عاشت السيدة فكرية عبد الرحمن حياة زوجية قاسية مع زوجها المعاق، وبعد موته تحملت ٣٠ عاما فى تربية الأبناء. واجهت العديد من الشدائد العصيبة، ورغم ذلك بذلت كل ما فى وسعها من أجل ترببة أبنائها، وأنها تفتخر بهم يوم العرش العظيم وهم يؤدون صلاتهم ويحفظون كتاب الله. التقت كاميرا "أهل مصر" بالسيدة فكرية؛ لمعرفة قصة حياتها.
زوجى معاق
قالت فكرية "شاء لى القدر أن أتزوج من محمد عبد الهادى، وكان لدية إعاقة فى حاسة السمع، فكان لا يتكلم، وسرعان ما أصابه مرض، وأصبح عاجزا عن العمل، وكنت حينها أنجبت ٥ أطفال، ومن هنا بدأت مشقتى فى العمل، وأصبحت أخدم في المنازل والأراضى الزراعية؛ من أجل تربية أبنائي، وكنت أحافظ على تعليمهم الصلاة على أوقاتها والذهاب إلى المدارس لتلقى التعليم".
وفاة زوجى
وتابعت حديثها "وتوفي زوجى منذ ٣٠ عاما، وكنت أحصل على معاش ٩ جنيهات و٩٠ قرشا فى الشهر. كنت أحرم نفسي من ملذات الحياة من أجلهم. رفضت أى عرض للزواج من رجل آخر، وهبت نفسي حتى كبر أولادى، واستطعت أن ازوجهم جميعا، وأرى كل شخص مع أسرته فى منزله، وكنت فى قمة سعادتى وأنا أرى أحفادى يلعبون أمامى".
حلمى رؤية بيت الله
وأكملت الأم "شعرت أنى أكملت رسالتى على أكمل وجه، ولم أتمنى سوى رؤية بيت الله الحرام، وأتمنى زيارته لأحسن خاتمتى".
أمى سيدة عظيمة
وقالت ابنتها الكبرى "أمى تحملت معنا ما لا يستطيع بشر تحمله، فأتذكر أنها كانت تشترط أن من يأكل معها فى نفس الطبق أن يكون قد صلى الخمس صلوات، وما زلنا أنا وأخواتى إلى الآن مواظبين على الصلاة فى أوقاتها".