لم تجد "دينا.أ.م"، صاحبة الـ26 عامًا، والتي تعمل مندوبة مبيعات، وسيلة للتخلص من مشاكلها الزوجية، التي باتت تنهش في الأسرة، سوى بإلقاء نفسها من الطابق السابع صباح الأثنين الماضي، بعد مشاجرة كلامية بينها وبين زوجها، فسقطت على الأرض غارقة فى دمائها لتلقى مصرعها قبل وصولها المستشفى.
على بعد أمتار من محطة مترو حلوان وبالتحديد شارع ثابت تقاطع محمود خاطر، الذى شهد الواقعة الدامية التي تركت حديثًا لأيام، لُحسن سيرة المجني عليها بين جيرانها، صمت يقطعه صوت أطفال صغار يلهون بين المارة، رجال ونساء يتراوح أعمارهم في العقد الرابع والخامس، واقفون يتباعدون بأنظارهم تجاه شقة الضحية يتذكرون لحظة سقوطها من شرفة البلكونة فمن بين هؤلاء:-
شاهد عيان يروي تفاصيل انتحار دينا
كمال أبو مصطفى، في العقد الرابع من عمره صاحب محل منظفات مجاور للعقار التي تقطن بداخله الضحية برفقة أبنائها وزوجها:" كنت لسه نازل من شقتي كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة، فجأة سمعت صوت هفتح المحل كان الأستاذة دينا الله يرحمها، بقالها أكتر من 7 متزوجة في المنطقة، وعلى حد معرفتى أنهم متزوجين عن حب دام قرابة الـ3 سنوات، في لحظة سقوطها من الطابق السابع، تحول الشارع لصويت وعويل، وفي دقيقة ماجريت عشان الحقها لقيت السكان ملتفين حولها ومن الصدمة مش عارفين يعملوا أيه".
ويضيف كما :" قمنا بإبلاغ الإسعاف بنقلها إلى المستشفى العام، ولكن وصلت بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة وفارقت الحياة، الكل كان مصدوم من الحادث، ومنظر وأولادها وهم بيبكوا بجوارها، مكملا:" عُمر المال ماكان سبب يخلي واحد يرمي نفسه كده خصوصًا أن الضحية بتعمل مندوبة مبيعات في أحد الشركات وزوجها بيعمل كذلك الأمر وأظن الحال بالنسبة لهم ميسور"بحسب مافسره لـ"أهل مصر".
"زوج الضيحة كان إنسان محترم وهي سيدة الله يرحمها الكل يشهدلها بحُسن الخلق"، بدأ الحاج فتحي عطية الرجل الستيني وجار الضحية منذ وقت سكنها في العقار يسرد حياة الضحية أنها لم تشتك من أي مشاكل بينها وبين زوجها، ولم تنشب بينهم أي مشادات قبل الواقعة سوى يومين، عندما سمعنا صوت يخرج من باب شقتهما قبيل الحادث بـ48 ساعة، "في يوم كنت جاي من المسجد وفجأة سمعت صوت مشاجرة بينهم بيتكلموا على الفلوس وصوتهم عالى جداً" ملفتًا أنه لم يشاهد زوجها يعتدي عليها في لحظة من اللحظات".
زوج دينا: ملحقتش أمسكها
وقال زوج الضحية ويدعى "باسم .م"، أمام العميد بدوي هاشم، مأمور قسم شرطة حلوان، إن الضحية كانت كثيرة التشاجر معه، بغرض تغيير عمله بسبب قلة المال، وقبل يوم الواقعة بعدة ساعات ذهب الزوج لشقة والديها، ليشكو لها من سوء معاملة ابنتها وتشاجرها المستمر معه، وأضاف الزوج خلال أقواله أنه ذهب لمنزله فى الصباح، وقامت زوجته بالتشاجر معه، لإصرارها على ترك عمله، وتغير مجاله بحثا عن المال الوفير، إلا أن الأمر ازداد سوءًا ونشبت بينهما مشاجرة وأقدمت على القفز من البلكونة وحاول الإمساك بها وإنقاذها، ولكن لم يتمكن وسقطت جثة هامدة.
تفاصيل انتحار مندوبة المبيعات في حلوان
بدأت الأحداث عندما ورد لقسم شرطة حلوان، بلاغا من الأهالي بشارع عبد الرحمن تقاطع ثابت، دائرة القسم، مفاده مصرع ربة منزل إثر سقوطها من الطابق السابع، وبالانتقال والفحص تبين قيام المدعوة "دينا.أ.م"، 26 سنة، مندوبة مبيعات بشركة دارك للاستثمار العقاري، بالانتحار عن طريق القفز من بلكونة مسكنها بالطابق السابع، بسبب خلافات زوجية.
انتقلت قوة أمنية من مباحث القسم برئاسة المقدم هاني أبو علم، وبسؤال الزوج ويدعى "باسم محمد علي"، 30 سنة، صاحب كافيه بشارع عبد الرحمن، أقر بقيام زوجته بإلقاء نفسها بسبب خلافات على مادية وطلبها المستمر بتغير عمله.
حُرر عن ذلك المحضر اللازم وتباشر النيابة التحقيقات أمرت النيابة بحبس الزوج 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجددها قاضي المعارضات 15 يومًا لحين ورود تقرير الطب الشرعي الخاص بجثة الزوجة.