في ذكرى وفاة كاتب وأديب مصري أهلته خبراته وثقافاته إلى أن يصبح الأفضل في جيله، نعرض في تقرير أهم المعلومات التي قد لا تعرفها عن الصحفي الروائي "فتحي غانم"، الذي لم تأتي خبرته المُكتسبة في الكتابة محض الصُدفة بينما أتت على مدار عُمر، عمل خلاله "غانم" لتحظى كتاباته بطابع العُمق وتكون مرآة للمجتمع في هذه المرحلة.
صحفي بصيغة أديب
يعتبر فتحي غانم الكاتب الوحيد الذي انتقل من عالم الصحافة إلى الأدب، بعكس الأدباء الذين ساعدتهم كتاباتهم في دخول عالم صاحبة الجلالة مثل يوسف ادريس، وشغلت الصحافة مُعظم فترات حياته، حيثُ عمل في روز اليوسف ثم جريدة الجمهورية إلى أن وصل إلى منصب رئيس مجلس الإدارة، ثم عاد إى روز اليوسف مرة أخرى، وفي ظل هذا التنقل والتنوع، شكّلت أعماله علامة بارزة في الكتب الأدبية والروايات الرائعة، التي جسدتها الدراما المصرية على الشاشة الصغيرة فيما بعد، منها "الرجل الذي فقد عقله"، و"الأفيال"، و"زينب والعرش".
على الرغم من أن العامة دائمًا ما يقارنوا أي رواية بروايات "نجيب محفوظ" لإعتقادهم أن الرواية لابد أن تكون طابع من شكل روايات "محفوظ" إلا أن فتحي غانم خرج من هذه العباءة، حتى أن "محفوظ" نفسه أشاد بأعماله.
ولأنه صحفي إمتزج بعقلية وحِس الأديب، استطاع أن يجذب إليه قطاع كبير من القُراء الشباب ليحببهم في الأدب بطريقته الخاصة التي مزجت الصحافة بالأدب، فقد نجح "غانم" في تحويل أحد التحقيقات الصحفية إلى رواية "الجبل"، وهذا قمة الإبداع.
أعمال غانم التي جسدتها الشاشة الصغيرة
كان للروائي المتميز عدة أعمال أدبية نقلتها الشاشة الصغيرة لأذهان المشاهدين البُسطاء غير القُراء، ومن أهم هذه الأعمال زينب والعرش، وقليل من الحب كثير من العنف، والرجل الذي فقد عقله، والأفيال، والجبل.
زينب والعرش
تنفيذها كمسلسل تلفزيوني عام 1979 لتحقق نجاح باهر في الشارع العربي لما بها من الحياة التي يعيشها الناس بشكل يومي من التحام رائع ما بين الحياة الاجتماعية والعاطفية والنفسي.
قليل من الحب كثير من العنف
جُسدت على شاشة السينما لتمثل فيلما رائعا اشتهرت به السينما المصرية في عام 1995، وهي من أروع كتابات غانم وعلى الرغم من تحولها إلى فيلم سينمائي إلا انه يبقى لقراءة الرواية طابع خاص.
الرجل الذي فقط ظله
من أقدم الروايات التي قدمها الكاتب فتحي غانم والتي تميزت بإصدار أكثر من جزء لها ، كما قد تم تحويلها الى فيلم سينمائي قد تم إنتاجه في عام 1968 من إخراج كمال الشيخ.
الأفيال
رواية رائعة ومن أقدم روايات الكاتب والأديب المصري فتحي غانم ، وقد تم إنتاجها تلفزيونيا لتمثل مسلسل رائع عام 1986 ، تضمنت الرواية الأحداث الإرهابية التي تمت في المجتمع العربي والمصري والذي رفضه المجتمع بشكل قاطع
الجبل
في هذه الرواية برع "غانم" في تصوير حياة ابناء الصعيد ووصف البيئة الجلية التي يعيش فيها الكثير من أبناء الجنوب في مصر، ووجه فكرته برفض فئة منهم ترك بيوتهم وسط الجبال والمعيشة في بيوت جديدة بنيت لهم في قرية على طراز حديث.
غضب هيكل من غانم
كشف الناقد شعبان يوسف، أن الروائى فتحى غانم تعرض لمضايقات كثيرة "يقال إن السبب وراءها كان الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل"، بعد أن انتقد "غانم" الكاتب الكبير واستدعاه أثناء رسمه لشخصية يوسف عبدالحميد السويسى بطل روايته "الرجل الذى فقد ظله".
وقال شعبان إن فتحى غانم، ظُلم كأديب بسبب هيكل، لأنه من المعروف أن الأستاذ "هيكل عندما يغضب" لا يغضب وحده، ولكنه يستدعى معه غضب بعض الأجهزة
ومن بعض مشاهد الظلم الذى تعرض له الكاتب الكبير فتحى غانم، والتى وُصفت بـ"ظلم وصل حد الإجرام" حذف أجزاء من رواياته، حيث أن روايتى "تلك الأيام"، التى نشرت فى مجلة "صباح الخير" عام ١٩٦٣، وتم نشرها عام ١٩٦٦ فى كتاب حذف منها ١٣٠ صفحة لأسباب غير معلومة، ورواية "الرجل الذى فقد ظله"، التى نشرت عام ١٩٦٢ تم حذف ٢٥٠ صفحة منها.