المسلحة تعهدت على حفظ هذا الوطن والذود عنه وحمايته من كل مكروه".
كما ذكرت الافتتاحية بأن "ثمة اجماع بين الشعب بكل فئاته أن الثورة التحريرية المجيدة ستظل وإلى الأبد حصنا لقيم نبيلة لا يمكنها أن تندثر بالتقادم وسيظل مؤمنا بها ومتشبعا بمبادئها النبيلة وسيظل يستلهم من روح نوفمبر الاغر كل ما من شأنه أن يعبد له الطريق نحو بناء جزائر قوية وآمنة ومزدهرة".
وأضافت المجلة في هذا الشأن بأن الشعب الجزائري "المتشبع بوعي وطني كبير والمدرك لمختلف التحديات والتهديدات والرهانات الحالية والذي قاوم بالأمس استعمارا لأكثر من 130 سنة وطرده من أرضه وألحق به هزيمة نكراء في معركة تحرير حاسمة وأفشل مشروعا ارهابيا استهدف اركان الدولة"، هو شعب، مثلما أكده نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، "جدير بحمل رسالة أسلافه وتحمل مسؤولية حفظ أمانتهم من بعدهم".
من جهة أخرى، ثمنت المجلة ما حققه الجيش الوطني الشعبي من "انجازات على أكثر من صعيد، والذي تأتى بفضل الإصرار على رفع التحدي والرقي بأداء قواتنا المسلحة الى مستوى المهام الدستورية الموكلة اليه، كما تحقق ايضا وبالدرجة الأولى بفضل اتخاذه لجيش التحرير الوطني كقدوة في حب الوطن والإخلاص له والتحلي بالإرادة لتذليل ظل الصعاب".
وخرج الآلاف إلى شوارع عدد من المدن الجزائرية، خلال الأيام الماضية، احتجاجا على اعتزام بوتفليقة (82 عاما) الاستمرار في منصبه رغم مرضه منذ سنوات الذي جعل ظهوره نادرا.
وعلى خلفية الاحتجاجات، بعث الرئيس الجزائري برسالة مطولة إلى الشعب، عشية ترشحه، تعهد بأنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة سيتم "تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة طبقا للأجندة التي تعتمدها الندوة الوطنية".
وأكد بوتفليقة أنه لن يترشح في هذه الانتخابات، "ومن شأنها ضمان استخلافه في ظروف هادئة وفي جو من الحرية والشفافية".
كذلك أعلن بوتفليقة، أنه سيتم إعداد دستور جديد يزكيه الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء، "يكرس ميلاد جمهورية جديدة والنظام الجزائري الجديد ووضع سياسات عمومية عاجلة كفيلة بإعادة التوزيع العادل للثروات الوطنية وبالقضاء على كافة أوجه التهميش والاقصاء الاجتماعيين، ومنها ظاهرة الحرقة، بالإضافة إلى تعبئة وطنية فعلية ضد جميع أشكال الرشوة والفساد".