زي النهاردة ذكرى "ثروت أباظة" فارس القصة الواقعية.. روائي بدرجة سياسي جسدت شادية أهم رواياته وشغل منصب صحفي كبير

غيّب الموت في مثل هذا اليوم سنة 2002، عَلمًا بارزًا في مجال الأدب والرواية المصرية والعربية، الروائي العلاّمة "ثروت أباظة"، الذي لُقب بـ "فارس القصة الواقعية"، إذ نجح في كتابة العديد من القصص والروايات التي عكست الواقع المصري والتي تحولت إلى مواد سينمائية شهيرة، كان أبرزها العمل السينمائي الشهير "شىء من الخوف" وهو أحد أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

في هذا العمل الكبير جسدت "شادية" دور "فؤادة" الفتاة الصغيرة التي تحب "عتريس" الفتى البريء النقي في طفولته، لكنه يتحول في شبيبته إلى وحش كاسر، يقتل ويظلم أهالي القرية، و يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوي "فؤادة"، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة التي تصدت له، وعندما لم يستطع أن يقتلها كان عليه أن يمتلكها بالزواج، فتزوجها رغمًا عنها وبموافقة والديها تحت تهديد، وتحاول القرية الصغيرة إبطال عقد زواجهما بحشد تجمهر لإنتزاع الشرعية، وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتي الموت، وتنجح أهالي القرية في الثورة عليه وقتله، في قصة فريدة خلدتها السينما.

من هو ثروت أباظة ؟ ينتمي الروائي المتميز لعائلة أباظة، وهي أشهر من أعرق عائلات مصر وهي أسرة أدبية قدمت للأدب العربي عمالقة من الأدباء علي رأسهم والده الأديب دسوقي أباظة وعمه الشاعر عزيز أباظة وعمه الكاتب الكبير فكري أباظة.حصل "أباظة" على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950، وبدأ حياته العملية بالعمل بالمحاماة، أما حياته الأدبية بدأها في عقده الثاني، وهي بدايه مبكرة، حيثُ لم يتجاوز وقتها الـ 16 عام، واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي ابن عمار وهي قصة تاريخية، كما كتب مسرحية بعنوان الحياة لنا.تولى رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون سنة 1974، ورئاسة القسم الأدبي بصحيفة الأهرام بين عامي 1975 و1988 وظل يكتب في الصحيفة نفسها حتى وفاته.شغل "أباظة" منصب أدبي مهم وهو رئيس اتحاد الكتاب، وقد تولى منصب وكيل مجلس الشورى، كما كان عضوًا بالمجلس الأعلى للثقافة وبالمجالس القومية المتخصصة ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون ورئيس شرف لرابطة الأدب الحديث وعضوًا بنادي القلم الدولي.ألف ثروت أباظة عدة قصص وروايات، تحول عدد منها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، كما كتب أكثر من أربعين تمثلية إذاعية، وأربعين قصة قصيرة وسبعه وعشرين رواية طويلة، وحصل على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية سنة 1958، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982، في 17 مارس 2003 توفي بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بورم خبيث في المعدة.كان من أهم أعمال الراحل، شىء من الخوف، هارب من الأيام، ثم تشرق الشمس، الضباب، أحلام في الظهيرة، طارق من السماء، الغفران، لؤلؤة وإصداف.تزوج من السيدة عفاف أباظة، وأنجب منها ابنته الكبيرة أمينة، يصغرها بعامين دسوقى، وأشهر صداقاته كانت مع الدكتور طه حسين، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وعباس محمود العقاد، والموسيقار محمد عبدالوهاب، ‏ويوسف السباعى، وعبدالرحمن الشرقاوى وإبراهيم ناجى

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً