أعدت جامعة "قادر هاص" تقريرها السنوي التقليدي حول "اتجاهات تركيا السياسية الاجتماعية لعام 2015"، وذلك خلال الفترة من 9 حتى 17 ديسمبر 2015 في 26 محافظة، بمشاركة 1000 مواطن، وأظهر التقرير بعض الاختلافات الهامة بالمقارنة بنتائج أبحاث السنوات الماضية، وأبرز تغيرات في نظرة الشعب التركي للاتجاهات العالمية والإقليمية.
ومن النتائج اللافتة في الدراسة هي تغير نظرة الشعب التركي للمخاطر والتهديدات الكبرى التي تمثلها الدول على تركيا، بحسب صحيفة "ميلليت" التركية، حيث تصدرت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في الماضي قائمة هذه التهديدات، ولكن وفقا للدراسة الحالية، فإن روسيا احتلت صدارة القائمة، ويرى 64% من الشعب التركي أن روسيا هي الخطر الأكبر الذي يواجه تركيا، فيما رأى 59% أن إسرائيل هي الخطر، و47% سوريا، واختار 39% الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى 50% من الشعب التركي أن سياسة أنقرة المتبعة في الشأن السوري خاطئة، وعلى أنقرة أن تكون طرفا محايدا في التوترات والأزمات التي تشهدها المنطقة، فيما طالب 63% بالكف عن استقبال اللاجئين السوريين، وطالب 32% بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ومن جانب آخر، طالب 75.4% برئيس جمهورية محايد، فضلا عن مطالبة 72.4% من أنصار حزب العدالة والتنمية برئيس جمهورية محايد يقف على مسافة متساوية تجاه جميع الأحزاب السياسية دون تمييز، فيما رفض 32% تحويل النظام البرلماني إلى الرئاسي لأنه سيؤدي إلى حالة من الاستقطاب داخل المجتمع التركي.
كما احتلت مشكلتا الإرهاب والبطالة موقع الصدارة على قائمة المشاكل التي تواجهها تركيا، وخاصة خلال السنوات الأربع الماضية، كما تراجعت نسبة توجه تركيا للخيار العسكري لحل مشكلة الإرهاب من 39.2% في عام 2014 إلى 31.6% في عام 2015، حيث أيدت الأغلبية ترجيح الخيار السياسي.
وارتفعت نسبة مخاوف تقسيم تركيا من 46.2% في عام 2014 إلى 54.2% في عام 2015، كما تراجعت نسبة تسمية داعش ب "المنظمة الإرهابية" من 93.2% في عام 2014 إلى 86.4% في عام 2015، وفي نفس الوقت تراجعت نسبة دعم إقامة دولة كردية في تركيا من 50.8% في عام 2014 إلى 32.6% في عام 2015.
وأوضحت الدراسة أن نظرة ومفهوم الشعب التركي حول علمانية تركيا قد تراجعت، حيث يرى 53.4% من الشعب أن تركيا دولة دينية، بينما يرى 46.6% أن تركيا دولة علمانية، وفي نفس الوقت يرى 33% أن سياسة وإجراءات حكومة العدالة والتنمية فاشلة، فيما وصفها 29.9% ب "الناجحة".