البحث عن البطولات.. جملة معتادة يطلقها اللاعبون عند مغادرة أنديتهم إلى فرق أخرى، بعد سنوات من التألق المصاحب لجفاف الألقاب، ليتجه إلى الأندية من ذوات الصيت، والتي تنافس دائمًا على المراكز الأولى حتى في أسوأ حالاتها، لتحقيق آمالهم في تسجيل أسمائهم مع العظماء في التاريخ الكروي، فهل يتجه الفرعون المصري محمد صلاح والبرتغالي كرستيانو رونالدو إلى رفع شعار البطولات، بالانتقال إلى العاصمة الإسبانية، داخل جدران الريال في سبيل ذلك.
محمد صلاح.. من جفاف الريدز إلى الأكثر تتويجًا
ويجد الفرعون المصري محمد صلاح نفسه في إنجلترا برفقة ليفربول، صاحب الإنجازات التاريخية والألقاب الغزيرة، فهو الفريق صاحب الخمسة ألقاب من دوري أبطال أوروبا، وهو ثاني الفرق الأكثر تتويجًا بالدوري الإنجليزي الممتاز بثمانية عشر لقبًا، خلف غريمه التقليدي مانشستر يونايتد، إلا أن ذلك مجرد تاريخ قديم، فآخر لقب من التشامبيونز ليج حصل عليه الليفر كان منذ أكثر من 14 عامًا، فيما لم يحصل الريدز على لقب البرميرليج منذ 28 عامًا.
وفي الموسم الماضي، مع قدوم محمد صلاح إلى صفوف الليفر، وتكوينه مثلث الرعب مع السنغالي ساديو ماني والبرازيلي فرمينيو، بالإضافة إلى قوة الفريق تحت قيادة الألماني يورجن كلوب المدير الفني، الذي قدم مستويات رائعة في المباريات الكبيرة، إلا أن الفريق خرج من الموسم بدون أي بطولة، بعد حلوله في المركز الرابع رغم تألق الفرعون المصري وحصوله على لقب هداف الدوري، كما هزم الفريق في نهائي دوري أبطل أوروبا على يد ريال مدريد الإسباني، ليخرج الريدز بصفر بطولات كعادته في السنوات الأخيرة.
وبالموسم الحالي، عزز ليفربول صفوفه بصفقات مثل شاكيري، ونابي كيتا، والحارس المتألق أليسون بيكر، وقدموا موسمًا رائعًا على مستوى الدوري، إلا أن الصدارة ذهبت إلى مانشستر سيتي في الجولات الماضية الأخيرة، إلا أن النزاع على اللقب ما زال مستمرًا، بالإضافة إلى الاستمرار في المنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا بعد إقصاء بايرن ميونخ من قلب ملعبهم ووسط جماهيرهم.
ولكن في حالة خروج الليفر بصفر بطولات مرة أخرى ما زالت واردة، وفي حالة حدوثها يكون خروج صلاح من المدينة الإنجليزية قابلًا للحدوث بشكل كبير، للانتقال إلى فريق يحتاج إلى خدماته، ويحولها إلى بطولات، والذي يجده في صفوف ريال مدريد بعد عودة زين الدين زيدان على رأس الفريق مرة أخرى، فالنادي الملكي في أشد الحاجة إلى جهود الفرعون المصري خاصة مع عدم وجود جناح أيمن بالنادي يستحق حمل قميص الفريق، خصة مع رحيل جاريث بيل في الصيف المقبل بنسبة كبيرة، كما يحتاج صلاح إلى ناد ذو القاب في الحاضر مثلما لديه في الماضي، ليكتب اسمه في سجلات التاريخ.
احذر.. الأسطورة ترجع إلى الخلف
وفي مدينة تورينو بإيطاليا، بالتحديد داخل أسوار يوفنتوس، يتواجد الأسطورة البرتغالية كرستيانو رونالدو، الأفضل في العالم خمس مرات، وصاحب الخمس تتويجات بدوري أبطال أوروبا، والهداف التاريخي لها، والذي اتجه إلى إيطاليا بعد خلافات مع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد حول الراتب، الأمر الذي اتخذه رونالدو على محمل الإهانة، خاصة وأنه صاحب فضل كبير في حصول الميرنجي على العديد من الألقاب الأوروبية في السنوات الأخيرة.
ولكن يجد رونالدو نفسه في ناد ذو سطوة على المستوى المحلي، بسيطرته على لقب الدوري في السنوات السبع الأخيرة، ويقترب من تحقيقه في الموسم الحالي مع ضعف المنافسة، إلا أنه على المستوى الأوروبي يعد "نحسًا"، حيث هزم الفريق في سبع نهائيات دوري أبطال أوروبا سابقة، آخرها على يد برشلونة في نسخة 2015، وجاره الإسباني ريال مدريد في 2017، والتي شارك فيه رونالدو بنفسه وسجل فيها.
وفي حالة ملازمة النحس الأوروبي لليوفي، قد يفكر رونالدو في العودة لصفوف ريال مدريد مرة أخرى، للتتويج بالبطولات الأوروبية، خاصة مع اقتراب مسيرة الدون من نهايتها، مع تخطيه سن الرابعة والثلاثين، بالإضافة إلى عودة زيدان صاحب التأثير النفسي الكبير على الجناح البرتغالي، والذي يعد رحيل «الدون» إلى تورينو بسبب مغادرة "زيزو" قلعة الميرينجي.
وبالتالي، فإن صلاح ورونالدو قد يشاركان زيدان في مهمة تعديل المسار لريال مدريد، في حالة واحدة، وهي الخروج بـ"صفر بطولات".