تعرضت قرية قشوع التابعة لحي العامرية أول بالإسكندرية للمرة الثانية للغرق في مياه الأمطار جراء النوة الحالية التي تشهدها المحافظة، وسط استغاثات الأهالي وتجاهل المسؤولين بالمحافظة، وعلى مدار أكثر من 30 عامًا يعاني سكان القرية بسبب عدم وجود شبكة صرف صحي واستخدام بيارات بدائية والتي تتسبب في انتشار المياه أسفل المنازل وفي الشوارع، ويؤدي اختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي إلى ارتفاع منسوب المياه وغرق منازل القرية وتكبد الأهالي خسائر فادحة في الممتلكات.
شاهد.. حريق في ترام الرمل شرق الإسكندرية
وكان الأهالي تنفسوا الصعداء، بعدما أكد الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، للرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاحه المرحلة الثانية من مشروع "بشائر الخير 2" في نهاية شهر ديسمبر الماضي، على تنفيذ مشروع الصرف الصحى فى القرية، دون أن يحدد فترة زمنية لتنفيذه، إلا أنه لم يحدث شيء حتى الآن، وتقاعس المسؤولون المعنيون بالمحافظة عن البدء في تنفيذه، ومازال الأمر يزداد سوءًا بعد سوء، فمياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي تحاصر منازلهم، وركودها لأيام يتسبب في انتشار الذباب والحشرات والثعابين السامة فضلًا عن الروائح الكريهة وانتشار الأمراض، الأمر الذي يهدد حياة الأطفال والسكان بالقرية.
اقرأ أيضًا.. حدائق الإسكندرية مقصد للأعمال المنافية للآداب (صور)
الحاجة هانم عبد المنعم، تلك السيدة المسنة التي رسم الأسى على وجهها ملامح التعب والشقاء وطيبة أهل زمان، والتي تم إنقاذها من الغرق داخل منزلها في مياه الأمطار والصرف الصحي، عندما تعرضت القرية للغرق للمرة الأولى خلال إحدى النوات الشديدة في نهاية العام الماضي، تقول وهي تبكي: "هاتولنا الرئيس السيسي.. إحنا غرقانين في الميه مش عارفين ندخل ولا نطلع إحنا وولادنا.. حرام عليكم ارحمونا ربنا يرحمكم".
وتضيف هدي محمد عبد الحافظ، إحدى ساكنات القرية، أن مياه الأمطار والصرف الصحي أغرقت منازلهم ولا تدري ماذا تفعل حيث لا تملك مسكنًا بديلًا للانتقال للعيش فيه وإنقاذ حياتها وحياة أطفالها، مشيرة إلى أنهم يعانون منذ 30 عامًا بسبب انتشار مياه الصرف الصحي والتي تحاصر منازلهم، قائلة: "يرضي مين ده.. حرام إحنا في ظلم والله.. بقالنا 30 سنة نعاني ومياه الصرف والأمطار أغرقت بيوتنا ومش عارفة أعمل إيه.. أنا لو أملك تمن السكن في مكان تاني كنت تركت بيتي.. إحنا بنموت ومفيش حد سائل فينا".
وتشير إلى أن السبب في تراكم مياه الصرف الصحي هو قيام أحد المواطنين ببناء منزل مخالف بنهر الطريق الذي يتم صرف المياه من خلاله مما يتسبب في احتجاز المياه وارتفاع منسوبها بشكل دائم وانتشارها بالشوارع والمنازل الأمر الذي سبب مشكلة كبيرة لديهم ولم يتم حلها بعربات الشفط الكبرى.
أما الحاجة سعاد، إحدى سيدات القرية، فناشدت الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة إنقاذهم وإنقاذ أطفالهم المرضي، قائلة: "إحنا تعبنا من الشكاوي ومنازلنا غرقة في مياه الأمطار والمنزل به كهرباء وإذا وصلت إليها المياه هنموت.. أنا بناشد الرئيس السيسي يشوف الوضع اللي إحنا فيه وأطفال مريضة بسبب مياه الصرف".
سيدة أخرى التقطت طرف الحديث، لتؤكد أن مياه الأمطار والصرف الصحي اقتحمت منازلهم وأغرقتها، ويهدد انتشارها أسفل المنازل بانهيارها في أي لحظة، قائلة: "الميه داخلة عليا أنا وولادي ومش بيروحوا المدرسة بسبب غرق المنزل في مياه الأمطار والصرف الصحي.. حتى الصلاة تركتها بسبب عيشتنا وسط مياه الصرف الصحي، المنطقة كلها صرفها جاي علينا، والمسؤولين بالمحافظة مفيش حد سائل فينا ولا بيتحرك, إحنا عايزين الرئيس السيسي يتدخل لحل مشكلتنا".
وأوضح حسين عبد المنجي، أحد أهالي القرية، أنهم لا يريدون أي تبرعات أو توزيع بطاطين عليهم ووعود غير نافذة، وإنما الحل الجذري للمشكلة وإنقاذ حياة المواطنين هو تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي.
وقال محمد البنداري، منسق عام الشكاوي بحزب الوفد بالإسكندرية، إن مشكلة أهالي القرية ستتكرر مرات أخرى لعدم وجود شبكة صرف صحي، وعلى الرغم من وعود الدكتور عبد العزيز قنصوة، محافظ الإسكندرية، للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح مشروع "بشائر الخير 2"، بحل المشكلة وتنفيذ مشروع الصرف الصحي بالقرية إلا أنه إلى الآن لم يحدث شيء، وأن السبب في عدم البدء في تنفيذ المشروع حتى الآن يعلمه جميع المسؤولين المعنيين بالمحافظة لكنهم ينأون بأنفسهم بعيدًا عنه وهو وجود منزل مبنى بشكل مخالف في وسط الشارع الذي يتم تصريف مياه الصرف من خلاله الأمر الذي يتسبب في تراكم المياه وارتفاع منسوبها في هذا المكان لقرابة المتر وارتدادها إلى داخل المنازل وبشوارع القرية.
وأضاف البنداري، لـ"أهل مصر"، أن مياه الأمطار أغرقت منازل القرية طوال فترة الشتاء والأهالي هم من يقوم بنزحها، وعندما تعرضت القرية للغرق خلال المرة السابقة تم إنقاذ سيدة مسنة من الغرق داخل منزلها، لافتًا إلي أنه سبق وتقدم بشكوي إلي المحافظة وتم إحالتها إلي لجنة تابعة لها بشارع فؤاد بمنطقة محطة الرمل، وذلك لمعاينة المشكلة علي الطبيعة وإعداد تقرير بها، وخرج تقرير اللجنة أن المنزل المبني في منتصف أحد شوارع القرية ويغلقه هو السبب في وقف تنفيذ المشروع، مضيفًا أنه رغم أن المنزل مبني بشكل مخالف ووفقًا لرواية الأهالي بأنه صادر له قرار إزالة إلا أنه لم يتم إزالته، كما لم يصدر أي تحرك رسمي حتي الآن من قِبل المحافظ ورئيس حي العامرية أول.
وطالب البنداري، بسرعة تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي لإنقاذ حياة أهالي القرية وتشكيل لجنة من جهاز شؤون البيئة لمعاينة المشكلة على الطبيعة حيث تسبب ركود مياه الأمطار والصرف الصحي أسفل المنازل في انتشار الحشرات والثعابين السامة والتي تهدد حياة الأطفال وأهالي القرية، قائلًا: "إنزل ياسيادة المحافظ من مكتبك وعاين الوضع علي الطبيعة وشوف مشكلة سكان المنطقة، فالأهالي يموتون بالبطئ ولا أحد يسأل فيهم، وجميع المسؤولين وعلي رأسهم رئيس حي العامرية أول قالوا بأن المنزل المبني بشكل عشوائي هو السبب في عدم تنفيذ المشروع ولم يتم اتخاذ أي إجراء حتي الآن حياله، وجميع المسؤولين يتهربون من حل تلك المشكلة دون معرفة السبب".