أغلق باب تسجيل القوائم في الانتخابات الإسرائيلية العامة في فبراير الماضي بعد اتفاق حزبي "حصانة إسرائيل" و"يوجد مستقبل" على خوضها بقائمة موحدة، بما يضعف فرص قائمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أجل زيارته إلى موسكو للتحضير للانتخابات.
وقبل انتهاء المهلة المحددة للأحزاب الإسرائيلية لتقديم قوائم مرشحيها للانتخابات أعلن زعيم حزب "حصانة إسرائيل" رئيس الأركان السابق بني غانس، ورئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد وزير المالية والصحفي السابق التوصل إلى اتفاق لخوض الانتخابات البرلمانية في قائمة واحدة.
أقوى منافسي نتنياهو
وبيني غانتز هو أقوى منافس لنتنياهو فهو كبير الموظفين العسكريين السابق، الذي يتضمن فريقه وزراء دفاع سابقين وموظفين آخرين رفيعي المستوى، ممن يستهدفون صورة نتنياهو "كسيّد للأمن".
وقاد غانتز الجيش أثناء حربين في غزة، في عامي 2014 و2012، ولتحدي نتنياهو اندمج غانتز مع حزب وسطي آخر، ليعززوا أرقامهم ما وضعهم في المقدمة.
وبالطبع فإن نتنياهو ساد على السياسة الإسرائيلية منذ انتخابات عام 2009، وحملته ركزت على إنجازاته الدبلوماسية، في حين تنبذ منافسه على أنه يساري ضعيف، وواصفة التحقيقات الجنائية ضده على أنها "قنص ساحرات".
وبالعودة إلى الانتخابات، فقد يكون غانتز ونتنياهو يملكان الحزبين الأكبر، لكن ليس بما فيه الكفاية، إذ يجب عليهما الاعتماد على الأحزاب الأصغر لتشكيل الحكومة، وهنا يملك نتنياهو أفضلية واضحة، حيث لديه كتلة يمينية قوية، تدعمها أحزاب أرثودكسية متطرفة.
أمام غانتز طريقه أصعب لتشكيل تحالف، حتى إن كان يملك الحزب الأكبر في يوم الانتخابات.
قائمة بيني غانتز
قرر رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي الانضمام لهذه القائمة التي يشارك فيها أيضا موشيه يعالون الذي شغل سابقا منصبي رئيس الأركان ووزير الدفاع في حكومة نتنياهو.
قوة التحالف اليساري
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الاتفاق بين غانس ولبيد ينص على تولي غانس رئاسة الوزراء في السنتين ونصف السنة بالفترة الأولى للحكومة، ثم يليه لبيد في السنة ونصف السنة المتبقية، علما أن مدة ولاية الحكومة في إسرائيل هي أربع سنوات.
ويمثل التحالف ضربة قوية لفرص نتنياهو زعيم حزب الليكود، وسارع حزبه إلى مهاجمة التحالف الجديد لمنافسيه، وقال في بيان سابق "إن هذا التحالف يساري ومدعوم من الأحزاب العربية".
وسعيا من نتنياهو لمواجهة التحالف الجديد، تمكن هو أيضا من إغراء حزبي "الاتحاد القومي" و"البيت اليهودي" اليمينيين بوزارتي التعليم والإسكان وبمقعد على قائمة حزب الليكود وبمقعد في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت).
وقرر الحزبان خوض الانتخابات في قائمة واحدة مع حزب "القوة اليهودية" القادم من خلفية تؤمن بأفكار استيطانية متطرفة معادية للعرب.
أما الأحزاب العربية فأخفقت في الحفاظ على القائمة المشتركة التي خاضت بها الانتخابات السابقة، وحصدت من خلالها 13 مقعدا في الكنيست.
وستخوض الأحزاب العربية الانتخابات في ثلاث قوائم منفصلة، وسط احتمال ألا يتجاوز بعضها نسبة الحسم فلا يدخل الكنيست المقبل.
استطلاعات الرأي الإسرائيلية
في سياق متصل، أظهر استطلاع رأي تراجع مجموع مقاعد كتلة الأحزاب اليمينية إلى 59 مقعدا من أصل مقاعد الكنيست الـ120، كما أظهر أن المعسكر اليساري سيحصل على 61 مقعدا، منها 19 لحزب "المنعة لإسرائيل"، و13 لحزب "هناك مستقبل".
الجولان هل تشكل فارقا في الانتخابات؟
من المتوقع إعلان الإدارة الأميركية الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على هضبة الجولان السورية المحتلة، خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل، وهو ما من شأنه أن يقدم له دفعة قوية على أبواب الانتخابات الإسرائيلية.
ويزور نتنياهو وشخصيات سياسية إسرائيلية من اليمن واليسار الولايات المتحدة الأسبوع المقبل للمشاركة في الاجتماع السنوي للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة "إيباك"، والذي تحضره كبار الشخصيات السياسية الأميركية.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات العامة بإسرائيل في 9 أبريل بعد قرار الحكومة في ديسمبر الماضي حل الكنيست وتبكير الانتخابات، لعدم قدرة الحكومة على المضي قدما في إقرار مشاريع قوانين بسبب انسحاب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان من الائتلاف الحكومي.