صباغة الخيوط عملية منظمة تتم فى خطوات ثابتة ومعايير محددة، فإن زادت صبغة اللون عن الكمية المحددة نتج لنا لون آخر، ويرجع تاريخها إلى العصر الفرعوني، حيث اكتشفوا مادة الكبريتات التى يتم استخدامها فى تبييض الأقمشة، وتطورت مع تطور مع الزمن، وأضيفت المواد الكيميائية لها، كما أصبحنا نرى العديد من الخيوط بأحجامها وألوانها المختلفة.
الحاج سلامة صنايعي منذ 50 عاما
"سلامة محمود سلامة" ولد عام 1937م بمحافظة القليوبية، جاء إلى القاهرة عام 1945م، وعمل فى مهن مختلفة، ولكن لم يحب منذ طفولته إلا الصباغة والألوان، وبدأ العمل بها منذ 50 عاما، وما زال يعمل حتى الآن ولديه عملاء من جميع أنحاء الجمهورية. تعلم الصباغة من "الحاج حنفي" وظل يعمل معه لمدة 14 عاما، حيث إنه كان يعتبر سلامة ابنا له وليس مجرد عامل عنده.
وعن صبغة الخيوط قال سلامة لـ"أهل مصر": تمر الخيوط بالكثير من المراحل، حتى تصل للشكل النهائى المستخدم فى الكثير من الصناعات، المرحلة الأولى هى فك الخيوط الواردة من المصانع، ثم نقعها فى أحواض مياه، وتذهب بعد ذلك للمعصرة، ويتم عصرها وتجفيفها من المياه، وتكون الخيوط جاهزة للصباغة، يضعونها فى براميل يشعلون النار أسفلها وبها اللون المطلوب، بعد أن تخرج من البراميل، يتركونها حتى تجف قليلا، وتسمى مرحلة "التهوية"، وأخيرا تدخل الخيوط فى المرحلة الأخيرة إلى المعصرة مرة أخرى؛ لتصفيتها من المياه، وتنشر الخيوط بعد أن تنتهى من تلك المراحل بضعة أيام، حتى تجف تماما، وتكون جاهزة للاستخدام.
الصباغة اليدوية لها مكانتها بالأسواق
وأوضح المعلم "سلامة" أنهم يعملون فى جميع أنواع الخيوط منها المستخدمة فى الملابس وصناعة السجاد وغيرها وتدخل فى أنواع مختلفة من الصناعات والمنسوجات، ويقومون بصباغتها يدويا، وأكد أن الصباغة اليدوية لها مكانتها بالأسواق ولها عملاؤها فى ظل انتشار الصباغة الآلية.
مزايا الصباغة اليدوية
وأكد "سلامة" أن الصباغة اليدوية تأتى بدرجة اللون التى يطلبها العميل كما هى؛ لأن الكميات قليلة، نستخدم من 5 إلى 100 كيلو من الألوان فى صباغة الخيوط يوميا، فى المقابل المصابغ الآلية من الممكن أن تستخدم طنا من الألوان، ولذلك تكون درجة الألوان فى الكثير من الأوقات ليست مضبوطة 100%، ولذلك لم تؤثر المصابغ الآلية على عملنا، وهذا متوقف على صاحب العمل نفسه، فالمهنة لا تنقرض أبدا إلا بموت صاحبها.
أهم شيء فى الصباغة الأمانة والإخلاص
وأضاف سلامة أن أهم شيء فى الصباغة هو الأمانة والإخلاص فى العمل، وأنا أورث المهنة لأحفادي، وتعلم الصباغة وإتقانها لا يتوقفان على فترة زمنية محددة، ولكن حسب الشخص وحبه للصباغة ورغبته فى تعلمها.
غلاء الخامات يؤثر على الصنايعية الغلابة فقط
واختتم قائلا "الغلاء على الفقراء فقط" إنما الأغنياء لديهم ما يكفيهم، لا يتأثرون بارتفاع الاسعار أو انخفاضها، وهذه من أكبر المشاكل التى تواجهنا، فأسعار الخيوط والمواد المستخدمة فى الصباغة دائما فى تزايد مستمر، كنت أشترى قديما الـ4.5 كيلو من الخيوط بجنيهين فقط، أصبح الآن الكيلو الواحد من الخيوط يتراوح بين 100 : 180 جنيها، كما أن أسعار الصبغة ارتفعت بشكل كبير، فالكيلو الواحد من الصبغة يصل إلى 600 جنيه، وذلك على حسب درجة ثبات اللون.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
