الصناعات اليدوية في مصر كثيرة وهي أشبه بالفنون، تحول المواد الخام إلى منتجات تستطيع أن تنافس في الأسواق العالمية بشكل كبير، وتحتاج إلى دقة كبيرة في العمل ووقت طويل حتى يكتمل الإنتاج وتكون المنتجات جاهزة للبيع، وأصحابها يتمسكون بها ويورثونها للأجيال جيلا بعد جيل، ولكنها تواجه الكثير من العقبات وعلى رأسها غلاء أسعار المواد الخام.
"محمد ابراهيم"، يبلغ من العمر 47 عاما، حاصل على بكالوريوس هندسة، جامعة الإسكندرية، من مواليد محافظة الإسكندرية، انتقل إلى القاهرة نظرًا لظروف العمل الصعبة، تعلم مهنة الحِدادة من والده منذ نعومة أظافره، وهي مهنة متوارثة لديهم فوالده تعلمها عن جده.
عمل "إبراهيم" في مجال الهندسة بشركة الإسكندرية الوطنية للحديد والصلب لمدة ثلاثة أعوام، ثم قام بإنشاء شركة خاصة بـ 3M للأعمال الهندسية"، ولكن لم تستمر كثيرا، بعد أن بدأ بتحقيق حلمه كانت ثورة يناير2011 سببا فى تحطيم شركته وآماله، ولجأ للعمل بمهنة الأساسية التي قد ورثها عن والده "الحدادة".
مراحل صنع الباب الحديد
وضح إبراهيم لـ"أهل مصر"، أن الباب الحديد يمر بعدة مراحل حتى يخرج لنا بالشكل الذي نراه، وتختلف حسب نوع الباب والشكل المطلوب، هناك نوع يسمى "فيرفورجيه" يمر بمراحل عديده، يأتي الحديد الخام ثم نقوم بتقطيعه وتعديله على الشكل والمقاس المطلوب، وينتقل لمرحلة اللحام حيث يتم تشبيك القطع ببعظها البعض وإضافة له "شغل العصافير" وهي رسومات يتم تشكيلها بإستخدام المطرقة والنيران، وأخيرًا مرحلة الطلاء ليأخذ اللون المحدد له من قبل "الزبون" ويكون جاهزًا للتركيب.
المشاكل التي تواجه مهنة الحدادة
وأضاف "إبراهيم" أن غلاء أسعار الخامات من أكثر المشاكل التي تواجه المهنة، حيث أن الأسعار قد ارتفعت كثيرا فى الفترة الأخيرة وجعلت نسبة المبيعات قد تكون معدومة، وهناك مشكلة أكبر وهي "الاسترخاص" ويقصد بها أن "الزبائن" تسأل على سعر المنتج وعندما تجده عالى الثمن يذهبون لحداد آخر ليس متمكنًا من المهنة و"يسترخص" أي يعرض سعرًا زهيدًا فيقبله الزبون، وعند الانتهاء من العمل يلاحظ العميل أن المنتج سئ ولم ينفذ بالشكل المطلوب، وهذا يسئ للمهنة عموما، وتختلف هذه الصناعة عن غيرها من الصناعات اليدوية، حيث أن الصناعات الآلية لم تؤثر عليها مثل باقى المنتجات، وذلك لأن المنتجات اليدوية أفضل وأقوى من الآلية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
