كشفت حملة "مستشفياتك يا مصر"، التى أطلقتها "أهل مصر" فى 12 ديسمبر 2018، ولا تزال حتى الآن، الكثير من الفساد والسلبيات داخل مستشفيات مصر الحكومية، وتهدف الحملة إلى كشف جوانب الإهمال المتفشية فى عدد من المستشفيات الحكومية بمحافظتى القاهرة والجيزة، وغياب الرعاية الصحية، وعدم الاهتمام بالمرضى من الفقراء ومحدودى الدخل؛ وذلك بغرض توضيح حقيقة ما يحدث داخل هذه الصروح الطبية المملوكة للشعب أمام الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، وقيادات ومسئولى الوزارة؛ من أجل التحرك لإنقاذ حياة عشرات الآلاف من المرضى.
مستشفى بنها الجامعى أحد المستشفيات التابعة لجامعة بنها، تم بناء أول مبنى له عام 1981م، وكان يضم جميع الأقسام الإكلينيكية والعيادات الخارجية، ثم أقيم مبنى الطوارئ والجراحة عام 1987م، فهو يخدم الآلاف من البسطاء والكادحين من أبناء محافظة القليوبية، الذين يلجؤون إليه لعدم امتلاكهم الإمكانيات التى تساعدهم على طرق باب العيادات والمستشفيات الخاصة.
واستكمالا لحملة "مستشفياتك يامصر" التى بدأها موقع وجريدة "أهل مصر"؛ للكشف عن فساد المنظومة الصحية داخل مستشفيات الجمهورية، وكشف جوانب الإهمال المتفشية فى عدد من المستشفيات الحكومية المتواجدة داخل مصر، وغياب الرعاية الصحية، وعدم الاهتمام بالمرضى من الفقراء ومحدودى الدخل، نعرض المشاكل ومظاهر الإهمال التى طالت مستشفى بنها الجامعى.
وأول هذه المشاكل تنتظرك على باب المستشفى، فمنذ الوهلة الأولى التى حاولنا فيها الدخول، واجهنا العديد من الصعوبات بدءا برجال الأمن الذين لم يسمحوا لنا بالدخول، ما اضطرنا لاستخدام الحيل، وبالطبع نجحنا فى مسعانا؛ لنفاجأ بالعديد من المواطنين يفترشون الأرض وقد أحضروا أغطيتهم ومستلزماتهم وكأنهم اتخذوا من المستشفى محلا ومقاما، ولا يوجد حتى من يعبأ بهذه الظاهرة المنتشرة فى جنبات الأقسام والممرات، والتى أصبحت مألوفة داخل المستشفيات الحكومية.
شاهد.. مرافقى المرضى يفترشون أرضية "مستشفى بنها الجامعي"
غرفة التعقيم تحتاج لتعقيم
وكان فى انتظارنا كارثة ظننا أنها من وحى الخيال، حيث وجدنا غرفة تعقيم الأجهزة على هيئة ممر ضيق خرب لا يصلح لأن يكون غرفة للمخلفات، ويعج ببقايا وأثاثات المكاتب القديمة وبفتحات الصرف الصحى المكشوفة التى تتسرب منها الروائح الكريهة فى أرجاء المكان، وبهذه الأجواء يتم تطهير الأجهزة التى يداوى بها الجرحى.
شاهد... غرفة التعقيم بـ"مستشفى بنها الجامعي" تحتاج لتعقيم
وخلال جولتنا داخل المستشفى، رأينا قطة متجهة مباشرة إلى غرفة العمليات دون أى مبالاة من العاملين، وكأنهم اعتادوا هذا الحدث، فتابعنا التقصى عن الواقعة، حتى توصلنا إلى وجود هذه القطط باستمرار داخل غرفة العمليات وداخل جهاز التخدير، والأكثر من ذلك أنها تتغذى على بعض ما ينتج من العمليات الجراحية.
عيادة الصدر "مختنقة"
وأثناء سيرنا لفت انتباهنا الزحام الشديد داخل إحدى العيادات، فتوقفنا للسؤال عن تخصص هذه العيادة، فوجدنا أنها صدرية، فقررنا الدخول؛ لنجد ما يزيد على ثلاثين شخصا داخل هذه الغرفة التى يتم فيها إجراء جلسات تنفس للأطفال، ناهيك عن استخدام أدوات غير معقمة.
شاهد.. عيادة الصدر المسؤلة عن جرعات تنفس للاطفال بـ"مستشفى بنها الجامعي" تختنق
مدخنون فى المستشفى
وفى مشهد غريب فوجئنا بوجود أشخاص يدخنون فى أروقة المستشفى، والمضحك فى الأمر أنهم يدخنون بجانب لافتة "ممنوع التدخين". ورغم وجود الكثير من الممرضين فى المكان ووجود فرد أمن كذلك، إلا أنه لم يوجه أحد حتى اللوم لهذا المدخن.
شاهد.. مدخنون وسط الأمن والممرضات داخل أروقة "مستشفى بنها الجامعي"
وكغيره من المستشفيات الحكومية، يعاني مستشفى بنها الجامعى من شبكات الصرف الصحى المتآكلة التي تحتاج إلى صيانة، ومن الواضح أنها على هذا الحال منذ فترة طويلة، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالًا هامًا: أين مسئولو النظافة والصيانة من هذا الوضع المزري؟
شاهد.. شبكة الصرف الصحى فى وضع مزرى بـ"مستشفى بنها الجامعي"
ختام الزيارة كان بغرفة إجراء العمليات الصغيرة، والتي يمكن أن نطلق عليها غرفة نقل الأمراض للأطفال، حيث جذب انتباهنا صوت صراخ طفل صغير، وتوجهنا إلى الغرفة مباشرة؛ لنجد طفلا صغيرا ملقى على سرير، ويقوم الطبيب بإجراء عملية فى قدمه وسط المرضى ووالديه، دون أى تعقيم، فى مشهد نراه كثيرا فى المستشفيات الحكومية.
شاهد.. إجراء عملية فى قدم طفل بـ"مستشفى بنها الجامعي" دون أى تعقيم للمكان