حكاية "حنكش" المقتول على يد "بطل كمال الأجسام" في البساتين.. شهود العيان: "قطَّعوه زى الفرخة"

صورة أرشيفية

كانت الأمور تسير بشكل طبيعى فى الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، فى شارع فايدة كامل، التابع لمنطقة البساتين بمحافظة القاهرة، عندما خرج"أحمد. خ" من منزله بصحبة صديقه، مستقلين "موتوسيكل"، وفور خروجهما من الشارع، شاهد أحمد مشاجرة بين سائق "توك توك" و3 أطفال صغار؛ لينزل بشهامته يفضُّ الاشتباك الذى تَحوَّلَ الى ساحة حرب.

حيث نزل من دراجته البخارية، مهرولاً لفضِّ المشاجرة التى أنهت حياته بطعنة نافذة فى الصدر، بعدما تعدَّى على الطرفين، فاستشاط أحدهما غضبًا "لو راجل مش تمشي"، واتصل بأقاربه، فأتو مسرعين، واعتدوا عليه بالأسلحة البيضاء، حتى سقط جثة هامدة، وفرُّوا هاربين.

فى غضون 60 دقيقة تَحوَّلَ الشارع الى هلع ورعب، بعد أن سالت دماء الشاب على الأسفلت، الأمر الذى أثار غضب المارة "حرام عليكم بتقتلوه ليه؟ ده كان بيخلَّص الشباب من بعضيهم.. ربنا يرحمك يا حنكش". وسرعان ما نقله أحد أصحاب المحال التجارية، التى وقعت أمامها المشاجرة الدامية، إلى أقرب مستشفى؛ لإنقاذه قبل أن يفارق الحياة، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة فى الطريق.

" أنا قاعد قدام الكشك با ظبَّط فى الحاجة، وفجأة لقيت الشارع مليان سنج وسكاكين".. قالها "حسن ج." ذو الـ43 عامًا، وهو شاهد عيان للواقعة: "الخناقة كانت بسبب أطفال تابعين للمجنى عليه، كان شافهم بيتشاجروا مع سواق توك توك على أول الشارع، ونزل من الموتوسيكل هو وصاحبه عشان يخلصوهم من بعض"، مكملاً: "سواق التوك توك مسك فيه لما المجنى عليه ضربه، وراح اتصل بقرايبه (المتهمين)، جُم ومعاهم سنج، وانهالوا على المجنى عليه بالضرب المبرح".

وتابع: "حاولنا نتدخَّل عشان نخلصه منهم، وَجِّهوا لنا ألفاظ خارجة، وهددونا بالقتل معاه لو اتدخَّلنا، وقلبوا الشارع لساحة حرب، وهربوا".

ويضيف الشاب "أحمد خ." عامل بمطعم مأكولات :"الواقعة كانت الساعة 1 بالليل.. الشارع وقف خالص أول الناس ما شافوا دم أحمد.. حاولنا نجرى بيه ع المستشفى عشان نلحقه؛ لأنهم سددوا له عدة طعنات فى جسده كأنهم بيقطعوا فرخة.. المباحث بحثوا عنهم فى كل مكان، فلما عرفوا اتنين منهم سلموا أنفسهم، وأرشدوا عن مكان الباقيين بمكان اختبائهم فى الصعيد، واتقبض عليهم".

ويتابع أحمد المارد 24 سنة: "رغم إن الخناقة كان فيها أكتر من 25 واحد، تم اتهام 4 فقط، وأخدوا بكلام "حَمتو"، اللى هو كان شايل سلاح برضه فى الخناقة، والـ4 كلهم شباب صغير وطلبة، ومشهود لهم كلهم بالاحترام، فـ"عَبَرنا" طالب ثانوى سياحة وفنادق وعنده 18 سنة، و"بَظّة" عنده 20 سنة، وبيدرس فى ثانوى معماري، وتانى جمهورية فى كمال الأجسام، وكان عنده بطولة فى الإمارات يوم 10 مارس، وأخوه الصغير "باندا" طالب فى أولى ثانوى صنايع، وأكبرهم "زِنجير" 22 سنة، وده شغال دليفرى فى مطعم".

وأوضح أحمد أن جميع ما أثير حول ضبط المتهمين فى الصعيد والإسكندرية بعد هروبهم غير حقيقي، فهم من قاموا بتسليم أنفسهم؛ كونهم لم يرتكبوا أى جُرم؛ لأن المجنى عليه سقط نتيجة طعنة تَلقَّاها وهو محاط بالكثيرين، ولا يستطيع أحد أن يجزم بمن قتله، وجميع المتهمين ليس لهم سجلات جنائية، ولا اتورَّطوا فى جرائم من قبل. 

كانت الساعة تشير الى الواحدة بعد منتصف ليل الثلاثاء الماضي، عندما شهد شارع فايدة كامل بمنطقة البساتين مشاجرة عنيفة بين الأهالى، نتج عنها مقتل شاب بطعنة نافذة وجروح فى أماكن متفرقة بالجسم، على يد 4 متهمين باستخدام سلاح أبيض "مطواة".

وبعدها مرت قرابة 90 دقيقة، وتَلقَّى المقدم على فيصل رئيس وحدة مباحث قسم شرطة البساتين إشارة من مستشفى البركة، تفيد بوصول "أحمد خ."، 27 سنة، عامل رخام، مصابًا بطعن نافذ وجروح فى أماكن متفرقة من الجسم، وتوفى فور وصوله للمستشفى.

انتقل ضباط وحدة مباحث القسم إلى مكان البلاغ، وبالفحص تَبيَّنَ نشوب مشادة كلامية بين شاب وسائق توك توك من أقارب الضحية بشارع فايدة كامل، والمتهمين المذكورين، تطورت لمشاجرة بينهم، وتَصادفَ مرور الضحية الذى تَدخَّلَ لفضِّ الخلاف بين الطرفين، فسددوا له طعنة نافذة باستخدام أسلحة بيضاء، وتم نقله إلى المستشفى المشار إليه، وتوفى عقب وصوله متأثرًا بإصابته، وأحدثوا إصابة آخر.

تَحرَّرَ المحضر اللازم بالواقعة، وباشرت نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية التحقيقات الموسعة حول الواقعة، والتى أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ بتهمة قتل العمد، وجددها قاضى المعارضات 15 يومًا.

وأدلى المتهمون الـ4 باعترافات تفصيلية خلال تحقيقات النيابة، جاء فيها أن "المجنى عليه تَعدَّى علىَّ بالضرب أمام الناس، وقلل منِّى، وأنا من المنطقة، والجميع يعرفنى، فكنت قاصد أعلِّم عليه فقط، وهو اللى اتدخَّلَ فى اللى ما لوش فيه".

وأكد المتهم أنه استعان بأصدقائه للتشاجر فقط مع المجنى عليه، لكنهم بمجرد وصولهم فوجئ بوجودهم، عندما حاول إصابته بجرح بسيط، وجد السلاح "سرح" فى جسده، وتَسبَّبَ فى إصابته بجرح غائر، وتوفى فى ذلك الوقت، فخاف من المساءلة القانونية، فهرب هو ومن معه، وعقب ذلك تَفرَّقوا، وعلم أن أصدقاءه تم ضبطهم من قبل الأجهزة الأمنية، فحاول الهرب خارج المنطقة بعيدًا عن سكنه، حتى تم ضبطه.

كما استمعت النيابة إلى أقوال شهود العيان وطفل يملك "توك توك" صاحب المشكلة الرئيسى، الذى أكد أن أحد الأشخاص يدعى "على بطظ"، تَعدَّى عليه بالضرب أثناء وقوفه فى منطقة فايدة كامل، وكان يقصد سرقة محتويات داخل التوك توك، لكن المجنى عليه تَصدَّى له وتَعدَّى عليه بالضرب، وصرفه من المنطقة، ولم تمرَّ دقائق حتى عاد المتهم ومعه ثلاثة آخرون، وقاموا بضربه ضربة واحدة أنهت حياته؛ ليدفعها ثمنًا لشجاعته وبسالته فى الدفاع عن طفل لا يتعدى عمره 15 عامًا.

واستمعت النيابة إلى أقوال الشهود الذين تمكنوا من تحديد هوية المتهمين، فقررت النيابة ضبطهم، وتم إحضار المتهم الرئيسى أثناء هروبه إلى الإسكندرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
قرار رسمي بسحب دواء شهير لعلاج البرد من الصيدليات