توالت ردود الفعل العربية والدولية ،عقب توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إعلاناً يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها العام 1981 وترفض الانسحاب منها رغم قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338 اللذين يطالبانها بالانسحاب منها.
سوريا: اعتداء صارخ على سيادة ووحدة" الأراضي السورية
أدانت وزارة الخارجية السورية توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إعلانا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، بوصفها اعتداء صارخ على سيادة ووحدة" الأراضي السورية.
ونقل مصدر وكالة الأنباء السورية عن مصدر بالوزارة قولها "في اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية الرئيس الأميركي أقدم على الاعتراف بضم الجولان السوري المحتل إلى كيان الاحتلال الصهيوني".
وأكد المصدر أن القرار يأتي تجسيداً للتحالف العضوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في العداء المستحكم للأمة العربية ويجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسي للعرب من خلال الدعم اللا محدود والحماية التي تقدمها الإدارات الأميركية المتعاقبة للكيان الإسرائيلي الغاصب.
وشدد المصدر على أن قرار ترامب يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولي ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأمريكي السافر لقراراتها بخصوص الجولان السوري المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981 الذي يؤكد الوضع القانوني للجولان السوري كأرض محتلة ويرفض قرار الضم لكيان الاحتلال الاسرائيلي ويعتبره باطلاً ولا أثر قانونياً له.
وقال المصدر: "ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة وهذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجا في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح.
روسيا: انتهاكاً سافراً للقانون الدولي
أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن اعتبار قرار واشنطن انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ويعرقل تسوية الأزمة السورية.
الأمم المتحدة: الوضع القانوني للجولان لم يتغير
وأعلنت الأمم المتحدة، ردا على الاعتراف الأميركي، أن الوضع القانوني للجولان لم يتغير، في تأكيد على أن القرار الأميركي لن يؤثر على الاعتراف الدولي بأن الجولان هي أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل منذ عام 1967.
الجامعة العربية: الاعتراف باطل شكلا وموضوعا
من جانبه، أدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرا أنه باطل شكلا وموضوعا.
وقال أبو الغيط في بيان، حسبما ذكرت "سكاي نيوز عربية"، إن الإعلان الذي صدر اليوم عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، إعلان باطل شكلا وموضوعا، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحا ونصا، تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، بل وفي العالم".
وشدد الأمين العام للجامعة العربية، على أن هذا الإعلان لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئا، لافتا إلى أن الجولان أرض سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أية دولة.
وتابع: هناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان.
وأضاف أبو الغيط، أن شرعنة الاحتلال هو منحنى جديد في السياسة الأميركية، ويمثل ردة كبيرة في الموقف الأميركي الذي صار يتماهى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائيلية.
وشدد على أن العرب يرفضون هذا النهج، قائلا، إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته خطيئة لا تقل خطورة، فالقوة لا تنشئ حقوقا ولا ترتب مزايا، والقانون الدولي لا تصنعه دولة واحدة مهما كانت مكانتها، وديمومة الاحتلال لفترة زمنية طالت أم قصرت لا تسبغ عليه شرعية.
وأكد أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقف يحظى بإجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المرتقبة في تونس مطلع الأسبوع المقبل.