انتخابات تركيا .. نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم الإثنين، أن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا متقدما بفارق نحو 28 ألف صوت، وأوضحت أن الحزب في طريقه للإعلان عن انتصاره في الانتخابات المحلية داخل العاصمة التركية أنقرة، والعديد من المدن الأخرى، مما تسبب في انتكاسة للرئيس رجب طيب أردوغان، بعد أن شارك في حملة مرشح حزبه بلا كلل، قبل أن يواجه رد فعل عنيفا من قبل الناخبين.
انتخابات تركيا
وأوضحت الصحيفة من خلال نسختها الألكترونية أن منصب عمدة اسطنبول له نفوذه وسعى بحماس مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم إلى الاحتفاظ به في يد حزبه الحاكم، إلا أن الأمور لم تسر حسب توقعاته فحزب أردوغان الحاكم بعدما أعلن أمس فوزه في إسطنبول، أكبر مدن تركيا، بعد ساعات من هذا الإعلان، أشار أردوغانفي يأس إلى أن مرشح حزبه العدالة والتنمية قد خسر في إسطنبول.
ونقلت الصحيفة عن أردوغان قوله عندما تحدث إلى الصحفيين: "إن حزب العدالة والتنمية وحزبا آخر متحالفا معه حصلا على أغلبية الأصوات في مختلف مدن البلاد"، وهو ما وصفه على أنه استمرار للهيمنة الانتخابية لحزبه منذ عام 2002، غير أنه في الوقت نفسه، بدا أردوغان معترفا بالخسارة في أنقرة ومدن أخرى.
وتابعت الصحيفة الأمريكية أنه لو تأكد فوز اكرم إمام أوغلو في إسطنبول سيكون ذلك بمثابة أقسى ضربة لأردوغان، وعلقت أن الانتخابات المحلية في تركيا تعتبر أول استفتاء حقيقي يحدث بشأن قيادة أردوغان لتركيا منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية في يونيو الماضي، فقد دخل الاقتصاد التركي في سلسلة من الركود الاقتصادي لأول مرة منذ عقد، ما أجبر الحكومة على الدفاع عن سياسات أزعجت المستثمرين وتسببت في ارتفاع الأسعار.
انتخابات تركيا
وأضافت الصحيفة: «أن القمع الذي مارسته الحكومة ضد خصومها بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016 عزز من مخاوف الشعب التركي وأزعج أيضا علاقات تركيا مع الحلفاء الغربيين، ما تسبب في تقلبات حادة في صرف الليرة التركية ووضع مستقبل المستثمرين في تركيا على المحك».
وأوردت واشنطن بوست عن مراد يتكين، المحلل السياسي التركي قوله: "حتى في الوقت الذي وضع فيه أردوغان مشاهد الانتخابات في إطار الأمن القومي، فإن العديد من الناخبين لم يذهبوا إليها، فلقد أخبرنا المستطلعون أن 80% يرون أن الاقتصاد ممثلا في تكلفة المعيشة والبطالة هو المشكلة الأكبر".
وقال سونر كاجابتاي، خبير في تركيا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، للصحيفة إن خسارة الحزب الحاكم للعاصمة أنقرة، وهي تعد رمز السلطة السياسية، كانت بليغة، مضيفا أن خسارة اسطنبول "هزيمة نووية"، وهي ما قللت من هيبة أردوغان باعتباره "السياسي التركي الذي لا يقهر".