أزمة الهند وباكستان كادت أن تتحول إلى "حرب صواريخ".. إقليم "كشمير" مازال الأشد خطورة في العالم

صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

قالت 5 مصادر مطلعة على تطورات المواجهة بين الهند وباكستان الشهر الماضي، إنها كادت تخرج عن السيطرة، وأكدت أنه لم يمنع نشوب صراع أكبر سوى تدخل مسئولين أمريكين كان من بينهم مستشار الأمن القومي جون بولتون.

وتوضح الطريقة التي تصاعدت بها التوترات فجأة وأنذرت بإطلاق شرارة حرب بين البلدين المسلحين نوويًا، كيف أن إقليم كشمير الذي يطالب كل من الطرفين بأحقيته فيه ويعد أصل العداء بينهما، لا يزال يمثل واحدة من أشد المناطق الساخنة خطورة في العالم.

لم يتجاوز الحديث عن الصواريخ التهديدات، وليس هناك ما يشير إلى أن الصواريخ المعنية أسلحة غير تقليدية، لكن التهديدات أثارت الفزع في الدوائر الرسمية في واشنطن وبكين ولندن.

وتحول النزاع بين البلدين إلى مواجهة عسكرية في أواخر شهر فبراير الماضي، عندما اشتبكت طائرات حربية هندية وباكستانية في معركة جوية فوق كشمير يوم 27 فبراير، وذلك بعد يوم من غارة شنتها مقاتلات هندية على ما قالت إنه معسكر للمتشددين في باكستان.

ونفت إسلام اباد وجود أي معسكرات للمتشددين في المنطقة، وقالت إن القنابل الهندية انفجرت في أرض خلاء على سفوح تلال.

وفي هذا الاشتباك الأول من نوعه منذ الحرب التي خاضها البلدان في 1971، أسقطت باكستان طائرة هندية وأسرت طيارًا بعد أن قفز بمظلته في الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير.

وبعد ساعات، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للطيار الهندي وعليه آثار دماء، مكبل اليدين ومعصوب العينين، وهو يدلي ببياناته لمحققين باكستانيين، الأمر الذي زاد من الغضب في نيودلهي.

وتعرضت الحكومة الهندية لضغوط لكي ترد، خاصة أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي مقبل على انتخابات عامة في شهري أبريل ومايو.

قال مصدر حكومي هندي ودبلوماسي غربي مطلع على ما دار من مناقشات في نيودلهي، إن مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال تحدث في ذلك المساء عبر خط هاتفي مؤمن مع عاصم منير رئيس جهاز الاستخبارات الباكستاني، لإبلاغه أن الهند لن تتراجع عن حملتها الجديدة في مكافحة الإرهاب حتى بعد وقوع الطيار في الأسر.

وقال المصدر الحكومي إن دوفال قال لمنير إن حرب الهند هي مع الجماعات المتشددة التي تعمل بكل حرية انطلاقا من الأراضي الباكستانية، وإنها مستعدة لتصعيدها.

وأكد وزير حكومي باكستاني ودبلوماسي غربي في إسلام اباد في لقاءين منفصلين، أن الهند وجهت تهديدا محددا بإطلاق 6 صواريخ على أهداف داخل باكستان، ولم تذكر المصادر من الذي وجه التهديد أو من تلقاه، إلا أن الوزير قال إن أجهزة الاستخبارات الهندية والباكستانية "كانت على تواصل خلال الاشتباك، بل وتتواصل مع بعضها البعض الآن".

وقال الوزير الباكستاني مشترطاً عدم الكشف عن هويته، إن باكستان قالت إنها سترد على أي هجوم صاروخي هندي بإطلاق صواريخ أكثر كثيرا من جانبها.

وأضاف "قلنا إنه إذا أطلقتم صاروخا فسنطلق ثلاثة، وأيا كان ما ستفعله الهند فسنرد بثلاثة أمثاله".

ولم يستجب مكتب دوفال لطلب للتعليق، وقال مسؤول حكومي رداً على طلب من الهند لم تكن على علم بأي تهديد صاروخي وجه لباكستان.

وامتنع الجيش الباكستاني عن التعقيب، ولم يتسن الاتصال بمنير للتعليق، كما لم تستجب وزارة الخارجية الباكستانية.

وتكشفت فصول الأزمة في وقت كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحاول فيه التوصل لاتفاق مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في هانوي، يتعلق ببرنامج بلاده النووي.

وقال الدبلوماسي الغربي في نيودلهي والمسؤول الهندي إن مستشار الأمن القومي الأمريكي بولتون حادث دوفال عبر الهاتف ليل 27 فبراير نفسه، وامتد الحديث حتى الساعات الأولى من صباح 28 فبراير، وهو اليوم الثاني من محادثات ترامب وكيم في محاولة لنزع الفتيل.

وفي وقت لاحق اتصل وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو" الذي كان في هانوي أيضا بالجانبين، سعيا لتسوية الأزمة.

وقال "روبرت بالادينو" نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحفية في واشنطن يوم الخامس من مارس: "وزير الخارجية قاد مساعي التواصل الدبلوماسي مباشرة ولعب ذلك دورا أساسيا في خفض تصعيد التوترات بين الجانبين".

وامتنع متحدث باسم وزارة الخارجية عن التعقيب عندما سئل عما إذا كانت الوزارة على علم بتهديدات محددة باستخدام الصواريخ.

وقال بالادينو إن بومبيو تحدث مع دوفال ووزيري الخارجية الهندي سوشما سواراج، والباكستاني شاه محمود قرشي.

والأسبوع الماضي، قال الأدميرال فيل ديفيدسون قائد البحرية الأميركية في المحيطين الهندي والهادي للصحفيين في سنغافورة، إنه كان على اتصال بقائد البحرية الهندية سونيل لانبا طوال الأزمة.

وقال الدبلوماسي الغربي في نيودلهي ومسؤولون في واشنطن إن المساعي الأميركية تركزت على تأمين الإفراج السريع عن الطيار الهندي، والحصول على تأكيد من نيودلهي بأنها ستتراجع عن التهديد بإطلاق صواريخها.

وقال مسؤول كبير بإدارة ترامب: "بذلنا جهدا كبيرا لإشراك المجتمع الدولي في تشجيع الجانبين على تهدئة الوضع لأننا كنا ندرك تمام الإدراك مدى خطورته".

وخاض البلدان 3 حروب منذ نيل الاستقلال عام 1947 كان آخرها في 1971، ويتبادل الطرفان إطلاق النار على الخط الفاصل بينهما في إقليم كشمير لكن التوترات مكبوحة في الوقت الحالي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً