بهمةٍ ونشاط وتحدٍ للصعاب تستيقظ طالبة لم تتعد الخامسة عشر من عمرها صباح كل يوم لتحمل حقيبة ظهرها وتتوجه إلى المدرسة مهرولة، وفور انتهائها من يومها الدراسي تسارع إلى العودة للمنزل للعمل على سيارة والدها بعد مرضه، لجلب لقمة عيشٍ حلال لها ولأفراد أسرتها.
هكذا هو حال بثينة عسلاني 14 سنة طالبة بالصف الثالث الإعدادي مقيمة بكفر الأكرم التابعة لمركز مدينة قويسنا بمحافظة المنوفية.
تقول «بوسبوس.. بوسي» وهو الأسم الذي عرفت به بُثينة بين أبناء قرية كفر الأكرم المقيمة بها خلال حديثها لـ"أهل مصر": "مرض والدي منذ بضع سنوات بالغضروف وقلقنا كثيراً لأنه يعمل في مهنة بيع الأنابيب، وفور مرضة عمِلت شقيقتي شيماء بهذه المهنة حتى تزوجت فاستلمت شقيقتي سُمية بيع الأنابيب حتى تزوجت هي الأخرى وبقيتُ أنا الآن أعمل على سد حاجتي ووالدي وشقيقتي الصغرى، فقد تعلمتُ قيادة السيارة منذ أن كنتُ في الصف السادس الابتدائي حيثُ كنتُ أعمل مع والدي".
وتضيف، أذهب يومياً إلى المدرسة للتعلم ثم بعد ذلك أتجه لعملي بحمل الأنابيب وتغييرها للأهالي سعياً للحصول على مالٍ حلال، وتجلس أمي في نهاية العربة نصف نقل على أحد جانبيها لمساعدتي في حمل الأنابيب.
وتوضح «بوسبوس.. بوسي» ابنة قرية كفر الأكرم المقيمة بها وبعض القرى المحيطة بها والتي تمر بها لبيع الأنابيب: عانيتُ في بداية عملي بكثرة مضايقات الشباب لأن فتاة هي من تقوم بقيادة سيارة نصف نقل لحمل الأنابيب والذهاب بها للمستودع.