أعلنت الأسبوع الماضي حركة "قسد" السورية والتحالف الدولي عن نهاية تنظيم داعش الإرهابي، ولكن الطريقة التي تحدث بها ترامب، لا تختلف كثيراً عن إعلان الرئيس الأميركي الأسبق، جورج دبليو بوش، عن نهاية الحرب في العراق عام 2007، وذلك حين قال عبارته الشهيرة "المُهمة اكتملت"، رغم أن الأوضاع في العراق لم تستقر من حينها.
كما أنه محاولة من "ترامب" لتحقيق مكسب سياسي، يضيفه إلى قائمة "إنجازاته" الانتخابية، ويبرّر به قراره سحب قواته من سورية، والذي كان قد اتخذه بشكل منفرد ومفاجئ، قبل حوالي شهرين، ربما جرت هزيمة "داعش" عسكرياً، وذلك بعد أن خسر التنظيم كل معاقله في منطقة شرق الفرات، ومن قبلها في الموصل في العراق، وفي بقية أرجاء أرض خلافته المزعومة في سورية.
لكن التنظيم، أفكارا وإيديولوجيا، لم ينته بعد، بل على العكس قد تساعد هزيمته في تحويله إلى "شهيد"، وتكسبه تعاطفاً من كثيرين من الشباب العربي والمسلم، خصوصا في ظل ما يُقال عن عمليات قتل عشوائي لمدنيين، بينهم أطفال في الباغوز في أثناء مطاردة فلول التنظيم.
ومن جهة أخرى، ثمة 800 مقاتل أوروبي، اعتقلتهم قوات "قسد"، ولا يزال مصيرهم ومستقبلهم مجهوليْن، ولا يعرف أحد أين سينتهي بهم المطاف، وما إذا كانوا سيعودون إلى بلدانهم التي جاءوا منها، أم ستتم محاكماتهم وكيف وأين.
وقد كشفت وثائق نشرتها صحيفة التايمز البريطانية،عن مخططاتٍ وضعها أحد قياديي التنظيم، يُدعي "أبوطاهر الطاجيكي"، لتنفيذ هجمات في أوروبا، وضد المصالح الغربية في بلدان أخرى.
فمن المعروف أن شبكة تنظيم داعش، تمتد من أفغانستان وحتى نيجيريا، وهو ما يعني أننا مقبلون على مرحلةٍ ساخنة، فيما يخص الهجمات التي قد تشنها فروع التنظيم في البلدان المختلفة.
وفي السياق ذاته، أعلنت شبكة "اي بي سي فوكس" الأمريكية، عن بدء عملية "إعادة نشر تنظيم "داعش" المحظور في روسيا في العراق.
وأظهرت الشبكة خلال التقرير، أن تحقيقاتها الصحفية في داخل السجون العراقية حيث معتقلي تنظيم "داعش" الإرهابي، والمقابلات التي أجرتها مع عوائل التنظيم في المخيمات، أكدت لها بأن أطفال تنظيم "داعش" الإرهابي، اصبحوا ينشؤون مع كراهية شديدة، مشددة على أن إيمان عوائل وأفراد "داعش" بأفكار التنظيم ما زال موجوداً، ويتم تلقينه للأطفال.
وأكد التقرير على أن عملية بناء ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي قد بدأت، وهي واضحة للعيان، في إشارة إلى خلق جيل جديد من أفراد التنظيم الإرهابي عبر الأطفال.
وقالت الشبكة الامريكية أن القضية الخطيرة هي وجود أطفال بأعداد كبيرة في مناطق تواجد عناصر "داعش"، وتحديدا في مدينة الموصل، وكذلك في بعض المناطق السورية، وتلك المشكلة تعتبر أزمة ولابد من حلها، فوجود أطفال "الدواعش" والذي البعض منهم يحمل جنسيات أجنبية وعربية، يهددون السلم الأهلي، على سبيل المثال أن تكون هناك وقفة دولية وإقليمية، تتمثل بتسليم الأطفال الأجانب إلى دولهم، لكي تتم معاملتهم باعتبارهم أولاد إرهابيين واخضاعهم لبرامج نفسية واجتماعية مكثفة، أما الأطفال العراقيين فيجب عزلهم من أمهاتهم ووضعهم في حاضنات آمنة، يكون للدولة مراقبة مباشرة عليها وبوجود أناس متخصصين، بغرض إضافة دروس وبرامج إعادة تأهيلهم ودمجهم اجتماعيا، وهو موضوع يحتاج إلى تشريعات.
وجهة داعش الجديدة
وفي سياق متصل، أعلن رئيس المديرية العامة لمكافحة التطرف في وزارة الداخلية الروسية، أوليغ إيلينيخ، اليوم الجمعة، أنه بعد الهزيمة في سوريا والعراق يقوم تنظيم "داعش" المنظمة المحظورة في روسيا بتحويل اهتمامه إلى أراض أخرى.
وقال إيلينيخ خلال كلمة في جامعة "ف. يا.كيكوتيا" التابعة لوزارة الداخلية، حيث افتتح المؤتمر الدولي العلمي والعملي الثاني: "أولويات التعاون الدولي في مجال مكافحة التطرف والإرهاب" بأن "قادة تنظيم "داعش" (المحظور في روسيا) يضعون خططًا لتكوين شبكة إرهابية عالمية، وخلايا نائمة من شأنها أن تظهر القدرة على تنفيذ هجمات إرهابية في جميع أنحاء العالم".
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في 23 مارس، تحقيق الانتصار الكامل على تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) في الباغوز بريف دير الزور شرقي سوريا، ما ينهي ما يسمى "دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم، والتي سيطرت في وقت من الأوقات، على مساحة تصل إلى ثلث مساحة العراق وسوريا.
وفي سياق متصل، كان نائب قائد قوات التحالف الدولي للشؤون الاستراتيجية والمعلومات، البريطاني كريستوفر غويكا، قد أعلن الثلاثاء الماضي، أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يعتقد أن مسلحي تنظيم داعش (المحظور في روسيا) بعد خسارتهم الأراضي في سوريا والعراق، يمكن أن يشكلوا منظمة سرية.