"يتنحاو قاع" وتعني "فليتنحوا جميعاً" عبارة نطق بها شاب جزائري يدعي "بكير تركي" انتشت سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حتي أصبحت شعاراً يرفعه المتظاهرون في احتجاجتهم المتواصلة منذ 22 فبراير الماضي والتي دخلت أسبوعها السابع للمطالبة برحيل الرئيس الجزائري "عبد العزيز بوتفليقة" الذي يحكم البلاد منذ 20 عاماً، وليس فقط ذلك بل رحيل كل مواليه من أي منصب في الحكومة.
وبرزت عبارة "يتنحاو قاع" بشكل أكبر في مارس الماضي عقب إعلان "بوتفليقة" سحب ترشيحه لولاية رئاسية خامسة وتأجيل انتخابات الرئاسة، التي كانت مقرر عقدها في 18 أبريل الجاري، مع وعد بانتخابات أخرى لن يترشح فيها.
وكانت تلك العبارة قد قالها "سفيان" فس إحدى القنوات الجزائرية حين تم سؤاله عن رأيه في انسحاب "بوتفليقة"، الذي يعاني من متاعب صحية منذ سنوات، لترشحه وفرحة بعض الجزائريين بالخبر، فأجابها: "يتنحاو قاع"، أي يجب أن يرحل كل رموز النظام دون استثناء.
اقرأ ايضاً.. شقيق بوتفليقة يعرض على الرئيس الجزائري السابق قيادة المرحلة الانتقالية
ورصدت الصحف الجزائرية في ساحة البريد المركزي وشارعي "ديدوش مراد" و"حسيبة بن بوعلي" بالعاصمة الجزائر، شباباً يحملون لافتات كبيرة كتب عليها: "الشعب يريد تفعيل المادة 2019 .. يتنحّاو قاع" .
وهم يقصدون بذلك أن الشعب يريد رحيل جميع رموز النظام، ويرفض مقترح رئيس أركان الجيش، قايد صالح، بتفعيل المادة 102 من الدستور بشأن شغور منصب الرئيس.
تلك المادة تنص على أنه في حال استقالة الرئيس، أو وفاته، أو عجزه، يخلفه رئيس مجلس الأمة لمدة 90 يوما، تنظم خلالها انتخابات جديدة.
يتنحاو قاع تريند في وسائل الاتصال الاجتماعي
ومنذ مظاهرات 15 مارس الماضي، يتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر هاشتاج #ينتحاو_قاع، على هيئة صور وتعليقات ورسومات كاريكاترية.
حيث غرد "عبد الرزاق بوكبة" على تويتر قائلا: "خرج شطر من الشعب فرحانا بالرسالة الثانية للرئيس المترشح، بغضّ النّظر عن كون ذلك مساندة لإجراء الرّئيس أم فرحا بالانتصار الأولي للحراك، تدارك الأمر بعد ساعة أو ساعتين، وانحاز لخيار الرّفض. وقد تمّ تلخيص الموقف الشّعبي في عبارة: يتنحّاو قاع".
اقرأ ايضاً.. التفاصيل الكاملة لمحاولة إقالة قايد صالح رئيس الأركان الجزائري
دلالة يتنحاو قاع السياسية
ووفقا للمختص الجزائري محسن بن عاشور قال لصحيفة الخبر الجزائرية إن عبارة "يتنحاو قاع" لها دلالة سياسية.. معناها أن يرحلوا جميعا، حيث أن كلمة قاع تعني عمق الشيء في ظاهر اللغة، متابعاً مثلا يتم تصفية الماء ليس من سطحه فقط، بل من عمقه (أسفله) أيضا أي تصفيته لكي لا يبقى فيه ولا شيء.
وبين أن "دلالته في المظاهرات هي: يرحلوا جميعا، يرحلوا كافة، يرحلوا كلّهم، ولا يبقى أي أحد".
وحول دلالتها الاجتماعية، قالت إن كلمة "قاع" لا تقال في كل محافظات الجزائر، فهي منتشرة في منطقة القبائل (تيزي وزو وبجاية- شرق)، إضافة إلى محافظات الوسط (منها العاصمة).
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
