تزوجا بعد قصة حب كبيرة، شاهدها وشاهدته مرات تعد على أصابع اليد، وانقطعا عن رؤية بعضهما البعض، قرابة عام ونصف بسبب حكم التقاليد، وبعد المكان، ولم يشاهدها إلا مرة عابرة فى الطريق، ولم يكلمها إطلاقا فى تلك المدة.
بداية قصة حب
عندما رآها كأنه لم يرى فتاة سواها، وهي كذلك لم تكن تعترف بالحب، وكانت تضحك كثيرا على صديقاتها عندما يتحدثن عن الحب، فهي لا تعرفه ولم تجربه، وكأنها من كوكب ثاني، ولكن عندما شاءت الأقدار ووقعت "أ" فى حب "م" وأخبرت صديقاتها بذلك، كانت أضحوكتهن لأيام وليال، وقلن لها أين الحب؟ مفيش حب.. مش هوة ده كلامك.
تلعثم لسانها عن الرد، وكأنها فى كوكب ثان حقا، يتحدثن إليها وهي لا تسمع شيئا، بل أصوات تضحك وتصدر ضجيجا من حولها، وتهيم فى الشاب الذى وقعت فى حبه.
بعد غياب عام ونصف
لم يختلف حاله كثيرا عنها، فكان يفكر فيها ليلا ونهار، ويبحث عن طريقة ليراها أو يسمع صوتها ولا سبيل له فى ذلك، وكان يبحث عن صديقاتها ليسأل عنها، ولكن الخجل لم يمكنه وغابت عنه قرابة عام ونصف، وزاد من ذلك التعقيد العادات والتقاليد التى تحكم بيئتهما.
الارتباط والزواج
فكر "م" فى الارتباط، ولم يرض بسواها على الرغم أنه كان أمامه كثير من الفتيات، يرغبن فى الزواج منه لوسامته وتمتعه بإمكانات طيبة، وأسرة مرموقة، وطالب والده ووالدته بالزواج منها، وبالفعل ذهب والده ووالدته وتم خطبتها والاتفاق على الكبير والصغير فى مراسم الزواج، وتم الزواج.
بداية المشاكل الزوجية
عاش الزوجان حياة طيبة، ولكن كان يغلب على كل منهما العصبية الزائدة، فالزوج بطبعه صوته عال، والزوجة تتمتع بعصبية زائدة، زاد ذلك من العنف بينهما وجعلهما فى مشادات دائمة، على الرغم من أن كليهما يعشق الآخر، ويكونان فى كثير من الأحيان شخصية واحدة.
النصيحة والرشد
أنجب العاشقان طفلين، ولدا وبنتا، ومع كل ذلك نشبت مشادات بينهما بسبب العصبية وارتفاع الصوت، ولم يغير أي منهما من ذاته، حاول الزوج كثيرا بالنصح والارشاد، بأن تغير أسلوبها وأن يكون هو محور حياتها وألا يعلو صوتها، وأن يكون لديها أغلى من أي شيء فى الكون حتى أهلها، كانت تتميز بطابع خاص، تنحاز إلى أهلها وتفضلهم عليه مما أشعره بالضيق والضجر، وبدأت الفجوة بينهما تتسع كثيرا.
جعل ذلك الزوج يقضى معظم أوقاته فى خارج المنزل، وتعرف على فتاة أعجب فيها بكثير من الخصال، بدأ يتحدث معها وتتحدث معه، على الرغم من أنه كان يمنع نفسه كثيرا من الحديث معها ولكن بحكم العمل كان يراها وتراه كثيرا، فبدأ استلطاف بينهما.
أدى ذلك إلى نشوب مشاجرات أكثر وأكثر بين الزوجين، لدرجة أن الأهل من الطرفين تدخلا وكل منهم بدأ يتحدث، حتى بدأت مناوشات شديدة انتهت إلى أن يرمى عليها يمين الطلاق، وذهبت لبيت أبيها.
تدخل كثير من الناس، ولكن أكثرهم كانت نيتهم سوءا، وبدأت المداولات بينهما فى المحاكم، فرفعت دعوى بقائمة المشغولات، وأخرى نفقة لها ونفقة لابنتها وابنها، وطالبها هو بالطاعة.
عودة حميدة
استمر الحال بينهما فى المحاكم قرابة عام، ويزيد، إلى أن تدخل أهل الخير، ومنع أهل الأسرتين من التدخل فى شئون الزوجين، وجلسا الزوج والزوجة سويا، واتفقا على أن يقوما بتربية أبنائهما سويا، وعدل الزوج عن الزواج من أخرى، وتم التنازل عن القضايا فى المحاكم، وعاد لبيت الزوجية، وأنجبا طفلة ثالثة أسماها والدها "بشرة خير"، ويعيشان حاليا فى "تبات ونبات" وتعشق زوجها أكثر من أهلها وهو كذلك يعشقها كثيرا، ويصلان الرحم بأهليهما دون تدخل منهم فيما بينهما على الإطلاق.